بقلم / عبد الله القاضي
يجتمع على مقربة من مقر المباحثات اليمنية في سويسرا دبلوماسيون من 18 دولة هي دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، هم الدبلوماسيون المعتمدون في اليمن.

وبحسب مصادر مقربة من "المباحثات" فهؤلاء السفراء يتواصلون مع المتحاورين لتسهيل العملية التفاوضية. كما قالت وكالة الأنباء السعودية "واس".
ونقلت الوكالة إن خبراء من الأمم المتحدة يشاركون في جلسات الحوار لبلورة الأفكار ودفع المباحثات تجاه المسار الإيجابي، (موقع يمن مونيتور).

بدأت يوم الثلاثاء 15/12/2015م بمدينة بال السويسرية مفاوضات بين وفد الحكومة اليمنية ووفد يمثل جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح تحت رعاية أممية، بهدف إنهاء الأزمة في اليمن، وقد وضعت الأمم المتحدة شروطاً لإجراء هذه المحادثات حيث كان أهمها: أن مفاوضات جنيف2 تسير وسط تكتم شديد، وكذلك الضغط على أعضاء المفاوضات بعدم نشر أو تسريب أي وثائق أو تصريحات إعلامية.

لقد جلس المتفاوضون للحوار وجهاً لوجه من قبلُ في موفيمبيك صنعاء عام 2013م تحت ما سمي آنذاك بالحوار الوطني برعاية الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها لليمن جمال بن عمر وبإشراف الدول العشر، وقد نتج عن ذلك الحوار ما وصلت إليه حال اليمن وأهله من القتل والتشريد وهتك الأعراض والدمار وضياع الحقوق، وها هم أهل الإيمان والحكمة يعيدون الكرّة من جديد مسلِّمين أنفسهم وأهليهم لمن لا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة، فقد نأوا عن شرع ربهم الذي فيه الحل لجميع مشاكلهم، والذي يتغنون بتمسكهم به زوراً، ورضوا بأن يُلدغوا من نفس الجحر مرةً أخرى، لاهثين وراء سراب كاذب مصداقاً لحديث رسول الله: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ  قَالَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ» (متفق عليه).

وها هو المبعوث الأممي الجديد أتى ليتم ما بدأه سلفه، وها هم المتحاورون يجلسون على كراسٍ معوجةٍ كالدُمَى لا حول لها ولا قوة ولا قرار إلا ما اتفق عليه سفراء الدول المعتمدون في اليمن والذين يجتمعون بالقرب من مقر المباحثات للتواصل مع المتحاورين لتسهيل العملية التفاوضية ولكن بما يخدم مصالح تلك الدول وليس ما يخدم أهل اليمن وعقيدتهم.

إننا نقول لهؤلاء المتحاورين وجماعاتهم المتقاتلة على السلطة والمال داخلياً وعلى خدمة الغرب خارجياً أن يتقوا الله في أهل اليمن في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وأن ينبذوا الأمم المتحدة ودولها العاملة في اليمن على إهلاك الحرث والنسل تحقيقاً لمصالحها، ولإبعاد أنظمة الإسلام وأحكامه عن واقع حياتهم، وأن يُحكّموا شرع ربهم فيما اختلفوا فيه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [النساء: 59]

كما أن على أهل اليمن أن يعملوا مع المخلصين لدينهم وأمتهم لتحكيم شرع ربهم فيما بينهم وحمله للعالم بالدعوة والجهاد من خلال العمل لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة القادمة بإذن الله مصداقاً لقول نبينا محمد: «...ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت».

* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

حول الموقع

سام برس