بقلم / محمود كامل الكومى
- 1954: ولدت في سكيلفتي بأقصى شمال السويد
- 1979: انتخبت في البرلمان السويدي وكان عمرها 25 عاما

- 1988: تم تعيينها وزيرة لشؤون المستهلكين والمرأة والشباب وعمرها 34 عاما

في التسعينيات - تولت حقيبة الثقافة ثم حقيبة الشؤون الاجتماعية

- 1999: تم تعيينها بالمفوضية الأوروبية، مسؤولة عن السياسة البيئية

-2004-2010: تولت منصب نائب رئيس المفوضية الأوروبية

-2010-2012: تم تعيينها مبعوثة دولية خاصة في ما يتعلق بالعنف الجنسي خلال النزاعات

- 2014: أصبحت وزيرة لخارجية السويد

تاريخ ناصع البياض بلورى لاترى فيه شوائب ولا فقاعات , هى انسانه بأمتياز- للأنسانيه رداء وغطاء-
حافظة نقودها بيضاء من لفافات العملات والماديات لكنها مليئه ومتخمه بكل القيم والأخلاقيات والنضالات من اجل حقوق الانسان , حتى غدت هى الانسان فى عالم بنى آدم اليوم الذى غادرته الأنسانيه خاصة فى حكامه الذين صاروا كالبهائم والحيوانات - تتجلى فيخرج من فاهها كل يوم عبرات ونسيم عليل فياض يضفى على المظلومين والمكلومين ومن تفترسهم قوى الشر فى -عالم يأكل فيه الكبير الصغير – أمل فى عودة الحق والحياه الى الأنسان ليصير من جديد أنسان.

فى عالم اليوم هراء , وحيوانات تفترس الضعفاء والأبرياء, تنهش الجسد وتلقى بالفراء ممزقه حتى لايستفيد منها كل من يريد أن يتدثر بغطاء .. لكنها بمواقفها العمليه فى اللحظة الآنيه تستر جسد الأبرياء بالغطاء فتنصر المظلوم وتعيد للمرأة المكلومه ضحكتها ولليتامى من الأطفال والمشردين بسمتهم على الشفاه , حتى صارت للحق والحقيقه عنوان , ورغم أن المقام قد أستقر بها أخيراً فى وزارة الخارجيه السويديه وهى الآن تحمل حقيبتها بأمتياز ,فقد أدركت أن واقع السياسه الدوليه كله نفاق , وأن قوى الأمبرياليه العالميه والصهيونيه تمارس ارهابها على الصغار , وأن قواعد القانون الدولى لاتطبق أحكامه على الكبار أنما هى تُفرض وتُطوع على العالم الفقير والثالث بأمتياز , فسبحت ضد التيار وجدفت بقوة وشجاعة وأقتدار يحدوها الأمل فى تغيير هذا الواقع المجافى للقيم والانسانيه والمواثيق الدوليه , فكانت مواقفها العمليه وتصريحاتها الناريه التى نزلت بردا وسلاما على كل أتباع الأنسانيه والمكافحين من اجل الحقوق الطبيعيه فى الحياه , والطامحين فى تقرير مصيرهم بعيدا عن التبعيه الأمبرياليه ومن يتاجرون بالساميه خدمة لأسرائيل وكل المضغوطين تحت وطأة اللوبيات الصهيونيه.

هى عروبيه فى مواجهة عُربان الخليج والمطبعين العرب لأنها أمرأة بلوريه شفافة فى طبعها تمحو عار ملوك وأعراب الخليج من الأمراء الذين يتماهون الآن مع أسرائيل ففى الوقت الذى توجد فيه سفارات صهيونيه فى القاهره وعمان وعلى مدى الأيام تمد الجسور الملكيه المغربيه رحاها مع تل ابيب , وتغزو مدن الخليج المكاتب التجاريه الأسرائيليه التى تخفى ورائها الموساد وفى الوقت الذى تعلن فيه المملكه السعوديه انها على استعداد لفتح مطاراتها واجوائها للطيران الاسرائيلى اذا فكر فى ضرب ايران ويتحدث نفر من المخابرات السعوديه من القناه الثانيه الاسرائيليه بما ينبىء عن صفاء الأجواء بين الرياض وتل أبيب وعن تآمر لضياع حقوق شعب فلسطين , تثبت مارغوت فالستروم "المرأه البلوريه" وزيرة خارجية السويد أن هؤلاء هم العملاء والخانعين والضعفاء الذين يساومون اِسرائيل على أولى القبلتين وثالث الحرمين بحفنه من الدولارات أملين منها أن تصون عروشهم من هبة شعوبهم , فكانت مواقفها وتصريحاتها التى عرت القابعين على ممالك وأمارات الخليج , وكشفت الصهيونيه ومؤامراتها الأستيطانيه وأستراتجيتها التوسعيه , وقد تجلت بلوريتها فيما أعلنته بقوة وأقتدار- فأول خطوة بارزة قامت بها كوزيرة للخارجية كانت الاعتراف بفلسطين كدولة في عام 2014، وهي الخطوة التي أدت فورا لتوتر العلاقات مع إسرائيل , وكانت البسمه على شفاه شعبنا الفلسطينى ولاجئيه فى الداخل والشتات , وهى الآن تبرر حق الشعب الفلسطينى فى أنتفاضته الثالثه وتعتبر طعنات السكاكين التى يقوم بها الشعب الفلسطينى الأعزل نتيجة ممارسات أسرائيل التعسفيه واللاأنسانيه تجاهه - واعتبرت الحكومة الإسرائيلية تعليقاتها حول هجمات السكاكين التي يشنها فلسطينيون حادة للغاية واحتجت لدى السفير السويدي وأعلنت فالستروم شخصية غير مرغوب فيها بإسرائيل.وكانت فالستروم قد طالبت باجراء تحقيق فيما إذا كانت إسرائيل قد نفذت "عمليات إعدام دون محاكمات"للفلسطينيين ردا على الهجمات وهى بذلك تضع الأنسانيه جمعاء أمام مسؤلياتها تجاه النازيه الأسرائيليه.

كانت صراحتها فيما يتعلق بحقوق الإنسان جزء من سياستها الخارجية "النسائية",

ففي وقت سابق من العام الماضي، استدعت السعودية سفيرها في ستوكهولم بعد انتقاد فالستروم سجل السعودية في حقوق الإنسان، وخاصة القيود المفروضة على النساء وجلد مدون سعودي ودافعت عن انتقاداتها لما وصفته بممارسات "العصور الوسطى" السعودية، قائلة إنها تلقت العديد من رسائل التأييد من كل المنادين بالحريه وأزالة حكام الممالك والأمارات الخليجيه المناهضين لحقوق الانسان وعملاء الأمبرياليه والصهيونيه العالميه والمتأمرين على حقوق الدوله الفلسطينيه- ومن اجل حق الشعوب فى تقرير مصيرها حملت "مارغوت فالستروم "البرلمان السويدى على الاعتراف بالصحراء الغربية كدولة مستقلة. وكانت المنطقة إقليما إسبانيا في السابق، وتخضع للسيطرة المغربية منذ عام 1976, وكأنها فى ذلك تمهد للشعب الفلسطينى حقه لتقرير مصيره على تراب فلسطين من الاستيطان الاسرائيلى .. وتعاطف معها الكثير من السويديين - خاصة من اليسار -و أشادوا بدفاعها عن حقوق الإنسان ,.وقال "غالبية السويديين نعم، إنهم يؤيدون النزعة النسوية لذلك فان سياستها الخارجية لم تخرج عن الشعور العاطفي العام , فكانت بلوريتها برداً وسلاماً على كل المستضعفين فى الأرض خاصه شعبنا الفلسطينى , وكانت ناراً تلهب ظهور عملاء الصهاينه خاصة العُربان وحكام تل أبيب أعداء الأنسان .


ومن أجل الحق والزود عن الضعفاء والتصدى لأعداء الأنسان تتعرض المرأه البلوريه "مارغوت فالستروم" لأقذر أنواع الحملات الأعلاميه وتلفيق الأتهام من أسرائيل والصهيونيه التى تتهمها بالتهمه المحفوظه فى الثلاجات لكل من ينتقد أسرائيل وهى " معاداة الساميه" وتشن عليها الحروب فى الداخل السويدى وعلى المستوى الأوربى , فتكال اليها الأتهامات الباطله من اجل تشويه قامتها وقدها البلورى الناصع البياض , كما أن التهديدات تلاحق الحكومه السويديه أن لم تتخل عن وزير خارجيتها من المغرب والسعوديه , ف الرباط مارست ضغوطا على الساسة السويديين وهددت بإعاقة فتح متاجر إيكيا في المغرب بسبب مواقف وزير الخارجيه السويديه -
وقد كبد النزاع الدبلوماسي السعودي-السويدي بسبب تصريحات "مارغوت فالستروم" تجاه ديكتاتورية نظام الحكم السعودى صناعة السلاح السويدية الملايين جراء العقود التى أضاعتها السعوديه , وأثار موقفها قلق الدوائر التجارية السويدية.


والسؤال موجه الى جماهير شعبنا العربى ومنظماته المدنيه غير الحكوميه والقوى الوطنيه والتقدميه والقوميه والناصريه .. لماذا تركتم "المرأه البلوريه "وزيرة الخارجيه السويديه تلاطم الأمواج العاتيه بمفردها وتواجه الصهيونيه والرجعيه العربيه دون نصير منكم , وهى من تدافع عن كرامتكم وحقوقكم وتعرى أعدائكم وتكشف المخططات على عروبتكم ؟!!
قبل فوات الآوان .. فأن " مارغوت فالستروم" تواجه معركة ليس الهدف منها شخصها وأنما مبادىء القيم والقدره على مواجهة الصهيونيه وكشف خططها التوسعيه وفضح المؤامره الكونيه بخلق شرق اوسط جديد تقوده اسرائيل ويؤدى الى انهاء الحق الفلسطينى , وأن نجحوا فى ذلك فأن "مارغوت فالستروم" ستكون عبره لكل من يتجرأ ويعادى الصهيونيه ويكشف مراميها اللاأنسانيه ويتمسك بحقوق الأنسان والحريات ضد طواغيت الديكتاتوريه فى أمتنا العربيه , وبالتالى فمن الصعب أن تستنسخ "المرأه البلوريه" من جديد حين تفقد شفافيتكم يا شعوبنا العربيه .

من الآن لابد لكل القوى العربيه المنوه عنها سالفا ولكل شعبنا العربى الواحد من المحيط الى الخليج , أن يكونوا فى موقف الدفاع عن "مارغوت فالستروم " بأراده لاتلين وبعزم من حديد وبتقوية مواقفها داخل بلدها السويد وعلى الصعيد العالمى , حتى تنتصر فى هذه المعركه وتخرج من تحت اجنحتها بلورات جديده وكثيره تنتشر لتضىء لعالمنا العربى طريق يمشى فيه كل من ناصر قضيتنا الفلسطينيه وعروبتنا محملا بأكاليل الورود .

كاتب ومحامى- مصرى

حول الموقع

سام برس