بقلم / عبد الله الصعفاني
* الحرب فاجرة والعدوان غادر ولكن .. ما الذي يمنع من أن استهل هذه اليوميات بالسؤال عن ثمرة زواج التركي سلطان كوزن " مترين ونص " على السورية مروه ديبو" مترين إلاَّ ربع " ؟
* حسب علمي أن الزواج قد تم بين أطول رجل في العالم وأن الحلم لم يتعطل بعدم الحصول على سيارة مخرومة السقف لاستيعاب طول العريس .

* قد يقول بعضكم الناس فين والصعفاني فين من أتون حرب عدوانية فاجرة تتذاكى في القتل حتى في الهدنة ولكن .. ما المانع من السؤال عن مصير زواج المترين والنص بالمترين إلاَّ ربع هذا أفكه على النفس من مضمون دقائق من المتابعة الإخبارية - وهو ما سمحت به الكهرباء - أكدت على أن مؤتمراً في الرياض انعقد بمشاركة سياسيين يمنيين يتصدرهم رئيس عزز انتهاء صلاحيته بالاستقالة ثم أضاف إلى الجرب دمامل تأييد قتل شعبه وحصاره ، ومع ذلك يصر على أنه ما يزال صالح للاستخدام الرئاسي .

* مؤتمر الرياض وإن حضرته الجامعة العربية ضمن شلة اليد السفلى توفرت له تسهيلات ومغريات كثيرة غير أنه شديد الشبه بعرس فيه زفة وقاع وقرنباع لكن العرسان في اليمن ممنوعين من الحياة ومن ركوب الطائرات بل وتحت قصف وحصار وأوضاع خانقة قادت إلى تعرض الكثير منهم للقتل بالصواريخ والقنابل المحرمة والباقي مصلوبين تحت طوابير الحاجة إلى ما يسد الرمق أو يضيء لمبة أو يساعد على الانتقال إلى مستشفى .. فضلاً عن توقع الموت إما تحت القصف على البيوت أو قصف سيارة ما بعد الهروب من جحيم قنابل عطان أو نقم ومحارق صعدة أو القصف على ملجأ الهروب إلى الريف أو حتى خلال الحركة في سوق شعبي .

* الزفة إذن في الرياض والعرسان وأهلهم في صنعاء وبقية المدن والقرى اليمنية .. وأطراف الزّفة بلا شرعية انتخابية ولا حتى أقدام مرتعشة على الأرض حيث ليس لكبيرهم الفار من صنعاء إلى عدن إلى مسقط إلى شرم الشيخ إلى الرياض أي حاضن شعبي أو سياسي أو جغرافي داخل اليمن .

* كنت أود التفاؤل وأقول لا بأس من أن تتحرك إحدى العجلات ولكن .. أين هي هذه العجلة ؟ولماذا لا تدور هناك إلا لتحرّض على قتل اليمنيين وتعميق حالة الفقر والجوع والحصار وتدمير مقدرات عقود من الزمن ؟ومع ذلك ينصبون أنفسهم أوصياء على شعب لم يرفق بهم جار متكبر ولم يرحمهم من شروره ولا وسعهم الدار المحاصر بالعقوق الذي يطرق أدمغتهم من كل اتجاه حيث ليس في الواقع سوى استحضار القول بأن إفلاس الأدمغة التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه وهرب أبرز رموز الفشل السياسي وتصديرهم لليمن القتل لن يفضي إلاَّ إلى المزيد من صدام الإرادات والمزيد من الصراعات .

* وحتى لو استسلم هؤلاء لصحة القول بأن " عِجل " يجلب المال خير من " عقل " ينتج الأفكار فإن اعتساف الحقائق والاستقواء بمخزون الفجور وإغلاق وسائل الإعلام والتغطية بالتسوية والتضليل والزيف فإن كل ذلك لن يلغي حقيقة أن إقامة الزفة في عاصمة وقتل العرسان والمعازيم في الوطن الأم لن يقود بلاد الجميع إلاَّ إلى الضياع .

* اللهم أعِد كل اليمنيين إلى صوابهم ولا تشمت أعداءهم بعاهاتهم واجعل حسن ظننا بك ملاذنا فأنت أعلم بأننا ضحايا خليط من الظلم والفجور والتفاهة والبلاهة !

حول الموقع

سام برس