بقلم / ناجي الحرازي
حسناً فعل المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ عندما زار دول الجوار وتباحث مع قادتها ومع من تستضيفهم من الأطراف اليمنية ، قبل وصوله إلى صنعاء لإجراء لقاءات مع بقية الأطراف والمكونات السياسية اليمنية..

ومع أن خبر وصول ولد الشيخ إلى صنعاء لم يكن دقيقاً خاصة عندما ذكر أن زيارته ستستغرق عدة أيام ، ونحن نعلم أن إقامة الرجل ستطول وإن بشكل متقطع ، أو أن الزيارة ستبحث موضوع الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها ، والعمل على التحضير لها، بينما هذه الهدنة على بعد ساعات من دخولها حيز التنفيذ حسب العرض السعودي !!

إلاَّ أن حديث ولد الشيخ عن بحث جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار بهدف الوصول إلى حل سياسي ، كان بالنسبة لكثير من المراقبين لتطورات المشهد اليمني أهم ما ورد في التصريح المنسوب إلى المبعوث الأممي إلى اليمن.

خبر الوصول نقل عن ولد الشيخ قوله : "إننا مقتنعون أنه ليس هناك حلاً للمشكلة اليمنية إلاَّ من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنيا".
وهذه أيضا جملة مفيدة نأمل أن يكون قد طرحها على من قابلهم في العواصم المجاورة، وأن يكونوا قد استوعبوا مضمونها وآمنوا بها بعيداً عن التشنج أو عن تغليب الطابع الإقليمي للأزمة على طابعها المحلي ، كما نأمل أن يستمع اليها أطراف النزاع اليمنيين الذين يتحملون مسؤولية وضع حد للاقتتال الداخلي وللتدخل الخارجي في الشؤون اليمنية .

هذه الأطراف اليمنية التي لا يستطيع أحد إنكار حقيقة أنها وبالرغم من حواراتها التي دامت أسابيع وأشهراً منذ اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني وحتى توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية وما تلاه من تطورات ، تسببت في تعقيد الأزمة وإخراجها من طابعها الداخلي .. إلاَّ أنها مجتمعة أو بمعنى أدق بعضها ما تزال تصر على مواقفها المسبقة من بعضها البعض ، وتأبى الإقرار بأن اليمن ملك لكل اليمنيين ، وأن لا أحد من هذه الأطراف يملك الحق في ادعاء أو القول بأنه صاحب القرار الأوحد ..
فهل يتمكن ولد الشيخ من إقناع جميع اليمنيين بحاجتهم إلى وقف النزيف والمصالحة ولملمة الجراح وتعويض المتضررين والعمل معا من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب ، وبناء يمن جديد يتسع للجميع بلا استثناء ؟؟؟
أم أن بعضهم سيظل على عناده و تمسكه بـ" حبتي والا الديك" أو بمبدأ " عليَّ وعلى أعدائي" ، حتى ولو أدى ذلك إلى إلحاق الضرر باليمن واليمنيين جميعا ، كما تابعنا خلال الأسابيع الأخيرة للأسف الشديد؟؟
هل يتمكن ولد الشيخ من إنجاز ما لم ينجزه بنعمر ، ويعيد قادة اليمن السياسيين والعسكريين إلى جادة الصواب والعقل والحكمة اليمانية ، أم أن معاناة اليمنيين ستستمر ؟؟
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس