بقلم / حمدي دوبلة
.. يعلم جيداً بأن جيشه المدجج بالسلاح الحديث ليس سوى قطعان من النعاج لا تقوى على خوض الوغي ولا تجيد غير الفرار والانهزام
وتسليم ما بيدها من سلاح للخصوم ومع ذلك لا يتردد في العدوان على الآخرين ولا يشعر بأي حياء أو خجل وهو يقود التحالف وينصب نفسه وصياً على شرعية البلدان وتحديد مستقبلها ومن يحكمها.
إنه الغباء المتفرد الذي اتسم به نظام أسرة سعود منذ ظهوره في هذه المنطقة الفاحشة الثراء في جزيرة العرب قبل عقود ولا
يزال إلى اليوم يثبت للدنيا بأنه النظام الأكثر غباء وحماقة في العالم وربما في التاريخ الإنساني عموماً.

غباء هذا النظام الأسري الفاسد لا يعرف حدوداًولا يتوقف عند مستوى لذلك تراه يتفنن في صنع الأعداء كل يوم ولا يفتأ يزعزع أمن
الدول والمجتمعات ويمول حركات الإرهاب والتخريب في كل مكان.. فبعد أن أطاح بنظام صدام حسين الذي كان يمثل له حماية مما يظنه خطراً عليه من الشرق باشر في نشر الغموض والخراب بأرض الشام في لبنان وسوريا قبل أن يباغت الشعب اليمني، الذي كان إلى وقت قريب بمثابة المدد البشري لأشقائه في أرض سعود عند أي خطر، بعدوان وحشي هو الأكثر دموية وبشاعة في التاريخ المعاصر.

وإذا بهذا المدد يتحول إلى مصدر خطر محقق لزلزلة أركان هذا النظام المتهالك والعابث طال الزمن أو قصر كيف لا وقد استطاع الغباء المستفحل تحويل رجال اليمن من مناصرين يدركون جيداً معاني الجوار وحق النصرة إلى أعداء يتربصون بهذا النظام وعرشه المترنح للانقضاض عليه, خاصة وقد بان المستور عن خفايا جيش سعود وما هو عليه من الضعف والانهزام, وقد فرت خطوطه الأمامية مذعورة أمام عدد بسيط من شباب اليمن ممن لا يمتلكون غير سلاح شخصي متواضع في المواجهات الدائرة حالياً في عمق أراضي العدو.

ألم يكن الأولى بهذا النظام الغبي أن يساعد شعب اليمن الفقير بجزء بسيط من المليارات الطائلة التي ينفقها اليوم على قتل الأبرياء والمدنيين من أبناء اليمن وتخريب المنشآت الحيوية والمرافق الخدمية؟

ألن يحتفظ اليمنيون قاطبة بهذا المعروف والجميل لأشقائهم أبد الدهر من ارتكابه إذا ما كان هذا النظام بالفعل قد تصرف بحكمة وروية بدل جرائم القتل والتخريب بشكل جنوني, سيما وأن اليمنيين عرفوا عبر التاريخ بوفائهم وعرفانهم بصنائع المعروف.

الغباء المزمن من يدفع بغلمان سعود اليوم إلى فتح أبواب جهنم عليهم وعلى ملك جدهم المتجبر الذي أخضع قبائل نجد والحجا
بقوة السلاح وبدعم اليهود والنصارى لحكمه ولحمل اسمه ولقبه والتجرد عن تاريخهم وهوياتهم الثقافية والحضارية.


ووحده الغباء من جعل هؤلاء الغلمان المراهقين من أحفاد سعود يشنون عدواناً عبثياً على أشقائهم في اليمن ثم ما لبثوا – كما يقول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول – يولولون ويصرخون طلباً للنجدة والغوث ويستجدون الحماية من بلدان العالم الفقيرة والغنية على حد سواء، بعد ان فر بواسلهم كالنعاج أمام أول فوج من مقاتلي اليمن الشجعان على الحدود بين البلدين.


إنه الغباء والحماقة من يدفع بهذا النظام إلى تسليط أمواله وإمبراطوريته الإعلامية إلى مهاجمة البلدان وزعزعة استقرارها والمساهمة في ما يعتبرونه دعماً للشعوب في التحرر من انظمه الحكم الديكتاتورية كما يحدث في سوريا على سبيل
المثال ويتناسى هذا النظام الديكتاتوري القمعي ما يمارسه من ظلم وجبروت بحق شعبه وحرمانهم من أبسط حقوقهم
الاجتماعية والسياسية الم يقل العرب الأولون بأن من بيته من الزجاج عليه أن لا يرمي الناس بالحجارة .. لكن غباء نظام سعود
جعلهم برمون قذائفهم عبر مرتزقة الجو على شعب اليمن بزعم إعادة شرعية لا وجود لها الا في مخيلة غلمان سعود وأذيالهم
من الخونة والمرتزقة والعملاء ممن لفظهم الشعب اليمني ورمي بهم إلى مزبلة التاريخ. وحقاً وكما قال الشاعر العرب قديماً:
* لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها.

نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس