بقلم / علي محمد البيضاني
* تتجه الأنظار هذه الأيام بشكل كبير صوب مدينة عدن بهدف معرفة واقع الحال في هذه المدينة العريقة التي تعرف بـ ( ثغر اليمن الباسم ) ومتابعة تطورات الأوضاع فيها لا سيما عقب العودة المصحوبة بالتوجس والريبة لنائب الرئيس ورئيس الوزراء المعين من الرياض خالد بحاح وأعضاء حكومته الذين عقدوا أول اجتماع لهم في عدن وذكر ايضا ان هذه العودة الحكومية عودة نهائية وليست مؤقتة كما كان عليه الحال سابقاً .
ومن المعروف للجميع ان اجتماع حكومة بحاح ووزرائه الذين وصلوا برفقته في لحظات وأوقات وظروف غير طبيعية بل واستثنائية ايضاً قد جاء في ظل هيمنة عسكرية واضحة لقوات التحالف العربي وبخاصة في ظل تواجد عسكري سعودي واماراتي واضح على مدينة عدن وكذا استمرار العدوان السعودي الامريكي السافر على وطننا منذ 26 مارس المنصرم 2015م.

ولسنا هنا في واقع الامر بصدد الحديث عن اجتماع بحاح واعضاء حكومته والنتائج التي سيخرج بها هذا الاجتماع باعتبارها نتائج ومقررات واهية وهزيلة لن يكتب لها النجاح ولن ترى النور ولا حتى التطبيق على صعيد الواقع وذلك بالنظر الى طبيعة الظروف الراهنة التي تعيشها العاصمة الاقتصادية والتجارية ( عدن ) ولكن ما يهمنا هو الحديث عن أبناء عدن الأوفياء الذين يعشقون وحدة الوطن التي تحققت بالوسائل السلمية والديمقراطية في 22 مايو 1990م والتي كانت ولا تزال وستبقى تشكل انجازاً حضارياً وتاريخياً بالغ الاهمية .

واذا كانت مواقف أبناء عدن إزاء الوحدة اليمنية الخالدة ستبقى راسخة وقوية ولن تتزعزع أبداً انطلاقاً من كون هذه المدينة شكلت بيئة مترابطة ومتجانسة على مدى التاريخ وذلك على الرغم من معاناة أبناء عدن من الرموز والعناصر السياسية والاجتماعية التي اتسمت مواقفها من قضية الوحدة بالاستغلال المفضوح والمتاجرة الرخيصة اضف الى ذلك ان نائب الرئيس ورئيس الوزراء المعين من الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وأسياده في الرياض لا يتورع عن هذه العودة الهزيلة التي سيعاني منها أبناء عدن ومواطنوها بالدرجة الأولى وبخاصة أن أبناء عدن عانوا كثيراً من هيمنة الحزب الاشتراكي وسياساته الشمولية التي عادت بالكوارث والازمات المستمرة والمتلاحقة على أبناء عدن والمحافظات الجنوبية الذين يمثلون الكثير من الوان الطيف السياسي والاجتماعي المعروفة مع تسليمنا هنا بأن أبناء عدن دفعوا ثمناً باهظاً نتيجة هذه السياسات القمعية والشمولية التي مورست عليهم قبل الوحدة ..

ومع تاكيدنا في هذا الصدد بأن مدينة عدن ستبقى يمنية الروح والجسد وقد عرفت بتسامح أبنائها الخيرين والاوفياء لكنهم هذه المرة لم ولن يغفروا لا لرئيس الحكومة المعين من الرياض ولا لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته الذين عمدوا ولا يزالون يعمدون ويدفعون بالأمور نحو تغذية النزعات الانفصالية وتأليب أبناء المحافظة والجنوبيين عموماً على السير في مشاريعهم الوهمية التي نثق انها لم ولن تجد آذاناً صاغية أو تجاوباً يذكر من قبل سكان المحافظة وكذلك لن تنطلي عليهم أكاذيب الزيف والبهتان التي يروجون لها بأسلوب سمج وهمجي اعتقاداً منهم انها ستنطلي على أبناء عدن والجنوب عموماً المعروفين بإخلاصهم ووفائهم لكل قضايا شعبنا اليمني ومصالحه العليا التي لا تخضع لنوازع التفريط أو المساومة .
ومثلما هو على صواب من يرى بأن عودة بحاح واعضاء حكومته الهزيلة قد عادت إلى مدينة عدن الجريحة على ظهور الدبابات والمجنزرات العسكرية والحربية لقوى العدوان السعودي - الامريكي الغاشم معتقدين انهم سوف يحمونهم ويدافعون عنهم ويمكنوهم من البقاء والتواجد في مدينة عدن بيد أنهم واهمون بهذه العودة المشؤومة التي ستكون بكل تأكيد وبالاً على أبناء عدن ومحافظات الوطن عموماً إذ أن رئيس الحكومة الهشة والضعيفة ذاتها بدا متفائلاً وذهب بعيداً في خيالاته التي تتجاوز حدود الواقع والحقيقة ..

وللتأكيد على هذه الاطروحات الصريحة والواضحة يقتضي الكلام والتنويه هنا الى الواقع الأليم والصعب الذي عاشته مدينة عدن وباقي المحافظات الجنوبية جراء تواجد الكثير من التنظيمات والجماعات الارهابية والمتطرفة التي عشعشت في ربوع هذه المحافظات بمباركة وتأييد وتشجيع واضحين من الرئيس المنتهية ولايته ( عبد ربه منصور هادي ) وعدد من القيادات المعروفة ومستشاريه التي وفرت لهذه الجماعات المتشددة كتنظيم القاعدة وانصار الشريعة والخلايا الداعشية الجديدة ملاذاً آمناً لهذه الجماعات الارهابية وقدمت لها الكثير من اشكال الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي التي مكنتها من الحركة والنشاط بحرية ودون حسيب أو رقيب والعمل على خدمة مصالحها من اجل بقائها في سدة الحكم والسلطة لفترات طويلة ..

ان المتابع الواقعي والقارئ الحصيف لمسار الأحداث الاخيرة وتطوراتها المتسارعة في بلادنا يستشف بوضوح حجم المخاطر والاضرار الكبيرة الناجمة عن العدوان السعودي - الامريكي السافر الذي يتم بموافقة واقرار ذات الرموز السياسية ممثلة بالرئيس المنتهية ولايته ( هادي ) وتابعه ( بحاح ) وكبار وزرائهم ومستشاريهم فإننا نؤكد كذلك بأن اللهجة العنترية التي حلت من خلال المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة الواهمة الذي قال دونما حياء أو خجل بأنه سيعمل على تحرير محافظة حضرموت من احتلال وهيمنة تنظيم القاعدة عليها وهذا كلام سخيف لا يقبله ولا يتقبله الكثيرون باعتبارها شطحات كلامية ووعوداً واهية من قبل المدعو بحاح واعضاء حكومته الذين يخشى عليهم من الوقوع في مثالب هذه التنظيمات الارهابية وانه حري ببحاح واتباعه ان يتميز بالصراحة والواقعية في تصريحاته وبالذات تجاه الاوضاع الاستثنائية الحرجة التي يمر بها الوطن والتي نجمت عن استعدائهم للوطن والشعب واوغروا بالتدخل العسكري الخارجي والاجنبي دون مبرر بل انهم افرطوا الى حد كبير في حقدهم الدفين وأوهامهم المريضة التي خيلت لهم بإمكانية تدمير الوطن واستهداف مقدراته والنيل من سيادته واستقلاله ..

وقبل الاشارة الى التصريحات البحاحية المفرطة بالتفاؤل الكبير فإننا نذكر هنا بأن تصريحات كهذه ستقابل أولاً بالاستهجان والرفض وعدم القبول من أبناء محافظة عدن الذين كانوا ضحية للسياسات والنزعات المتطرفة والانقسامات الحادة والتفرقة وكل اشكال التمييز والمجاملة التي كانت محط معاناة هذه المدينة الأصيلة التي دفعت ثمناً كبيراً وحازت على نصيبها الكبير من الخراب والدمار الناجمة عن تواجد التنظيمات الارهابية القاعدية والداعشية التي صبت جام غضبها على هذه المدينة وسكانها الابرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ليست تحت أي مبرر أو مسوغ قانوني وانما خدمة لمصالح ومخططات القوى المعادية المعروفة بعدائها التاريخي لوطننا اليمني - الارض والانسان ..

