بقلم / ناصر أحمد بن الريمي
أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك على كل المسلمين في جميع أنحاء المعمور .. ومع اقتراب فرحت العيد الممزوجة بغصة أحباء فقدوا تحت ركام المنازل والمباني المدمرة وقلق شعبي على مستقبل اليمن المنكوب.. لسان حاله البيت اليمني هذا قبل العيد يردد المقولة الشهيرة .. العيد عيد العافيه ..لا قد فؤادك مستريح ....واهلك على الوجه المليح...عادي اذا ما بش ذبيـح....عــيــد بعيد العــافــيــه...


واقعاَ ينحت له مكاناً في بيوت العامة من هذا الشعب حتى ارتسمت الدمعة في عيون الكثيرين كلما رنت على مسامعهم دخول مناسبة دينية عظيمة كالعيد. شعب يمني في الجنوب وفي الشمال صابر ومحتسب لم يفقد بعد كل ذخيرته في الصبر ولم يعد لديه مجالاً للمجاملات صخرة للصمود والإباء في ظل وطن تتصارعه تدخلات إقليمية ودولية وتتجاذبه حروب عدة لاتكاد تنتهي حتى تبدا غيرها وعلى انغام طبول معركة مستمرة و ظروف استثنائية بالغة التعقيد والصعوبة ..ازمة السياسية واجتماعية خانقة عاشتها البلاد وانتهت بعدوان خارجي واحتراب داخلي ومواجهات مسلحة عنيفة التقت بظلالها القاتمة على أوضاع غالبية المواطنين . وفي الأسواق يتسابق التجار لعرض لحوم الأضاحي والخضار والمواد الغذائية والاستهلاكية الخاصة بالعيد والأسعارتحرق جيوب اليمنيين والغلاء ينغص عليهم فرحة العيد كما أن انعدام المشتقات النفطية والغاز(توجد فقط في السوق السوداء ) والكهرباء والمياة له تداعيات سلبية على كاهل المواطن البسيط فنجد نسبة كبيرة من الأسر اليمنية الفقيرة أمام معضلة اقتصادية كبيرة لأن شراء نفقات العيد ومستلزماته تعتبر مكلفة ولا تتناسب مع دخل هذه الأسر او تلك في ظل الاحداث التي تشهدها الساحة اليمنية من حصار بري وجوي وبحري واحتراب داخلي وعدوان خارجي الامر الذي انعكس سالباً على دخل الأسراليمنية و تراجع بمقدار النصف وأكثر فيما فقد موظفو القطاع الخاص وظائفهم ولم يعد لهم أي دخل لذا سيكون من الصعب جدا تحمل أي نفقات لهذا العيد. كان اليمنيين يستقبلون العيد بفرحة تختلف كلية عن فرحة الشعوب الاخرى وأصبح اليمني يعيش واقعه وهو يتجرع مرارته المعانة وأسعار تفوق أي قدرة لدى المواطن لشراء حاجيات العيد...

لكن مع كل هذه السوداوية المرسومة في هذا المشهد او ذك فإن كثيراً من اصحاب النظرات المتفائلة يحاولوا ان يعيشوا هذا العيد بوجه آخر وبرؤية اخرى وهم اغلبية اليمنيين الذين رفضوا الظلم والجور يعيشون العيد بكل معطياته وجمالياته وبسماته ليضيف البهجة والسعادة في محيط الأسر..ومع نسمات العيد ونشوته تتواصل العادات والمظاهر الاجتماعية من التواصل والترابط والتزاور بين أفراد المجتمع تسودهم المودة والرحمة وصلة الرحم في يوم استثنائي بكل جماليات الحياة.. وكل عام وانتم بخير ...

حول الموقع

سام برس