بقلم / ناصر أحمد بن أحمد الريمي
تتجه أنظار اليمنيين إلى عاصمة سلطنة عُمان (مسقط) ويترقب الشارع اليمني بحذر الى ما ستسفرعنه الايام القادمة من نتائج لجولة جديدة من مشاورات السلام بعد تزايد احتمالات طرح مبادرة عُمانية متكاملة لبدء جهود مكثفة تقود للوصول لحل سياسي للازمة اليمنية المندلعة منذا قرابة العام .

فقد سبق لسلطنة عُمان أن تدخلت في أزمات عديدة لليمن حيث كانت وسيط في تسوية اتفاق بين جماعة "أنصار الله" وبقية الأطراف السياسية المسمى بـ"اتفاق السلم والشراكة الوطنية" قبل عدوان التحالف على اليمن وعلى الرغم من ذلك تغيرت الأحوال كثيرًا منذ المبادرة العمانية الأولي بين الفرقاء اليمنيين فمع اشتداد حلبة الصراع داخل اليمن وبعد أن بات الخطر العسكري والسياسي يلامس حدود الدولة الجارة السعودية اضطرت دول الخليج إلى اعتماد السلطنة كوسيط لحل الأزمة اليمينة، واحتوائها ضمن حوار شامل، وحاولت استثمار التقارب العماني الإيراني للضغط على جماعة "أنصار الله" من أجل تراجعهم.

وتتمتع سلطنة عُمان بعلاقات وثيقة مع كافة القوى اليمنية الفاعلة(المؤتمر الشعبي العام وحلفائه و تكتل أحزاب اللقاء المشتركوباقي القوى اليمنية ) في ظل علاقتها الوثيقة مع كافة الدول الخليجية التي تعلق آمالًا كبيرة على نجاح جهود السلطنة لكي تتجنب المنطقة مخاطر تداعيات الموقف لاسيما وأن السلطنة في العادة ما تلتزم الحياد والصمت حيال تطورات المنطقة العربية والإقليمية، مستندة بذلك إلى سياساتها في عدم التدخل بشؤون الآخرين، والانضمام لطرف على حساب آخر، حتى لو كانت اللحظات التي تمر بها الدول حرجة جدًا بالاضافة الى انها لم تشارك في العمليات العسكرية ضد اليمن مما يؤهلها لدور الوسيط الحكيم والمقبول من جميع القوى.

الحديث الإعلامي كثير عن وجود مبادرة جديدة لحل الازمة اليمنية ستكون عبارة عن وساطة ستلعب سلطنة عمان فيها الدور الأكبر وسترتكز هذه المبادرة على تحقيق هدنة على الأرض ومن ثم الانتقال إلى المفاوضات بين الأطراف اليمنية لإنهاء الأزمة الحاصلة...

واخير... وأنا أكتب هذه الخاطرة إرتأيت أن لا أكتب مقدمة.. وأن لا أجمّل الحروف.. فقط أتركها تنطلق صارخة من رحم إيقاع الوجع اليمني.. يمن يتشظى ويهرول ساسة مغامرون باليمن الى المجهول وعلى قوت البسطاء من الشعب كان وقود الفتح المبين وطن يهرول الى نفق مظلم وقاتم كضبابية المشهد السياسي المؤسف ..وطن ينزلق للهاوية يوما بعد يوم...

فهل تنجح السلطنة من إخراج اليمن من عمق الزجاجة إلى بر الأمان وانقاذ شعب يمني بائس مظلوم أنهكته الازمات السياسية و الحروب والصرعات الداخلية... شعب عظُم بلاؤه وفرط به سوء حاله يعاني الجوع، وانعدام الدواء، وسائر مقومات الحياة الكريمة..؟؟؟

حول الموقع

سام برس