بقلم / احمد الشاوش
تُثبت الأيام للمتابع والمشاهد العربي لوسائل الإعلام المختلفة مدى إنسانية ونبل المستشارة الألمانية " ميركل " تجاه المهاجرين الذين تعرضوا لأبشع أنواع الابتزاز والاستغلال، الناجين من ساحات الموت ،وفرق الإعدام ، ومافيا المهربين والمشلحين، ومؤامرات حكام العرب والمسلمين، والفتاوى الشيطانية لعلماء الإسلام السياسي وسياسيي سوق الرذيلة.

وسنظل نحترم بكل إجلال عارضة "الأزياء" اليونانية التي دفعت بنفسها في البحر لإنقاذ أحد المهاجرين السوريين من الغرق المحقق أثناء ما كانت تسبح مع أسرتها في عرض البحر، وريال مدريد وبايرن ميونخ وجمعيات وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني وشباب وشابات أوروبيون في ريعان الزهور وبعض القادة الأوروبيين، ومؤسسات رسمية وغير رسمية أكدت تفاعلها الخلاق وتأثرها بلا حدود وانتصارها للقيم الإنسانية قدر الإمكان والمتاح، في مشهد إنساني يعجز المرء عن وصفه ويبعث الأمل ويبشر بأن العالم مازال فيه الكثير من الخيرين ومحبي السلام.

وقفات جادة ولمسات حانية وأيادٍ بيضاء لم نجدها الا في " عبق "الغرب ، سارعت الى مد يد العون بالماء والغذاء والدواء والكساء وفتح " أبوابها " للمسلمين والمسيحيين والملحدين وغيرهم ممن تقطعت بهم السبل من سوريا والعراق وليبيا وافغانستان وتونس ومصر واليمن وغيرها، تحولوا إلى و" قود" للحكام العرب و" رقيقا" لطغاة السلطة ومدمني التسلط، الذين ساقوهم إلى مشانق الموت وغرف الإعدام وتنكروا لشعوبهم وإخوانهم في اللغة والدين والأرض والتاريخ المشترك.

ومن المثير والمدهش حقاً أن تفتح أوروبا الكافرة ،،، !!؟ "وفقاً لمصطلحات ومناهج قادة الإسلام " السياسي "المحلي البشع والمعلب التي تبنتها غالبية الدول العربية والإسلامية في مناهجها التربوية والتعليمية التي تحض على الكراهية بدعم سعودي بلاحدود ومساندة دول الخليج التي كانت وماتزال وستظل السبب الرئيس في مآسي ومجازر الشرق الأوسط .

في حين "أغلق " حكام العرب والمسلمين حدودهم الجوية والبحرية والبرية ونصبوا الأسلاك الشائكة وشبكات الرقابة الالكترونية وزرعوا المتفجرات والجدر العازلة وأنفقوا "المليارات " على موائد القمار ، والجنس ، والمنظمات الإرهابية ،وشراء الولاءات، ورصدوا المليارات لقلب الأنظمة السياسية ودمروا بعض البلدان، وشردوا شعوبها لمجرد عداء " شخصي " أو كلمة طائشة تفوه بها البعض في حالة غضب !!

قمة الطغيان والغرور والفجور، ولم يكتف حكام السعودية والخليج وخلاياهم السرطانية بالتضليل في وسائلهم الإعلامية بل برر بعض محلليهم بكل وقاحة على قناة الميادين من أن السعودية تأوي 500 الف سوري وعندما عقبت المذيعة على التيس "المستعار" بوجود ألفين عامل في السعودية، واصل دون حياء بأنهم في تركيا رغم أن الجميع يعلم بدعم غالبية هؤلاء بالمال والسلاح لإسقاط البيت السوري الصامد كالجبال.
وأخيراً.. التاريخ لايرحم ....وإذا لم تستح فاصنع ماشئت.
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس