بقلم / عامر محمد الضبياني
أنطلق احد المواطنيين من قريته بمنطقة وادي السبلي بمغرب عنس متجها صوب المدينة بعد صلاة العشاء وعند وصوله منطقة الشرجبي تفاجئ بمنعطف خطير افقد عليه التوازن والبريك، فانقلبت به السيارة وكتب الله له السلامة والنجاة من ذلك الحادث المؤلم وأصيب ببعض الجروح، هرع المواطنيين من أهالي تلك المنطقة لإسعافه واستدعوا احدهم لنقله بسيارته الى المستشفى بذمار، فانطلق به صاحب السيارة الى المستشفى وفي الوقت الذي كان يتلقى الأسعافات الاولية لتجهيزه للرقود وغرفة العمليات، حاصرته جماعة مسلحة بداخل المستشفى وصوبوا نحوه اسلحتهم، ليسألهم بهدوء من انتم؟ قالوا نحن أنصار الله! فقال: مالمطلوب؟ قالوا: عليك بلاغ، قال: ممن؟ قالوا: من الذي اسعفك، وتمادوا في أستفزازه ليصفوه بالخائن والعميل، فقال لهم: ايش البلاغ؟ قالوا معك شرائح طيران، قال: هذه اوعيتي فتشوهن، فتشوا ولم يجدوا شيئا، ولغبائهم أصروا على أخذه الى المعتقل وليت وكان ذلك معتقل او سجن رسمي، بل حجز في منطقة مستهدفة لقصف الطيران السعودي.

هنالك وعند التحقيق معه تفاجئ بوجود المسعف والذي كان يطلب منهم دبتين بترول، والزموه باحضار الشرائح التي بلغ عنها في اسرع وقت، مالم فسيحملوه المسؤولية الكاملة. عندها ارتاح المصاب لانه يعلم انه برئ والبلاغ المقدم ضده كاذب، فطلب منهم فرش وبطانية فأعطوه ونام، وفي اليوم التالي تواصلت مع المشرف والذي أكد لي بانه يقوم بمتابعة المبلغ وانه يماطل في تسليم الشرائح او الحضور لتحمل مسؤولية البلاغ الكاذب، وبعد مرور ١٦ ساعة أتصل بي المشرف وقال أتضح لي بان مقدم البلاغ كاذب واعدك بأنه سينال جزاءه وانا الان متحرك الى هران للأفراج عن المتهم، وفجاءه يتصل بي المشرف ويقول تعال الى مستشفى ذمار العام فقلت جزاه الله خير اكيد اعاد المصاب الى حيث أختطفه من المستشفى، وعند وصولى تفاجئت بالجثث مقطعة اجزاء، اجزاء، فانصدمت من هول الفاجعة ليطمئني ويقول صاحبك الحمدلله هو الوحيد الذي نجاء من بين ممن كانوا بجانبه في المبنى وهو الان في العناية المركزة، ادعي له يقوم بالسلامة.

صحيح انهم تحملوا مسؤولية علاجه واسعفوه الى صنعاء وقدموا له كل التسهيلات اللازمة، وكشفوا لنا ايضا عن اسم المبلغ الذي اسعفه وقدم البلاغ الكاذب ضده، الا انهم وبرغم ذلك والتوجيهات الصادرة بضبطه من المحافظ ومدير الامن تمادوا فيما بعد وماطلوا في ضبطه لأسباب واعذار واهيه، والسبب الحقيقي انه كان يمدهم بالمقاتليين من الأطفال والمغرر بهم للقتال في مختلف الجبهات، هنا وبعد كل هذا لازلنا مؤمنيين بأن العدالة ستنال المجرمين يوما ما، ولن يفلت احدا من العقاب سوى في الدنيا او الاخرة، وما رميت اليه في مقالي هذا هو لأوضح حقيقة صنف من أصناف المجتمع الذين لازالوا الى اليوم يمارسون هذه الاعمال الدنيئة من تحت والى تحت، غير مباليين بارواح الناس ولا عواقب كذبهم وحقدهم، فيغرروا على من استطاعوا التغرير عليه وهدفهم من هذا كله تفجير الاوضاع وادخال الناس في متاهات، فمخطط اغراق محافظة ذمار في الفوضى ليس حديث الساعة بل مخطط له منذ اشهر، والعاقبة للمتقيين.

حول الموقع

سام برس