بقلم / احمد الشاوش
كشفت السنوات الأخيرة مدى حالات الانحطاط والإغواء المنظم، والدعارة السياسية التي كان ومازال يتبناها الكثير من قادة العمل السياسي الديني والتقدمي " اليمني "، لاسيما أثناء وبعد أزمة الربيع العربي التي فاقت وحشيتها وبشاعتها ومكرها وسخريتها افلام " هوليود " وأدخلت مفاهيم ومصطلحات أغرب من الخيال تبنتها وسائل اعلام هدامة على مستوى الداخل والخارج لتقضي على ماتبقى من القيم والاخلاق والمروءات التي اكتسبناها منذ مئات السنين ، وبنزعها والتخلي عنها فقدنا تاريخاً حافلاً بالمكارم وقيم التعايش والسلام والامن والاستقرار.

ورغم آلاف الضحايا والجرحى والدمار والدماء والحرائق الناتجة عن المزايدة والفجور وتغييب العقل و فقدان الثقة وارتفاع حمى المصالح الشخصية ، وصل شرر الفوضى الى كل منزل ومدينة وقرية وفقاً للسيناريو الأكثر بشاعة ودموية.

وبعد ان ظل السياسيون يمارسون دعارتهم ومجونهم خلف الكواليس على حساب الشعب والوطن بتشجيع وتغاضي الحكام الذين اعتقدوا فيهم الولاء ، نخروا في الدولة ومؤسساتها وبطروا, أنتجوا " الدولة الهشة " نتيجة لمعاول الاسلام السياسي ومارسوا اقذر الوسائل لتدمير البيت اليمني باستغلال آيات القرآن الكريم وتسييسها وتفصيلها بحسب الاهواء واصدار فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان وفي طليعتها عدم الخروج على الحاكم وعند الاختلاف اجازوا ذلك الخروج ببشاعة ، واطلاق براءات الاختراع المشبوهة من باب التحريض والاقتتال والانتقام من الخصوم والانتفاع الشخصي وتجييش الشباب والزج بهم في معارك ليس للإسلام واليمن فيها ناقة ولاجمل ، حتى بلغ الأمر الى المتاجرة وايقاع البسطاء والحمقى في الدماء بأستخدام الدروع البشرية عبر رص النساء والاطفال في مقدمة الصفوف ورفع الاكفان البيضاء ابتغاء الفتنة ، لاستعطاف الرأي العام والمجتمع الدولي والارتماء في احضان بعض الدول الاقليمية والدولية رغم تصنيفهم بالقائمة السوداء .

وفي نفس السياق وبنفس الجرأة والخُبث ابتلينا نحن اليمانيين بأفة لاتقل بشاعة ووقاحة عن عمامة المفتي بقادة ومنظري الاحزاب التقدمية والرفاق الذين مارسوا البغاء السياسي وتاجروا بكوادرهم وشعوبهم وانتقلوا بسرعة البرق من الساحة الحمراء الى ساحة البيت الابيض وحظيرة بعض دول النفط وفنادق تركيا ، بعد ان ناصبوها العداء الوهمي واثبتت الايام انهم مجرد " سماسرة " وتجار للشعارات الزائفة والاصوات النشاز من خلال المؤتمرات واللقاءات والانتخابات المظللة وتحولهم من رموز في نظر الشعب اليمني المغلوب على امره الى " دمى " يحركها اراجيز الشرق والغرب بعد ان شغلونا ردحاً من الزمن بالمبادئ الزائفة وسحرونا بالكلام المعسول والخطب الرنانة وتاجروا بالزعيم جمال عبدالناصر وميشيل عفلق وجيفارا وماركس وغيرهم .

وتظل الراقصة اشرف من قوادي السياسة ، وقواد " الهوى " أسمى ، لان الراقصة تمتع المساطيل والمنحرفين بحركاتها ومفاتنها ، و" العاهرة " تطفئ " نزوة" شيطانية محرمة في عرضها و" القواد" يغوي شخص في حين سماسرة وقوادي و" طراطير السياسة " يغوون " شعب " ويفرطون في " وطن " ويحللون ماحرم الله وفقاً لمصطلح " الضرورة " المطاط ويديرون المؤامرات وينتهكون الحرمات ويتلونون " كالحرباء " وتجدهم في الصفوف الاولى وعاظاً وثواراً ومجاهدين ومحرضين وناقمين ومؤيدين للعدوان وما ان يشعلوا الفتنة ويقبضوا الثمن يتوارون عن الانظار، مهطعين الى أحضان سفارات وسفراء بعض الدول الاقليمية والدولية للفوز بسكن خمسة نجوم أو اجنحة للتآمر واثارة النعرات عن بعد تحت يافطة الدين والسياسة والشرعية والمشروعية وحقوق الانسان ،، وما الفارون الى الرياض واخواتها إلا الأنموذج الأسواء للعمالة والارتزاق.

ورغم ذلك السقوط والانحطاط والخطر الجسيم فإن الحكام لايقرأون التاريخ ويقفون عند أحداثه المؤلمة لأخذ العبر والاستفادة منها لعدم تكرار المآسي والاحزان ..لأن شيطان السياسة يجري مجرى الدم في حكامنا الذين تُفتح لهم أبواب الطمع والاغواء والذوبان في ملذات الدنيا وشهواتها خطوة خطوة حتى ينسى الحاكم والراعي رعيته و مهامه التي انتخب من أجلها أو صعد الى الكرسي عن طريق نشوة ما ثم يتجرد عن قيمة الاخلاقية ويخون الامانة والميثاق الذي عهد إليه فيسقط صريعاً ويهوى الوطن وأهله الى الهاوية في بحر من الدماء والاقتتال والثأرالذي كان الجميع في غنى عنه .

حول الموقع

سام برس