بقلم / علي البخيتي
الحزن يملأ عينيها، الخوف من المصير المجهول لزوجها، الأسئلة تنهال على لسانها، الذهول، الاستغراب، التعجب بادياً على ملامحها، لماذا يفعل الحوثيون بنا كل ذلك؟.

أتحدث عن زوجة الأستاذ والزميل محمد قحطان القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح المختطف لدى الحوثيين منذ أكثر من خمسة أشهر، زارتني اليوم صباحاً في منزلي 17 سبتمبر 2015م، تسألني: هل لديك معلومات عن زوجي؟، لماذا لا يسمح لنا الحوثيون بزيارته؟، لماذا لا يسمحوا له حتى بالاتصال بنا لنعرف أنه ما يزال على قيد الحياة.

قلت لها: اسئلتك وجيهة، عليهم أن يسمحوا لكم بزيارته والاطمئنان عليه بأية وسيلة، وأضفت: لقد قلت للحوثيين قبل أيام مستفزاً لهم لكي يعطوني معلومات عنه وعن حالته الصحية: ان كان قحطان لا يزال على قيد الحياة فلماذا لا تسمحوا لأسرته بزيارته والاطمئنان عليه، وان كان قد توفاه الله في إحدى الغارات لماذا لا تبلغوهم بالخبر وتسلمون جثته لذويه؟.

هزت رأسها موافقة على مضمون كلامي، وفجأة تساقط الدمع من عينيها، لم تتمالك نفسها لمجرد سماعها اسئلتي الاستفزازية للحوثيين علي أسمع منهم معلومة عن صديقي قحطان، نظرت اليها وهي تمسح دموعها وقلت في نفسي: الا لعنة الله على الظالمين، وأحسست بضيق في صدري، ولولا أني تماسكت لتساقطت دموعي.

قحطان مختطف، وليس مسجون، فالسجون لها أنظمة وقوانين وأماكن معروفة ولوائح تنظم العمل فيها وتحدد حقوق السجين وحقوق أسرته في زيارته والاطمئنان عليه، لكن ما يقوم به الحوثيون عكس ذلك كله، انه ببساطة عملية اختطاف في مكان مجهول لشخص مدني دون توجيه تهمة أو عرضة على نيابة أو محكمة.

الحوثيون يتصرفون كعصابة، وكمافيا، لا كسلطة حاكمة، ضربوا عرض الحائط بكل مؤسسات الدولة وأنظمتها، وأنشأوا مؤسسات موازية لها، مع أنهم مسيطرين على تلك المؤسسات، الحوثيون جماعة تعيش حالة فصام مستعصية، يتحدثون عن الشيء ويمارسون نقيضه في نفس اللحظة.

هذا هو المقال الرابع عن قحطان، ولا أقصد بهذه المقالات شخص قحطان إنما كل المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي في سجون الحوثيين، كالدكتورين عبدالرزاق الأشول وعبدالقادر الجنيد وغيرهم، ولكون قحطان "عميد المختطفين" في سجون الحوثيين نتحدث عنه بشكل أساسي كرمز لبقية المختطفين بشكل غير قانوني.

ونفس الأسئلة نكررها في كل مقال: لماذا لا تسمحون لأسرة قحطان بزيارته؟، لماذا لا تسمحون له حتى بالاتصال بهم؟، لماذا لا تقولون لهم ما هو مصيره أو تسلمون جثته اذا كان قد استشهد في احدى الغارات؟، ما هو الضرر على البلد من معرفة حتى مصير قحطان وحالته الصحية وهل هو حي أو ميت؟.

ان دموع زوجة قحطان، ودموع كل أهل وذوي المختطفين في سجونكم المخفية ستلاحقكم، وستكون لعنة عليكم، وعار لن تتخلصوا منه الى الأبد.

اتصلت بأحد أعضاء المجلس السياسي لأنصار الله وأخبرته بزيارة زوجة قحطان لي وأسئلتها التي يعجز أي منا عن الإجابة عليها، فقال لي أنه سيعمل على أن يسمح لأسرته بزيارته والاطمئنان عليه، وأبلغت أسرة قحطان بالخبر وننتظر الجواب.
وفي حال استمرت المماطلة فإني أدعو كل الكتاب والصحفيين والسياسيين والناشطين في المجال الحقوقي الى وقفة احتجاجية نوعية مع أسرة قحطان سنعمل على تنظيمها قريباً، والاعلان عن تفاصيلها عبر وسائل الاعلام المختلفة، وقد نحول الوقفة الى اعتصام مفتوح حتى يتم إطلاق سراح محمد قحطان عميد المختطفين لدى الحوثيين.
من مدونة الكاتب

حول الموقع

سام برس