بقلم / عبدالله الحضرمي
الشعور المتزايد لدى إسرائيل والسعودية بالتعالي والعنصرية والاعتقاد بأنهما شعب الله المختار نجم عنه إحساس بانقطاعهما عن منطقة الشرق ليضعهما في حالة قلق دائم من كل دول المنطقة ويدفعهما إلى اعتبار الجميع طابوراً من الأعداء المتأهبين لإزالتهما، وهذا الجحيم النفسي يفسر حجم الإنفاق على مشتريات السلاح والإنفاق على توتير المنطقة وتغذية صراعاتها أملا في إشغال (الأعداء) بحروبهم الداخلية عن التخطيط لمهاجمتهما. في خطابه يوم أمس شخّص السيد حسن نصر الله مشكلة الشرق الأوسط في هاتين البؤرتين وهو تشخيص يتفق معه عليه الجميع باستثناء أولئك الذين انخرطوا في جبهات هاتين (التوأمين) لتسويق بضائع الفتنة المذهبية الدائرة في أكثر بلدان الشرق من المحيط إلى الخليج، وهي فتن تم إنتاجها في معامل أسوأ دولتين عنصريتين غرسهما الاستعمار في تربتنا. وفي لحظة تأمل سيجد المرء أن وشائج كثيرة تجعل الكيان السعودي أقرب إلى الكيان الإسرائيلي منه إلى الدول العربية والإسلامية، ومن ذلك عدم انتمائهما إلى تربة المنطقة وتاريخها وليس لهما أية جذور في تراثها لا من قريب ولا من بعيد، كما أنهما منتج استعماري تم إنتاجه في معمل بريطاني وآلت ولاية أمرهما بعد ذلك إلى أمريكا. شجرتان خبيثتان تم غرسهما فوق أطهر بقاع الأرض وفي أهم وأبرز مقدسات البشرية، فلسطين ومكة، الكعبة والقدس.. تأسست السعودية قبل نحو ثمانين عاماً على أساس عنصري فوق دولة الحجاز ولحقتها إسرائيل العنصرية بسبعة عشر عاماً فوق دولة فلسطين. ومن ذلك الوقت غادر السلام منطقة الشرق لتحل الفتن والصراعات والحروب والإرهاب والاغتيالات وكل ذلك يتم لخدمة مصالح الدولتين الناشئتين وتعزيز نفوذهما وهيمنتهما على دول المنطقة بوصفهما شعب الله المختار ترعى السعودية أكثر من 25 منظمة إرهابية وتمدها بمليارات الدولارات وجميعها تدين بمرجعية الدولة السعودية التي انطلق منها المؤسس غازياً في أنحاء الجزيرة العربية وتنتشر تلك التنظيمات في البلدان الإسلامية ولاسيما تلك التي يتوجس منهما هذان الكيانان مثل مصر والعراق والأردن وليبيا وسوريا. إذا كانت مشكلة الشرق التي ترهق العالم اليوم تتمثل في الإرهاب فالمعروف أن الإرهاب ماركة سعودية مسجلة، تم إنتاجها بذريعة تحرير فلسطين، غير أن ما يحدث على الأرض هو تثبيت احتلال فلسطين.

نقلا عن اليمن اليوم

حول الموقع

سام برس