بقلم / عبد المؤمن الزيلعي
قال اللواء حسين محمد عرب وزير الداخلية في حكومة هادي أن التحالف الإسلامي سيساعد اليمن في مكافحة الإرهاب ودعمه في تثبيت الشرعية بعد الانقلاب الحوثي على السلطة بقوة السلاح وفرض مشروعه الخارجي الإيراني على الشعب اليمني، هذا فيما رحب محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب واعتبر التحالف خطوة جيدة وصحيحة للتعاطي مع داء الإرهاب.

وإني بداية لأقول: واهمٌ من يظن أن إيران وأحزابها سواء في اليمن أو غيرها سيكونون في سجل الإرهاب الذي شكل هذا التحالف لمكافحته، فأمريكا هي من صنعت هذا التحالف وهي من تقرر من هو الإرهابي وما هو الإرهاب الذي يجب على هذا التحالف محاربته، وها هي هذه الدول بقيادة دولة آل سعود تعطيها أمريكا دوراً كشرطي في المنطقة بعد أن كانت إيران هي المرشحة لذلك ولكن عدم قبولها في المنطقة وتفاني آل سعود في خدمة أمريكا في عهد سلمان جعل أمريكا تلمع نظام عميلها سلمان وتسمح له بحرب ضد الحوثيين في اليمن لتنخدع به الأمة فتظن أنه المدافع عما يسمى بتيار السنة ضد التمدد الإيراني الفارسي المتلبس بالتشيع في المنطقة، وها هي الحقيقة تتكشف لكل ذي لب حيث ستكون جرائم هذا التحالف مكملة لجرائم إيران والحوثيين، بل ستُحارب كل جماعة مخلصة تسعى لإنقاذ الأمة بتحكيم الإسلام وإقامة دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة حتى ولو كانت هذه الجماعة محسوبة على تيار السنة التي ينخدع البعض بأن هؤلاء الحكام يدافعون عنها، مع أنهم أشد المحاربين للإسلام كتابا وسنة لو كانوا يعلمون.

إن إيران وأحزابها ومنهم الحوثيون يسيرون في خدمة المشروع الأمريكي، وكذلك هي دولة آل سعود في عهد سلمان الذي استطاع في ظل حربه ضد الحوثيين أن يجعل من ابنه ولياً لولي العهد ووزيراً للدفاع مزحزحاً النفوذ البريطاني المتمثل بمقرن ومتعب بما يسمى بجناح الملك عبد الله، ولو لم تكن الأوضاع في أجواء حرب لما تحقق له ذلك بهذه السهولة.
إن دولة آل سعود وتحالفاتها لا يرون ما يقوم به كيان يهود إرهاباً! ولا يرون ما يقوم به طاغية الشام إرهاباً! وها هم يذللون المعارضة السورية للسير في مشروع الحل الأمريكي ليتم التغيير الشكلي ويبقى النظام المجرم وأجهزته وقد فعل ما فعل؟!!
ثم ها هي دولة آل سعود تلعب ذلك الدور القذر في اليمن لتقول ما قاله السفير الأمريكي من أن الحوثيين لا بد أن يكونوا مشاركين في السلطة القادمة، كيف لا وقد أشاد السفير الأمريكي بدورهم في مكافحة الإرهاب لو يعلم المطبلون!!

فما هو الإرهاب إذاً في نظر أمريكا والغرب أيها المعتوهون؟!!
إن هذه الأنظمة هي الإرهاب بعينه، وهي تسعى للحيلولة دون عودة دولة الخلافة الراشدة ولمحاربة العاملين لها باسم مكافحة الإرهاب الذي تتقنه.

إنه ليحز في النفس أن نسمع هذا التأييد لهذه التحالفات العميلة والإجرامية ممن يقودون جماعات إسلامية في اليمن في ظل صمت مريب من قواعدها التي أصبحت تقاد كالقطيع!

ومع أن السعودية والإمارات ومصر تضع جماعة الإخوان في قائمة الإرهاب إلا أن الأحزاب المحسوبة على الإخوان في اليمن تحاول استعطاف تلك الدول ومحاولة إثبات أنها ضد الإرهاب، ولا عجب أن تكون هذه الأحزاب في يومٍ ما بيدقاً بيد أنظمة العمالة التي توجهها أمريكا للقتال نيابة عنها، بل لا عجب أننا في قادم الأيام سنرى أطراف الصراع ومنها حزب الإصلاح الموالي لشرعية الرئيس هادي وخصومهم الحوثيين في اليمن يتفقون بعد اقتتال ليكونوا جنوداً في خدمة المجرم الأمريكي بما يسمى بالحرب على الإرهاب، مع أن هذه الأطراف قد تقاتلت وقتلت ووصفت بعضها بعضاً بأقذر النعوت الطائفية والمناطقية والعرقية حتى كادت أن تخرج بعضها بعضاً من الملة.

إن أصحاب السياسة الميكافيلية هم داء على الأمة وخطر عليها يوازي خطر الإرهاب الذي يبيح قتل الأبرياء والآمنين بغير حق، مع علمنا أن الإرهاب صنعته ومارسته سياسات وأنظمة الدول الغربية التي أفسدت الأرض وسفكت فيها الدماء وكذا تلقفته أنظمة العمالة التي أذاقت الشعوب ويلات السجون والحروب والتجويع والفساد والإفساد، ولو أن هذه الدول الغربية كفت يدها عن بلاد المسلمين وامتنعت عن دعم الحكام الطواغيت لما وجد الإرهاب سبباً أو متنفساً في بلاد المسلمين، فتباً لمن يجمعهم الغربي ويفرقهم متى شاء.

وإني لأسأل الله للمخلصين في صفوف هذه الجماعات الهداية للحق، وأن يجنبهم العمالة والفتن الدهماء، كما وأسأله تعالى أن يحقن بين المسلمين الدماء وأن ينعم علينا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ تجمعنا وتؤلف بين قلوبنا وتجعلنا أعزة كرماء وليخسأ التحالف الصليبي مهما ألبسوه لبوس الإسلام في ظل أنظمة الحكام العملاء.
* رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

حول الموقع

سام برس