بقلم /عبدالباري عبدالرزاق
اذا كان لزيارة رئيس دولة، الى دولة أخرى بروتوكول خاص وبرنامج عمل وتنسيق مسبق قبل الزيارة بعدة أشهر ..فما بالك بتحالف عسكري يضم 34 دولة .
بدون مقدمات وبلا سابق إنذار أعلن ولي ولي العهد السعودي في مؤتمر صحفي قبل أيام عن أنشاء تحالف اسلامي مكون من 34 دولة لمحاربة الاهارب ، دون أن يسبق هذا التحالف أي عملية اعداد وتنسيق مع الدولة المشاركة.
الأمر ليس بهذه البساطة .!
نحن نتحدث عن تحالف عسكري بحجم كبير ،ولا بد أن يكون له آلية عمل قائمة على آستراتجية تم التخطيط لها وفق رؤية ودراسة شاملة لكافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية لكل بلد عضو في هذا المشروع ..

وما عدى ذلك يبقى التحالف مجرد بهرجه إعلامية، وكلام سياسي أكثر من كونه عسكري ، ومحاولة لتغطية الفشل في الحرب على اليمن ، والأزمة السورية خاصة بعد التحرك الروسي ودخولة المباشر خط المواجهة في المعركة السورية .
إعلان عجيب أثار دهشة دول عديده عينتها الرياض أعضاء في التحالف ، كما رفضت دول أخرى الإنضمام الى تحالف وهمي وناقص ، استبعد دول عربية وأخرى إسلامية لها باع في محاربة الإرهاب والتطرف.

ثم ما هو الإرهاب الذي سيحاربه تحالف بن سلمان ؟ إن لم يكن الإرهاب المتمثل بداعش ، والقاعدة ، والدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المسلحة والمتطرفة في كثيرا من البلدان العربية ، صناعة سعودية بأمتياز مع مرتبة شرف الراعية والتمويل .

هوس الرياض بالتحالفات المشبوهة ،له علاقة وأرتباط وثيق بتاريخ الأسرة الحاكمة وسياسة البيت الأبيض ، وتل أبيب ..وهذا ما يؤكده تحالف غزو العراق وما تلآه من تحالفات دمرت ليبيا وسوريا واليمن والتي تصب في مجملها في مصلحة الكيان الاسرائيلي.

مادامت السعودية تتصرف كجماعة دينية ذات طابع مذهبي وطائفي مقيت ، لا يؤمن بحقوق الأخرين وحريتهم التي خلقهم الله عليها ، فألوطن العربي مقبل على نكبات وكوارث جديده ، وما أكثر نكبات العرب في زمن مملكة آل سعود ، وأموال النفط الخليجيي .

صدقوني ، سياسة الإرتجال والتخبط أضعف من أن تؤسس لتحالف عسكري اسلامي بهذا الحجم ، وهي السياسة نفسها العاجزة عن تحقيق أدنى انتصار في اليمن مذ تسعة أشهر ، رغم ما تملكة من الإسلحة الحديثة والعتاد.

لا داعي للهث الرياض وراء تعزيز دورها ومكانتها بهذه الطريقة الهزلية والسذاجة ، ومواصلة بيعها الوهم لشعوب الخليج ، وتضليلها بمجموعة من الأكاذيب والانتصارات المزيفة .

محمد بن سلمان ،ليس "عبدالناصر " ولم يكن والده "صدام "..حتى يتحدث عن تحالف اسلامي من الرياض ، وهو الذي دشن في بدأية الربع الثاني من العام الحالي حرباً قذرة على اليمن ، تحت مسمى التحالف العربي الهزيل ، وهو نفسة الذي أختتم عام السعودية بكذبة التحالف الاسلامي ، ومازال في جعبة هذا المراهق ونظامة المزيد من الحماقات لإستقبال العام الجديد .

حول الموقع

سام برس