بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
أكثر من علامة تعجب واستفهام يثيرها مؤتمر " الرياض " ، بجلسته الافتتاحية يوم السابع عشر من الشهر الجاري بحضور أربعمائة شخصية يمنية وفي طليعتهم الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي الذين أدمنوا العيش في مستنقع الارتهان ، وتنكروا للقيم الاخلاقية وغضوا الطرف عن تدمير شعب عريق مفضلين خدمة الدفع المسبق والاجنحة الملكية وفنادق النجوم الخمسة والسيارات الفاخرة.

وبدون خجل أو ملل فر الكثير من قادة الاحزاب الدينية المدرجين حتى اللحظة في القوائم السوداء لدول الخليج تحت بند " مسجل خطر " وثعالب التقدميين الذين ضللوا قواعدهم وشعوبهم بقيم عبدالناصر ولينين وعفلق وجيفارا الذين تمردوا عليها ، الى جانب المنخنقة والمتردية والنطيحة من المشايخ وصناع الازمات وتجار الحروب الى مؤتمر " انقاذ اليمن " بالرياض لمباركة العدوان السعودي الغاشم وتأييده واضفاء الشرعية على ابادة شعب ودمار وطن ، تحت سيمفونية الشرعية الزائفة والتمدد الايراني والخطر الحوثي .

وفي محاولة لاستباق مؤتمر " جنيف " الذي دعت اليه الامم المتحدة ، والتأثير عليه بفرض سياسة الامر الواقع ، وفي غياب العقل السعودي المتزن سارع المطبخ السياسي السعودي القاصر والطائش الى عقد المؤتمر واستحضار العديد من " الدمى " اليمنية الساقطة والمثيرة للسخرية ، دون اي اعتبار لمن يسيطر على الارض بالداخل اليمني ، وفي غياب الحكمة والعقل والمنطق والافراط في التعالي والاستقواء بالقطب الاوحد صار المؤتمر أشبه بحوار الطرشان ، فلا السعودية مستعدة أن تخطو خطوة واقعية نحو الحل السياسي والسلمي الذي تدعو اليه الامم المتحدة وأكده البيان الختامي لقمة كامب ديفيد كبديل منطقي عن الاستمرار في النزاعات المسلحة التي قد تؤدي الى استنزاف السعودية وابادة اليمنيين ، ولا الحاضرين في الرياض أحرار أو بإمكانهم قلب الموازين في غياب الطرف الرئيس في الازمة المتمثل في الحوثيين والمؤتمريين ، ولاهؤلاء مستعدين لتقديم تنازلات كبيرة ومؤلمة.

واياً كان البيان الصادر عن قمة الرياض والوثيقة التي خرج بها فأنها لاتساوي ثمن الحبر التي كتبت به ، طالما الحوثيين وماتبقى من الجيش وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح تُحكم السيطرة على الارض ومثبته حالة أمنية واستقرار ملحوظ خاصة في العاصمة صنعاء وبصورة لاجدال فيها، رغم وحشية العدوان والحصار الجائر والطابور الخامس ، ومهما تضمنت الوثيقة من غزل واطراء وترهيب وترغيب والغاز بين السطور فأنها كمن يحرث في البحر أويزرع في السماء وغير ملزمة للشعب اليمني وقواعد وقيادات الاحزاب الشريفة التي لم تألف العيش في فنادق الخمسة نجوم وتمقت المال السحت ولاتؤمن بلغة الدفع المسبق واغراءات البنوك والمتاجرة بجماجم ودماء الابرياء من اليمنيين ودمار الامة ، لاسيما بعد أن اعلن الامين العام للامم المتحدة موعد اً للمفاوضاتبين جميع أطراف العمل السياسي اليمني في الثامن والعشرين من مايو في " جنيف ".

ورغم ذلك السقوط والافلاس والتسويق لوثيقة الرياض ومؤتمر " انقاذ " اليمن ، فأن مؤتمر " جنيف " هو المدخل الاساسي والشرعي لجميع القوى السياسية اليمنية بعيداً عن الاشتراطات التعجيزية المبرمجة مسبقاً،لطرح خلافاتها على الطاولة بكل وضوح امام مرآ ومسمع المجتمع الدولي تحت مظلة الامم المتحدة وبعيداً عن الوصاية والتعنت والاستعلاء السعودي والمكر الامريكي وبما يحفظ للجميع ماء الوجه واحلال السلام.

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس