بقلم / عامر محمد الضبياني
من الغباء جدا إستمرار الإنسان على موقف ٌمعين إلى ما لا نهاية، وخصوصا اذا كان على الخطأ.. فالحياة دروس والزمان عبر.. ونحن اليمنيون تعلمنا اكثر من غيرنا خلال السنوات القليلة الماضية، وعانينا ايضا. فلا شيء قد يفرحنا او يحزننا أكثر مما حصل، فعلماءنا فقدوا الإمانة والعدالة والثقة، وشبابنا ضل الطريق، واحزابنا بلغت حد العمالة والإسترزاق، ليتاجر الجميع بدماء اليمنيين ويقف ضد أي اتفاق قد يحقن الدماء ويصون الكرامة والأعراض، فأي جرما أقبح من هذا؟ ولاحول ولاقوة الابالله!!

أو لم يكن، "علي عبدالله صالح" خلال فترة حكمه مظلة للفساد والمفسدين، وحزب المؤتمر الشعبي العام فاشلا بكل المقاييس؟ وحزب الإصلاح استغل ثورات الربيع العربي وصعد على أكتاف الشباب وقبل بالمبادرة الخليجية دون موافقتهم، وعجز بعدها عن أدارة شؤون البلاد؟ والمبادرة الخليجية هي الأخرى أو لم تحمل السم في طياتها وكانت بمثابة البداية للتفرقة والتمزيق؟ ومؤتمر الحوار الوطني سلما لتفكيك الجيش اليمني وهيكلته، وسياسة هادي وحكومة الوفاق الفاشلة من أوصل الحوثيين الى صنعاء؟

و ألم يكن بإمكان الحوثيين السماح لمجلس النواب بالإنعقاد لقبول إستقالة هادي؟ وبعدها إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة، افضل من فتح كل تلك الجبهات التي افتعلوها بأسم محاربة الدواعش؟ وكذلك أو لم تكن علاقتهم بإيران والمناورات التي اقيمت بصعده، ذريعة كافية لتحشد السعودية كل حلفاءها ومرتزقتها للأعتداء الغاشم على اليمن؟ وألم يكن بإمكان "صالح" مغادرة اليمن والمشهد السياسي في وقت ٌمبكر؟ أفضل من تعريض حياته للخطر والإستماتة في معركة الدفاع عن العاصمة.

وهكذا كان لدينا جيش نفتخر به وسلاح لا يمتلكه الكثيرون، وبنية تحتية تشرف اليمنيين، وأثار ٌومعالم ٌسياحية وأثرية تسر الناظرين، وقلوبا رقيقة وأفئدةٌ لينة تحملها النفوس الطيبة، وحكمة وأمن ٌوأستقرار، ووحدة وتنمية ٌورخاء، وفجاءة ضاع كل شي وأصبحنا في مهب الريح، بفضل غباءهم السياسي، وحقدهم اللامتناهي، فجميعهم يتحمل المسؤولية ولا إستثناء، وجميعهم فضل الحرب على المفاوضات واختار هذا الطريق، فلا تصلي على أحدا منهم، ولا تقم على قبره، ولا تحزن عليه.

حول الموقع

سام برس