بقلم / جميل مفرح
بعد إعادة توحيد شطريه حقق اليمن منجزاتٍ سياسيةً مختلفة الأبعاد.. خصوصاً فيما يتعلق بنظام الحكم وحيز الحريات والتعددية المطلقة غير المشروطة، وعلى الرغم مما فيها من هنات وقصور قابلة للمراجعة والإصلاح إلا أنها لم ولن تتحقق في أي بلد عربي آخر على الإطلاق، خصوصاً في الجوار القريب..
وذلك ما جعل اليمن وجعل شعبه ونظامه في مرمى الاستهداف والتقصد من قبل الأنظمة الأبوية والأسرية المحيطة، التي شكلت تلك القفزات والمنجزات تهديداً واضحاً ومخيفاً لسلطانها المطلق في تلك البلدان..

- لذلك.. نعم.. كان لابد من أن نصبح فيما أصبحنا فيه، وكان لا مهرب من أن نكون هدفاً وأن تكون الإطاحة بأي منجز لنا من هذا النوع غايةً أولى لتلك الأنظمة المهترئة والتي باتت تدرك أنها أقرب ما يكون من التداعي والزوال، خصوصاً لو استمر في جوارها تحول سياسي كالذي شهده اليمن هذا البلد الفقير الذي يحاولون تصويره في ذاكرة شعوبهم كبلد عالة ولامنجز له أكثر من استقبال ما يجودون به من مساعدات تافهةٍ لا قيمة حقيقية لها..!!

- والمثير للأسف والحنق أن قوى وأطرافاً سياسية في الداخل، لم تقدر أو تراعِ تلك المنجزات.. بل لم تستحِ من أن تكون طرفاً، أدواتٍ مساعدة لمحاولة تقويض وهدم ذلك النظام المثالي القادم من تجاه شعب فقير وبسيط كالشعب اليمني العصامي والمناضل..

والأكثر بعثاً للأسى والحسرة أن تلك الأطراف والقوى الداخلية، تدرك هذه الفكرة تماماً ومع ذلك تصر على الوقوف في مكانها المتشدد والمكابر، في سبيل ما تكنه من حقد سياسي تجاه هذا الطرف أو ذاك..

- ذلك الحقد الذي عملت الأنظمة التسلطية المجاورة على تغذيته، وإذكاء نيرانه بذكاء متناهٍ، وبطرقٍ بعيدة جداً عن لفت النظر والانتباه سواء في صفوف شعوبها أو أروقة العمل السياسي الخارجي والمجتمع الدولي.. غير أن الأمر بات في غاية الوضوح.. وكان ما حدث ويحدث تجاه وطننا من استهداف بمثابة قبس لفت الأنظار واستقطب التأمل والقراءات السياسية التي تمحورته، وجعلت منه حديثاً للساعة واللحظة.. وغدا سبباً رئيسياً في جذب الاهتمام تجاه التجربة اليمنية.. وإعادة النظر في تقييمها التقييم المستحق..

وهذا ربما ما يستدعي منا الشكر بقدر الغضب والحنق تجاه من يقف وراء هذا العدوان والاستهداف الذي خدم تجربتنا السياسية الاستثنائية دون قصد، وما يزال يخدمها بأي حال من الأحوال، وسيخلدها بالذكر الدائم وستغدو بفعله منهجا يتدارسه الأجيال حتى وإن أطاح بها وبنا...!!
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس