معاذ الخميسي
كنت يومها في قاهرة المعز والأحداث تعصف بأكبر مؤسسة صحفية في اليمن حين ألغيت أهداف الثورة اليمنية من أعلى الصفحة الأولى وحذفت إضاءة فخامة الرئيس السابق..ولاحظوا هنا أنني على مدار سنوات طويلة لم استخدم صفة"الفخامة"في معظم كتاباتي لأني لا أحب كلمات التبجيل ولا أخواتها ولم أشعر أن هناك أي توجه يضع مفردة"الفخامة" كضرورة لابد من ترسيخها وتثبيتها وإلا ماكانت تنشر مقالاتي في هذه الصحيفة دونها حين اكتفي فقط بعبارة الأخ الرئيس أو الرئيس..لكن عندما يتحول الأمر إلى بحث عن استفزاز واستعراض بشيء من التحدي وبادوات سامجة تحب أن تضع طرفا آخر في "خانة" العداء أوفي "زاوية"بقايا النظام أو تحشرهم كما تريد داخل "المصطلح التقليدي" بلاطجة ..عند ذلك أجد نفسي وغيري امام "ضرورة"المواجهة بالتحدي نفسه .. ولذلك لاغرابة أن كررنا عبارة"فخامة" على الرئيس السابق والحالي حتى يفهم "المتعنبطون"أن لاشيء يتم بالاستفزاز ولا بالتحدي ولا بهنجمة ولغة إقصائية تستند إلى نتيجة كاذبة تفرز منتصرا وخاسرا بين أبناء البلد الواحد!؟؟
< اعود واقول انني استغربت كثيرا من إلغاء أهداف الثورة وإضاءة الرئيس السابق..خاصة بعد ماعرفت من إنكار وتنكر الجميع لذلك..وتساءلت هل معنى ذلك أن الاهداف والاضاءة تعرضتا للاختطاف من مجهولين.. وما الداعي- بالله عليكم- لمثل هكذا تصرف وأمر الإضاءة محسوم لامحالة بعد 21 فبراير..أما اهداف الثورة فما فائدة ذلك ومن وراءه وهل هناك من يريد أن يلغي في "لحظة" ثورة ذهب من أجلها شهداء وسالت دماء !؟
< اختلط علي الحابل بالنابل واصبحت في حيرة شديدة..كيف تحصل هذه الأخطاء الفادحة..وهل الهدف إدخال المؤسسة في "متاهات"الخلافات والانقسامات وزرع الفتنة لإنهاء ماتبقى منها وهي الغارقة في مديونية تصل إلى المليار ومستحقات موظفيها لم تصرف منذ شهور..ومازادني قلقا ورعبا أنني تابعت المواقع الالكترونية ووجدت اخبارا بل وبيانات مخيفة تؤكد أن الصحيفة تعرضت للاقتحام والسيطرة من قبل اشخاص من خارجها وهم الذين يديرونها .. ومع تلك الأخبار والبيانات أقرأ مفردات ..البلاطجة..غير الشرعيين..اصحاب الدفع المسبق..أمن قومي..وغيرها..فقلت: على المؤسسة السلام ..وهاتفت بعضا من الزملاء ممن يتواجدون داخل الصحيفة فإذا بهم ينفون ما يقال ويؤكدون أن لا أحد من خارج الصحيفة يعمل معهم..وعند عودتي من القاهرة ذهبت إلى المؤسسة وفتشت في زواياها ومكاتبها عن أي شخص متطفل أو مدسوس أو مرسل أو مكلف كما روج لذلك البعض فلم أجد أحداً على الإطلاق..ووجدتهم جميعا زملاء اعزاء ادركوا مايحاك وفطنوا لكارثة أن تتوقف الصحيفة وصعوبة أن تعاود الإصدار وخطورة أن تتوقف ارزاق اولادهم فتواجدوا بحرص واخلاص للمهنة ولقداسة الواجب الوظيفي وواصلوا الإصدار فإذا بهم يتحولون إلى متهمين بأقذع وأوسخ الصفات..ومن هنا ليضعْ كل واحد نفسه في صورة ماحدث وليقلْ لي بماذا سيشعر..وهل سيجد في الحلق غصة والقلب حسرة على من تحولوا إلى متهمين وبمباركة زملاء اعزاء ماكنت اظن ابدا انهم سيقعون في "تجريح" زملاء لهم ..أو أنهم سيباركونه وفي اقل الأحوال يتجاهلونه!؟؟
< تلك الاتهامات والإساءات والتجريحات لم تثن صحفيي وفنيي وعمال الثورة عن مواصلة العمل والإصدار رغم أن غالبية منهم لايجد في"جيبه" مواصلات ذهابه وعودته ويضطر لأن يستدين ليحضر ويعمل يدفعه الإحساس بالظلم والقهر مما ناله !؟؟
< الأن..وبعد أن وصل "طرف خفي"إلى إحداث الشرخ العميق في "علاقة الزمالة" التي هي أهم وابقى..مانريده أن نعيد الحب والصفاء والنقاء..أن نكرس قيم النبل والإخاء..أن نكون يدا واحدة..نلتقي عند "مصلحة الجميع" ولانفترق عند أي "خلاف"يجب أن لايفسد الود في ما بيننا!?*وللنافخين في "النار" اقول "اخوتنا وزمالتنا" اغلى من كل شيء ..ومن نالهم التجريح المتكرر بوسعهم أن يتناسوا ويتجاوزا ..وأن يسامحوا ..لكن ماهو المانع في أن يؤسس "الاعتذار" عند الخطأ لجديد خال من أي "شوائب" قد تعيدنا إلى اجترار الجراحات في أي وقت..وللساعين في"الترميم" انظروا من جميع الزوايا كي ننجح معكم في المقصد النبيل!؟؟
< ولمن وقعوا في "كيل التهم" حينا بالبلاطجة وحينا آخر بغير الشرعيين وبغير ذلك ..نشكركم جدا..هذا اقصى ما سأقوله لكم..خاصة وبينكم زملاء أحباء لن نفرط بهم حتى لو فرطوا بنا..ويكفي لمن يريد أن يقيم أن ينظر مافعله المتهمون بالبلطجة والارتهان وهم يؤسسون لصحافة هادفة مهنية وموضوعية وحيادية لاسقف فيها إلاّ سقف الوطن ولامحذور فيها إلا الإساءة والتجريح..لأي طرف ولأي شخص كان..وهذا هو أبلغ رد..دمتم ودمنا جميعا في ود وإخاء واحترام..ودامت مؤسستنا بعيدة عن المتربصين..!

حول الموقع

سام برس