بقلم / احمد الشاوش
مابال حكام الإمارات يسوقون جنودهم وفلذات أكبادهم إلى ساحات الموت وغرف الإعدام بكل أريحية وتفاخر!! ، لماذا تُزف كل هذه الجنائز والتوابيت والنعوش " قرابين " لآلهة آل سعود التي دخل شرها وشرورها إلى كل حيّ و بيت عربي ، وأغوت حكام الإمارات وقدوتها وسلبت عقولهم ونزعت حكمتهم التي رشفوها من حكيم العرب " زايد" طيّب الله ثراه، وحولتهم إلى مجرد أدوات طائشة وأبواق تردد إيقاعات زائفة لأنغام الاعتزاز والفخر بالوقفة التاريخية مع السعودية ضد العدوان في اليمن والتي تكنّ لهم كل عداء ليفتحوا على أنفسهم باباً من أبواب جهنم.

لم تفق الإمارات قيادة وحكومة وشعباً بعد من صدمتها وجراحها التي جنت على نفسها ، وخسائرها الفادحة التي منيت بها منذ تأسيس الاتحاد بعد إعلانها مقتل (45) وأربعين شهيداً زج بهم " غلمان " الإمارات ظلماً وعدواناً في معركة ليست معركتهم وأرض غير أرضهم ، دون أي مسوغ قانوني ، أو وازع ديني وأخلاقي ، اواعتبار لأواصر القربى والعروبة والإسلام واللغة والتاريخ المشترك ، وإنّما لنزوة جامحة للمشاركة في حرب عبثية تسجل فيها انتصارات وهمية على جماجم أطفال اليمن ونسائها وتحويل جنودها المغرر بهم إلى نعوش خلفت الكثير من الأرامل والأيتام والدموع والأحزان والأحقاد والثارات في مستنقع ليس لهم فيه لا ناقة ولاجمل .
كم كنت أتمنى أنا وغيري من أبناء الشعب اليمني ، والعربي قاطبة تمسك حكام الإمارات بفلسفة "زايد " وحكمة ونبل وحيادية السلطان قابوس الذي يصدق فيه قوله تعالى إنّ خير من استأجرت القوي الأمين ، ودهاء الرئيس اليمني السابق صالح مهما اتفقنا واختلفنا معه .. وليس من المعيب أن يراجع حكام الإمارات أخطاؤهم وهفواتهم كون الكمال لله والرجوع إلى الحق فضيلة ، لوقف نزيف الدم اليمني الإماراتي الواحد والاستمرار في عملية البناء والتنمية ، ووقف نزيف المسؤولية وإيقاظ الضمير وإصدار قرار إماراتي على درجة عالية من الشجاعة بالانسحاب من التحالف الظالم والإفلات من المستنقع اليمني وعودة جنودها رافعين رؤوسهم ، لاجثث تلفها أعلام الحزن والنحيب والخزي.

ومع ذلك نمقت المغالطات الكبيرة والمفارقات العجيبة والتصريحات الصاخبة التي تحمل أكثر من علامة تعجب واستهجان يسوقها بعض حكام الامارات تغزلاً في الدفاع عن اليمن وشرعيته والاعتزاز بالوقفة التاريخية مع السعودية !!، وأفراد مساحات إعلانية وبرامج في كافة وسائل الإعلام الإماراتية وفي طليعتها الفضائيات التي مافتئت تبرر وتسوق للمشاركة في الحرب والانتصارات الوهمية ، والدعوة للتبرع بالدم والمال وإجراء مقابلات مع شخصيات وشيوخ الدين لإقناع الشارع الإماراتي بقدسية الحرب وتضليله بمنازل الشهداء .. رغم عدم مساس اليمنيين بأمنهم وأعراضهم وأموالهم وسيادتهم !!؟.

القضية باختصار ياحكام الإمارات تعلمون علم اليقين بأن السعودية شرطي أمريكا في الشرق الأوسط وإنّ نظام الرياض " المعتوه " يعتبر اليمن " قرية " تابعة له وإن ثرواتها وشواطئها ومواقعها الاستراتيجية حلم له ومرهونة لجبروته وإنّ العداء تاريخي لاسيما بعد إن احتلت العديد من المدن اليمنية نجران و جيزان وعسير وغيرها وإن اتفاقيات ترسيم الحدود هي ثمرة لطغيانها والعم " سام " وبمباركة وتسهيل مرتزقتها في الداخل والخارج ، وإن الصراع اليوم في اليمن سيناريو سعودي امريكي وإن الحوثيين الذين قضوا على مراكز القوى العميلة للسعودية مجرد فزاعة ، لتدمير ماتبقى من هيبة الدولة والقوات المسلحة ومقدراتها وتركيع الشعب ، وإن دخول دولة الإمارات على خط الاحداث خطأ جسيم كون الصراع بين الشعب اليمني بكامله مع أسرة آل سعود ، وليس بين اليمن والإمارات .. فهل آن الأوان لحكام الإمارات الاحتكام إلى لغة العقل وإصدار قرار حكيم يوقف المجازر وحفظ ماء الوجه للجميع مالم فاليمن مقبرة الغزاة.

نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس