بقلم / علي البخيتي
سايكس بيكو جديدة في المنطقة

روسيا تتسلم الملف السياسي والعسكري الروسي، والدول الغربية والعربية وتركيا ما بين داعم بشكل علني وواضح وداعم على استحياء وصامت، لا يوجد من تلك الدول ـ عربية او غربية او تركيا ـ التي اشعلت فتيل الأزمة في سوريا ومولت وسهلت كل هذا الخراب والقتل من اعترض ولو بتصريح على الدور الروسي الجديد والقوات الروسية التي بدأت تصل تباعا الى سوريا وسواحلها.

هناك صفقة حتما، ولو لم تكن صفقة لكان هناك صراع حاد ورفض معلن سياسي واعلامي للتحرك الروسي الجديد، واذا ما تذكرنا حدة تعقيب وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل على رسالة الرئيس الروسي بوتن الذي تم عرضها على القمة العربية في شرم الشيخ وتطرق فيها الى الأزمة السورية سنعرف ان صمت الرياض عن تدخل عسكري روسي ليس أمرا طبيعي، بل ناتج تفاهم وصفقة ما.

ما هو الثمن اذا؟.
دقيقة واحدة من التأمل تكفي لنعرف أن اليمن هي المقابل لذلك، ودول الخليج ـ الموالية للغرب ـ تم تفويضها لحل الأزمة في اليمن حربا او سلما، وذلك مقابل صمتها عن الدور الروسي الجديد في سوريا.

" روسيا مقابل اليمن" هذه هي سايكس بيكو الجديدة بين روسيا وايران من ناحية، وبين الغرب والخليجيين من الناحية الأخرى.
هل ستعي الأطراف اليمنية هذه المعادلة الجديدة وتتكيف معها أم ستسعى الى مقاومة ذلك التقسيم؟، وما هي الكلفة التي ستدفعها اليمن من الدماء والدمار وتهتك النسيج الاجتماعي ووحدة البلد.

طبعا المعادلة والتقسيم ليس نهائي، فالتغيرات على الأرض اضافة الى عدم التزام بعض الاطرف بذلك الاتفاق الضمني قد يلخبط ذلك التفاهم ويضرب كل طرف الآخر تحت الحزام.

ما يهمنا كيمنيين هو أن نفهم الكبار وكيف يتلاعبون بنا، ويبيعون ويشترون فينا، ونسعى لايجاد تسويات سياسية لمشاكلنا لنخفف الكلفة، ولا مانع اثناء صياغة تلك لتسويات مراعاة مصالح ومخاوف بعض الدول الاقليمية والغربية، ومراعاة التفاهمات غير المعلنة بين الكبار، فذلك هي طبيعة عالم اليوم، فاذا اردت أن تعيش دولتك مستقرة عليك ان تتكيف مع حاجات الأقوياء وتتعامل معها بايجابية.

حول الموقع

سام برس