بقلم /عبدالله صالح الحداد
يعج وادي دوعن بالمتسولين من درجة مسؤول في كل المرافق الحكومية والخاصة والتي تنحصر مهامهم في بناء مصالحهم الشخصية على حساب مواطنيهم ولا يدّخرون جهداً عن أمتصاص دماء أبناء هذا الوادي الطيب تحت أي مسمى أو صفة غير مكترثين بتداعيات نهمهم وجشعهم على من بالكاد يجد قوت يومه.

هؤلاء بالكاد يحملون مؤهلات أو شهادات تؤهلهم للجلوس على تلك الكراسي وإن كان فهي إما شهادات ميلادهم أو أساسي جاءت عبر العصور الغابرة، ومع هذا وذاك تجدهم يهمشون من هم بالحقيقة يحملون قدرات ومؤهلات لأداره شؤون هذا الوادي من شبابه ومثقفيه.

دوماً هم ينعقون بحبهم لبلدهم و استماتتهم من أجل العمل على مصالحه ومع ذلك تتوالى النكبات على هذا الوادي الكريم وتتوالى بعدها التبريرات لهدف التبرير في حد ذاته لا لحل المشكلة والوقوف عند مسبباتها والسعي الى حلها ، يتشبثوا بالسلطة والكرسي تشبث الغريق ، يصولوا ويجولوا على الأزمات ويعيشوا بها لا يتنازلوا قيد أنملة عن حقوقهم على المواطن المنكوب التي لم يستحقوها يوما قط.

عقولهم لا تستطيع أن تجاري الزمن، ليس لهم رؤية وان كانت فهي لا تتعدى أسفل أقدامهم، أزمات لا يرون لها حلا ، إدارة فاشلة واهية مبدأها يقبل فقط ماذا سأجد في المقابل، فكانت النتيجة الحتمية إنهيار تام في كافة الخدمات وانقطاع متتالي متواصل لم يكن في تاريخ البلاد مثيل له حتى في ساحات المعارك ومدن المواجهات.

يقفون دوماً موقفاً سلبيا في كافة قضايا الوادي، منطوون على أنفسهم لازمون بيوتهم ومكاتبهم التي لم يجدوا ما يفعلون فيها غير تقاسم أتاواتهم ونتاج نهبهم، فأن كان هذا برهانا لكونهم يعملون بجد وجهداً لصالح هذا الوادي فتباً لهم ، لم يقدموا للمواطن غير التبريرات والتباكي، يقولون ليس لنا من الأمر شيئا، يعيشوا على الإتاوات وموارد الأزمات ليس هناك ما يسجل لصالحهم غير الأنبطاح تحت أي أزمة أو عارض يمر بهذا الوادي، يتمتمون بأشياء لا تمت للواقع بصله وإن كان في معنى محتواها الإجمالي مجرد دفاع عن تقصيرهم وسوء إدارتهم وعدم أهليتهم إن كان لهم أهليه متبقية بالبقاء على تلكم المناصب.

هم متخلفون عن ركب الحياة الزاحف ، قاعدون بينما القافلة تسير ، ليس لهم من العلم شيء ، جاهلون ومُتجاهلون ، يستسيغون آلام وصيحات الطفل والشائب والمريض في هذا الوادي، يعيشون حياة الرفاهية ويعيش ويتكبد غيرهم نار أخطائهم وتقصيرهم، يصيحون لمن تنكر لهم وعقّهم ونادى بهم ألا فاتقوا الله فينا، نسوا دينهم وتقاليدهم الذي تحث على الرحمة والتراحم والإتقان، موجتهم أخذت تتقوى في كل نواحي الحياة في الوادي ، فانتشر بلائهم بيننا وفي جنبات طرقنا حتى نسينا حقوقنا وما لنا و ما عليهم، ينادون أن ها هي البلاد تعيش أزمات وحروب ، تعيش القتل والتشريد وأنتم في أمن وأمان ، ألا فاسلكوا سبلهم ، اسلكوا تلكم الساحات . ألا ن تلك الساحات هي التي يكون الموت على عتباتها وهناك الانكسار للصوص الامه، ناهبي مقدراتها وقدراتها مهمشي شيبانها وشبابها .

النقد لهم خطيئة لا تغتفر، يرون أنفسهم متكاملين من كل الجوانب، يدّعون إنهم تخرجوا من مدرسة الحياة يسؤون الظن بكل من يعارضهم ويرون فيه شخصا متقمصا فيه إبليس ، ألا فخذوا حذركم وكفوا دعايتكم، إن غبتم لا تفتقدون ، وإن حضرتم لا تحتسبون ، كفوا عنا تبريراتكم الواهية فليس هناك لكم أذان صاغية، أو عقول واعية. فسادكم وتقصيركم شاهد عليكم ، ستتحول مكاتبكم الى نار تلتهمكم وتقضي عليكم وسيحاسبكم التاريخ عبر العصور ، سيجدكم أجيالنا منارة لكل ما هو قذر وفاسد في كل نواحي هذا الوادي الكريم عبر التاريخ.

حول الموقع

سام برس