بقلم / معاذ الخميسي
* حين تجلس إلى جوار الأستاذ محمد بن محمد العرشي تشعر بأنك طالب هادئ ومستمع جيد في مدرسة التاريخ والأدب.. وهو يعيد إليك ركام الماضي الذي نسيته في زحام الحياة ومشاكل ومتاعب لقمة العيش والأيام التي مرت في حياتك وأنت تحاول التقاط أنفاسك ولا تستطيع.. ورغم أنه خبير اتصالاتي ومن أوائل من قاموا بتطوير الاتصالات اليمنية دولياً وربطها بنظام الاتصال الدولي، وعمل مع آخرين على تأسيس معهد الاتصالات لمواكبة الحداثة والتطورات.. وكان همزة وصل نجاحات وزارة المواصلات في خطواتها الهامة.. إلا أنه الإنسان البسيط..المثقف.. الأديب.. والرجل الذي يعشق التاريخ وتستهويه مراحل البحث والتفتيش والتدقيق والترجمة ويكون سعيداً ومبتهجاً وهو يبحر في مجالات العلم والتاريخ والأدب!!

* والجميل في مجلسه ومجالسته أنه يهتم أيضاً بالنكتة وبما نسميهم (ظرفاء) أو من نقول عليهم (زباجين) ويعمل على تدوين (النكت) وحصر (الظرفاء) باعتبار النكتة ثقافة نادرة وأدباً لا يجيده إلا القليل ولا يتميز به إلا من يمتلك موهبة خاصة تمكنه من محاكاة اللحظة ببديهة الخيال الواسع الذي يستدعي مفردات غائبة تماماً عن الكثيرين تجمع الظرافة والدعابة وتثير الضحك وتهيج أحاسيس البهجة وتأخذ الآخرين إلى المرح والراحة والاستمتاع والسعادة، وخاصة في هذه الأيام، وهذا الحال الذي يحاصروننا فيه بالجوع والموت ولا يريدون أن نصرخ ولا أن نتألم..!

* غير ذلك.. أهم ما يتميز به الأستاذ محمد العرشي، وهو الذي تعرض لإصابة قوية ومؤلمة أثناء ذهابه إلى حفل تدشين يمن موبايل عندما بدأت الخدمة.. أنه رغم الأصابة.. ورغم إبعاده أو إقصائه عن العمل في قمة ألقة.. لم ينطو.. ولم يستسلم لليأس.. ولا للإحباط.. وظل قوياً وصامداً، يبحث عن جديد في حياة أخرى وعمل خاص به..والأهم من كل ذلك أنه بنشاطه ومواجهته لتقلبات الحياة وغدر الزمان قدم دروساً مهمة في امتلاك سلاح التحدي، ومازال إلى اليوم في عراك مع الزمن واللحظات الصعبة ليمنح نفسه الطمأنينة والراحة والسعادة وهو يعيد صياغة حياته من زاوية العلم والتاريخ والأدب ويشغل وقته في ما يعود بالنفع والفائدة ليصل إلى طباعة عدة مؤلفات.

* وما زال يبحث عن جديد..بعقلية متقدة.. وعزيمة وثابة.. وروح مرحة.. ورؤية واقعية.. وتطلعات كبيرة.. وآمال عريضة.. وهو في صبحه والمساء الإنسان الذي يجبرك على احترامه وتقديره بنشاطه.وثقافته.. وحرصه.. واهتمامه بمن حوله.. وبروح التحدي التي يمتلكها ولا يجدها كثيرون استسلموا لليأس وماتوا وهم واقفون..!!

حول الموقع

سام برس