بقلم / حسن احمد اللوزي
لا شك أن التحديات التي تواجهها الثقافات الإنسانية هي تحديات واحدة حتى الثقافة الأرقى فإنها تواجه مع حركة الزمن نحو المستقبل قدر حفاظها على مكانتها بل وتأثيرها على الحياة الإنسانية.. وذلك يفرض عليها التجدد المستمر.. والإمساك بزمام روح المبادرة والسيطرة حتى لا تضمحل.. أو تعود إلى الهامش.

ويبقى الأمر شديد الصعوبة أمام الثقافات البسيطة والمحدودة.. والتي تبحث لها عن طريق في واقعها وفي عمق حياة الناس المتصلة بهم ليكون لها مكانتها وتأثيرها فيهم.. قبل البحث عن النفوذ والاتساع والانتشار..
ولا شك أنه مع وجودنا ونمو هذا الوجود قد تشكلت ثقافتنا اليمنية في الفترات المتلاحقة من التاريخ القديم منذ كانت الكلمة البذور الأولى في نسيج التواصل وفي لبنات بناء المعرفة داخل الجماعة.. وانتظمت في أنسجة البوح المتعددة.. ومنذ كانت الفكرة.. وانبثقت عنها بنى الفكر وبدائع التفكير.. أو كانت الخطوة الأولى المنغمة التي أنجبت سلالات الفنون ومثلت البيئة المحيطة الخاصة والعامة في كل مرحلة حقل الإثمار الذي بقي ينضح تفصيلات الإبداع الثقافي كما يفيض به العقل والوجدان والعاطفة والخيال.. وتشكله قوة الانفعال سواءً كان ذلك الإنتاج الثقافي إبداعاً في الفكر أو الأدب والفن.. أو في هندسة بناء الحياة كما تبرزها الشواهد المادية المعمارية والإنتاجية وما يتعلق بها من أدوات زراعية وصيدية وحرفية وصناعية وفي الجانب الأسمى ما يمليه الإيمان الأعمق كعقيدة روحية وعلوم فلسفية وإنسانية ولغوية وتاريخية.. وذلك في مجمله ما يشكل ثقافة كل شعب أو أمة.

أيضاً ولا شك أن التحدي الأول بالنسبة لكل الثقافات الوطنية والقومية وبالنسبة لكل اللغات الحية.. والتي ما زالت حاضنة لذخائر العطاء الإنساني والحضاري العظيم في كافة العلوم والفلسفات ومنظومات القيم والعلم هو حفاظها على صدارتها الروحية وقدرتها على فرض ذاتها وبضاعتها المنتجة كاحتياج غذائي ومعرفي ومعيشي بشكل أعم وحماية الذات الوطنية والقومية والحفاظ على خصائصها وصقلها وهو التحدي الأكبر بالنسبة لنا وهو تحدي أن تبقى وتتجدد ثقافتنا الوطنية والقومية.. و أن يكون لها كيانها في حياتنا... وفعلها في تشكيل صورة الحياة!! وأن يعلو بناؤنا بها.. ويقوى تحصينها لنا جنباً إلى جنب مع توجهات البناء الشامل التنموي والديمقراطي حسب ما يتم رسمه في كل مرحلة تأريخية وما يتم تحقيقه !!

ولا شك أن التركيز على ثقافة الوحدة اليمنية هو الطريق الممهد أمامنا لصنع كل ذلك ومتابعته والحرص عليه دون أن يعني ذلك الانبتات عن الثقافة العربية لأنها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا الوحدوية.
ومن أجل ذلك ننظر لثقافة الوحدة بأنها ثقافة الإيمان.. والحرية.. وكرامة الإنسان.. ولحمة الإخوة الوطنية بكل ما تعنيه من الوعي بأخلاق وواجبات التعاون والتكافل والتراحم وسيادة روح وثقافة المساواة.. والحق.. والعدالة وهي مع ذلك كله ومن أجله ثقافة الثورة بكل ما تعنيه معاني وواجبات الانتصار لقيم العقيدة والولاء الوطني والحرية..

والكرامة الإنسانية ومسايرة تحديات مجتمع الوحدة والحرية بكل ما يتطلبه ذلك من الإضافة الجديدة في كافة مجالات الفكر والأدب والفن ويمثل ازدهار الشعر والرواية.. والقص والكتابة الأدبية من صور التدفق في العطاء الثقافي الحر ويمثل المحتوى صورة النضوج التاريخي في بنية العلاقات التي صارت تأخذ لها هيئات وتشكيلات حداثية ما كانت لتتحقق في الحالة التشطيرية التي كانت تطبق عليها القيود والمخاوف والاعتبارات السياسية الضاغطة إلاّ فيما شكل تمرداً وصار يسابق الزمن ليدخل في الزمن الوحدوي الخالد والمتجدد !!
لنا مجد من الإشراق لا يبلى ! ؛-
"""""""""""""""""""""""
لكل شعوب أهل الأرض تاريخ تحج اليه..

وأمجاد تحاكيها

ونصر طالما عاشت تتوق اليه

تعيد به مسيرتها من المطلع

كنهر يسترد أصالة المنبع

وإنا في ربى اليمن

لنا مجد من الاشراق لايبلى مدى الزمن

حضارات بنيناها برغم العوز والمحن

دروساً من رؤى الانسان سقناها بلا وهن

وجاد الشعب في تاريخه الممتد فرساناً أذلوا الكبر والطغيان

ودكوا صولة الوثن

وشقوا غيهب الظلمات بالاسلام هديا سائغ المنن

لكل الناس فيضهمو

فكانوا في شجاعتهم مثال البأس والقوة

وظلوا في رؤى التاريخ كالمشكاة في الظلمة

رموز الفتح حتى آخر الزمن

نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس