بقلم / حمدي دوبلة
لو ان اقوى جيش في العالم تعرض فقط لشئ من الحملة الاعلامية الشرسة التي شنتها ولاتزال امبراطوريات الاعلام المعادي على الجيش اليمني وبشكل متواصل منذ9 اشهر لتضعضع ذلك الجيش ولتفرق جمعه وانهارت معنويات جنوده تلقائيا دون الحاجة الى ضرب معسكراته واستهداف افراده وفرض حصار مطبق على تسليحه وتطبيق احدث التقنيات والوسائل في رصد تحركاته وخطوط امداده.

كما ان انهيار ذلك الجيش وذهاب ريحه سيكون امرا حتميا ولن يطول صموده امام حملات التشويه والتقزيم والاحتقار وانواع لاحصر لها من الحرب النفسية الدعائية التي تمارسها الفضائيات وفق رؤى امهر المتخصصين ومن هم على قدر كبير من الكفاءة والاحترافية في هذا الجانب.

تُرى كيف استطاع جيش اليمن الصمود وهو لم يتعرض فقط لجلد الفضائيات ليل نهار طيلة تسعة اشهر وانما وجد نفسه في مواجهة جيوش الارض التي تكالبت عليه من كل الاصقاع؟

لكن العجيب في الامر حقا ان هذا الجيش المنهك المحاصر والمحروم من التسليح والمتفرق في عشرات الجبهات في الداخل وفيما وراء الحدود لم يقف عند الصمود الدفاع بل اصبح بعد كل هذه المدة من العدوان الوحشي المدعوم باحدث انواع السلاح يمتلك زمام المبادرة ويهاجم العدو في عقر داره ويلحق به الهزائم النكراء والتي جعلت منه ومن ترسانته الحربية الضخمة اضحوكة امام العالم الذي انبهر وهو يشاهد جيش اليمن قليل العدة والعتاد يتحدى كل الصعاب ليلقن اعداءه الدروس القاسية في فن القتال وفي معاني التضحية والفداء من اجل الاوطان وحماية كرامتها وسيادتها.

أيعقل ان يكون جيش بهذه الصفات والاخلاق والمناقب الانسانية الرفيعة مجرد مليشيات تابعة لشخص اوفئة كماتروج لذلك ابواق العدوان ومرتزقتهم؟
لقد اذهل المقاتل اليمني سواء كان من ابناءالجيش اومن منتسبي اللجان الشعبية العالم ببطولاته وبسالته في مقارعة قوى تحالف العدوان الذي تدعمه امبراطوريات السلاح والنفوذ السياسي والعسكري في عالم اليوم ولكن كل ذلك الدعم لم يمنع العدو من تذوق مرارة الهزيمة والذلة على ايدي هؤلاء البواسل الذين لاشك سيسطر التاريخ بطولاتهم ومآثرهم الاعجازية في انصع صفحاته ويقينا سوف تُدرس تكتيكاتهم وخططهم العسكرية في مواجهة العدو ذات يوم وارى ذلك اليوم قريبا جدا في اكبر الكليات والاكاديميات العسكرية والحربية حول العالم.

حقا فان مايسطره ابطال اليمن ينسج اكاليل الفخر على راس كل يمني وكل انسان حر في هذا العالم خاصة وانهم اتسموا باعلى درجات الالتزام الاخلاقي في رسم اهدافهم ولم يسقط بنيرانهم البسيطة والتقليدية الا كبار القيادات العسكرية للعدو واهم ثكناته الحربية في كل الجبهات بعكس تحالف العدوان ذي الاسلحة الحديثة والذكية التي ظلت وفية لاخلاقها طيلة التسعة الاشهر الماضية ولاتزال كذلك الى اليوم وباصرار غريب في ضرب منازل المواطنين الابرياء وتدمير المرافق الخدمية والمؤسسات المدنية واستهداف المصانع والمشافي وكل ماله علاقة بحياة الناس ووسائل عيشهم حتى قوارب الصيادين التقليدية البسيطة التي باتت هدفا شبه يومي للطائرات والبوارج الحديثة.
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس