بقلم/ حسن حمود شرف الدين
تمني السعودية المجتمع الدولي بهدنة مزعومة للشعب اليمني لادخال المعونات والمساعدات الدولية لإغاثة المتضررين من عدوانها الهمجي والسافر.تأتي هذه الهدنة بالتزامن مع انعقاد القمة الخليجية الأمريكية كتمويه وابداء حسن نية في تعاملها مع الشعب اليمني جراء ما ألحقوا به من أضرار بشرية واقتصادية.

والمتابع للمتغيرات العالمية سيجد تقدم بعض الدول التي كانت محاصرة دوليا وتأخر بعض الدول التي كانت المدللة.. فلم يعد للدلال السياسي وجود بين الدول العضمى.. لقد فرضت إيران نفسها على العالم كدولة إسلامية صناعية متقدمة.. بينما فرضة مملكة آل سعود نفسعا على دول العالم كقطة مدللة ثقيلة دم لا تفهم شيئا في لعبة الأمم.. لا هم لها ولا شغل إلا محاولة إذلال واستعباد العالم العربي عن طريق تحالفها المفضوع والمعلوم للجميع مع دول الاستكبار أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية التي تسعى إلى وجود حالة من اللااستقرار.

موعد انعقاد القمة لم يكن وليد أسابيع مضت.. وإنما تم تحديده قبل عدة شهور.. حتى قبل الاعلان عن وصول اتفاق مبدأي في الملف النووي الإيراني الأمريكي.. هذا الاتفاق المبدأي جعل من مملكة آل سعود تدق ناقوس الخطر وتبحث عن ورقة يمكن ان تلعب بها كورقة ضغط على إيران وأمريكا في نفس الوقت.. ولم تجد السعودية مآربها وضالتها إلا في اليمن باعتبارها منطقة استراتيجية ولديها من العملاء الكثير.. ومباشرة ودون أي مقدمات قام النظام السعودي بفرض تحالف على حكام الخليج والقيام بشن عدوان غاشم وبدون مبررات على الشعب اليمني مستخدمة ورقة التدخل الإيراني في اليمن الذي لم تظهر معالمه حتى اللحظة.. وكانوا مترقبين الرد من الشعب اليمني.. لكنهم لم يجدوا شيئا وانتقلوا إلى إلقاء اللوم على شخص هارب يدعى عبدربه منصور هادي وقالوا ان تحركات وضربات قوات التحالف جاء بناء على طلب الرئيس الشرعي هادي.. لقد صنعوا له شرعية من لا شيء بعد انتهاء ولايته وانتهاء المبادرة الخليجية وانتهاء الفترة الزمنية المضافه له والمعمدة بالاستقالة التي قبلها الشعب عن بكرة ابيه إلا عملاء السعودية والخونة من بعض مكونات القوى السياسية.
القطة المدللة لأمريكا وإسرائيل أول ما شعرت بأن رعاية البيت الأبيض الأمريكي لها بدأت بالتراجع.. حيث اتجهت السعودية إلى حيث أتت.. رجعت إلى الشارع المليء بالقاذورات وبدأت تبرز مخالبها لتأمن تقلب الزمن الذي لا يأمنه أحد.. فكما يقول المثل "يوم لك ويوم عليك"..

وهي بتلك الحالة الرثة والجنونية تبحث عن أي شيء يلفت أنظار الأمريكان ويعيدها إلى البيت الأبيض لتنعم بدلال وعطف الكونجرس الأمريكي ورئيسها أوباما.السعودية وهي في رمقها الأخير تبدي زعلها من اوباما بعدم مشاركة ملكها سلمان في القمة الخليجية الأمريكية.. والتي يعتبرها الأمريكان مسألة عادية جدا لا يمثل حضور سلمان من عدمه أي شيء.. وما ستخرج عنه القمة سيكون سلمان أول المباركين والمطيعين والمنفذين لبيان هذه القمة.يدخل الخليجيون هذه القمة ليحاولوا معرفة مكانهم من الإعراب في الإتفاق النووي الإيراني-الأمريكي المرتقب.. فهم يعلمون جيدا أنه حين يتفق الكبار لا مكان للصغار بينهم..

إلا أن أمريكا تريد من خلال هذه القمة أن تبعث برسائل تطمينات لدول الخليج وأن تقول لهم أنتم حلفاؤنا ولن نفرط فيكم.. والذي يعود للتاريخ السياسي الأمريكي وعلاقاتها مع حلفائها سيجدها مليء بالغدر والخيانة والتهرب من أي اتفاقيات تهدد مصالحها في المنطقة وأمنها القومي.

أمريكا بطبيعة نظامها نظام عولمة مالي لا مكان للعواطف في هذا النظام.. فأين ما تكون مصالحا وتجارتها واقتصادها تذهب إليه ولا تعير أي اهتمام لأي اتفاق او معاهدات قد أبرمتها مع أي حليف أو صديق كالسعودية مثلا.. فها هي اليوم أمريكا تتهرب بأسلوب لطيف عن إلتزاماتها مع السعودية مقابل مصالحها السياسية مع إيران.

يترقب العالم والخليجيون بالذات مخرجات القمة.. ومع مرور الايام يزداد خوف الخليجيون من ضعف مخرجات هذه القمة وعدم تلبية مطالبعم ورغباتهم وعدم حصولهم على ضمانات تكفل حماية منطقة الخليج من فاتورة عمالتها وخيانتها للأمريكان.

حول الموقع

سام برس