وكل المعطيات المذكورة آنفاً تقودنا إلى القول بأن تقولات المدعو خالد بحاح نائب الرئيس المنتهية ولايته ورئيس الحكومة غير الشرعية وغير القانونية لاشك انها سوف تذهب ادراج الرياح وستسقط في وحل أوهامه المريضة وأحلام اسياده في الاقليم المجاور لوطننا اليمني ذلك ان الأيام القلية المقبلة كفيلة بتأكيد هذه الحقيقة وهي ان مزاعم بحاح وأوهامه سوف ترتد عليه وعلى اعضاء حكومته الاكثر ضعفاً والتي لن تستقر أبداً سواء في عدن أو حتى في صنعاء أو غيرها من المدن والمحافظات اليمنية وهذه الحقيقة لا نسوقها هنا من باب المناكفة وانما تنطلق من قناعتنا الراسخة بان أوهام ( هادي ) وتابعه ( بحاح) وأحلامهم المريضة ستعود عليهم وسيكونون هم أول من يحترق بها ويدفعون ثمنها الباهظ والكبير مع مرور الوقت وهذا الأمر لم يعد تناوله والتطرق اليه مجرد ( ترف ) تعبيري محدد بقدر ما يشكل في الاساس ضرورة موضوعية للتحذير من المخاطر والتحديات الكبيرة التي ستواجهها بلادنا خلال الفترة القريبة القادمة وبالذات مع استمراء وتماثل ذات الشخوص الهزيلة المذكورة ( هادي ) وبحاح والسائرين في فلكهما في الانتصار لمآلاتهم القبيحة ومراميهم الاكثر سواداً في الإساءات المتلاحقة للوطن والنيل من سياته واستقلاله ووحدته الوطنية ..

ان السياسات الخاطئة والاخطاء القاتلة التي ارتكبها رئيس الجمهورية المنتهية ولايته المدعو عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته الهشة المدعو خالد بحاح لاشك انها ستقود في الحاق العواقب الكارثية والنتائج المدمرة على بلادنا بل انهم لم يكتفو بما وصل اليه حال البلاد وظروفها الراهنة التي لا تسر صديقاً ولا عدواً قط ولكن لا مناص من القول بان اصحاب هذه السياسات الخاطئة والنفسيات الحاقدة سوف تنهزم أمام وحدة أبناء شعبنا اليمني وصمود شرفائه ومناضليه الذين لم ولن يعيروا أي اهتمام يذكر لتقولات هادي وبحاح الذين سقطوا في أوحال الارتزاق والعمالة والذين باعوا ضمائرهم للشيطان والقوى الحاقدة والمعادية التي تتطلع الى تركيع الوطن والشعب اليمني وهي ذات الأوهام والنوايا الخبيثة التي تخيم على دواخل هذه القوى المعادية منذ زمن طويل ..

إننا نخلص إلى التأكيد هنا بأن التحديات والمعطيات السياسية والاجتماعية المعاصرة التي تمر بها بلادنا حالياً خاصة في ظل استمرار العدوان السعودي - الامريكي السافر تستلزم بالدرجة الاولى الشروع في تحقيق مصالحة سياسية ووطنية وتاريخية شاملة تعيد الامور الى نصابها وتقريب وجهات النظر والمواقف بين كل القوى والفعاليات السياسية والحزبية وغيرها من منظمات المجتمع المدني والناشطة في الساحة اليمنية وبما يكفل الوصول الى تفاهمات سياسية حقيقية وجادة ترتقي الى مستوى التحديات والمخاطر المحدقة بوطننا اليمني ارضاً وانساناً ولما من شأنه الخروج من هذه الازمات المفتعلة من قبل عناصر ورموز معروفة بعمالتها للخارج والارتهان له والرهان عليه ..

وهذه الحقيقة التاريخية سوف تنتصر وتتضح اكثر خلال الايام المقبلة ولكي تفضح من خلالها حجم التآمر الخطير والاستهداف الدنيء للقوى الاجنبية والاحلام البلهاء لرموزها العميلة في الداخل والخارج .

حول الموقع

سام برس