بقلم / محمد العزيزي
بغطرسة المتكبر يقول السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي عقب إصدار بان كي مون الأمين العام قرار قضى بتعيين شخص سعودي رئيسا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يعد نجاحاً يحسب للدبلوماسية السعودية التي أفضت إلى تربع السعودية رئاسة دورة المجلس .

نحن نقول للسفير المعلمي لا يا روح أمك ليس نجاح الدبلوماسية السعودية وراء حصولكم على هذا التعيين ؛ كما تروج له أنت وأمثالكم من مصاصي الدماء ؛ وإنما تم منحكم هذا المنصب نظير ما تضخه مملكتك من أموال هائلة طائلة كرشاوى وشراء للذمم وتدنيس وتشويه لمبادئ هذه المنظمات العالمية .. وإلا لماذا حصلت السعودية على هذا المنصب وبالذات في هذا التوقيت وهذه الظروف وفي ظل ما تعيشه اليمن من حرب إجرامية تافهة كتفاهتكم ؟!!!!
السبب يا روح أمك يدركه القاصي والداني وواضح وجلي ؛ وهو بسبب تحركات المنظمات المدنية والحقوقية والأهلية المتواجدة في نيويورك والتي استطاعت إقناع المنظمات الأممية ؛ وقامت بتقديم ملفات كثيرة توثق تلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها طائراتكم وصواريخها بحق المدنيين والأبرياء والبسطاء من عامة المواطنين اليمنيين واستهدفتهم وهم في منازلهم وعلى قارعة الطريق أيها المجرمون .

إنه لمن المفارقات العجيبة أن تُقدم الأمم المتحدة بمنح السعودية شرف هذا المنصب وهي تشاهد تلك المشاهد البشعة للأطفال والنساء وهم يذبحون ويدفنون تحت أنقاض منازلهم وفي الأسواق العامة؛ ورغم ذلك تسوق وتقدم الجلاد بملابس الإنسانية والقاضي؛ في ظل استمرار هدير طائرات الجلاد التي تحوم على مدار الساعة، تنتهك سماء وأجواء العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية؛ ترمي حممها وصواريخها طوال ستة أشهر وأيام العشر من ذي الحجة الحرام والعيد ؛ لم يتركوا للحرام حرمته ويدعون رعايتهم للإسلام والمسلمين كذباً وزوراً .

لم تكن الأمم المتحدة أول منظمة تبيع ضميرها وأخلاقها ومبادئها للسعودية وليس البيعة الأخيرة ؛ وأن باعت فقد باعت أختا لها وهي منظمة واتحاد الفيفا عندما تلقت رشاوى وأموال من دولة قطر الخليجية المشاركة بالعدوان على اليمن ؛ وذلك للحصول على مونديال كرة القدم عام 2022م بالدوحة وقد ذاع صيت فضيحة الفساد لهذه المنظمة الدولية أمام شعوب العالم.
بهذا التعيين الفاسد تكون الأمم المتحدة مكنت أو أعطت الجلاد والمجرم فرصة النجاة والدفاع عن جرائمه تحت يافطة هذا التعيين ؛ ورفعته من موقع المتهم إلى منصب القاضي والحاكم ؛ وهذا يعني بشكل واضح وجلي مدى فاعلية المال السعودي في لجم هذه المنظمات وجعلها صماء لا تنطق إزاء جرائم دول الخليج وتقودها كالأعمى لا ترى تلك الجرائم البشعة التي ترتكبها يوميا بحق 25 مليون نسمة .

إذا كانت السعودية وشركاؤها من برابرة الخليج يعتقدون أنهم بإجرامهم وإمعانهم فيه ؛ وشرائهم بأموال النفط ذمم المرتزقة في أروقة المنظمات الدولية وأصوات بعض الدول التي قبضت الثمن مقابل الصمت ستنجوا من العقاب .. فإن اعتقادكم هذا غير صحيح وأنتم بتفكيركم واعتقادكم هذا مخطئون، لأننا في اليمن لن نكل أو نمل في قرع كل الأبواب والمنظمات النزيهة وأصحاب الضمائر الحية ؛ ومواصلة المطالبة بحقوقنا والقصاص منكم جراء ما اقترفتموه من جرائم بحق أبنائنا ونسائنا وأطفالنا وفقا للقاعدة الفقهية والقانونية التي تقول: ما ضاع حق وراءه مطالب؛ وسترون ذلك عاجلا أو آجلا .. والأيام هي الكفيلة بكشف هذه الحقيقة ..
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس