سام برس
حملة اسرائيلية “مسعورة” ضد فابيوس وبان كي مون لانهما ارادا انقاذ اسرائيل من شرورها.. الفوضى الدموية باتت على ابوابها وفات الاوان لمنعها.. والمسألة مسألة وقت فقط

رأي اليوم :

يتعرض لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي لحملات اسرائيلية مسعورة، لانه صرح الجمعة بأن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية مستقلة اذا فشلت مساعيها في عقد مؤتمر دولي لانقاذ “حل الدولتين” ومنع انهياره.

الحكومة الاسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو التي تعيش هذه الايام حالة من التهميش دوليا، وتواجه انتفاضة شبابية في فلسطين التاريخية المحتلة، تنتابها حالة من “السعار”، بسبب مثل هذه المواقف، “العادية جدا” من قبل مسؤولين دوليين، وتتهجم على اصحابها، في محاولة لارعابهم وتخويفهم، ولولا الحياء، او ما تبقى منه، وهو قليل جدا على اي حال، لاتهمت الرجلين بمعاداة السامية، فانتقاد اسرائيل وممارساتها العنصرية خط احمر ممنوع اجتيازه.

فابيوس لم يقدم اي جديد بحديثه عن ضرورة انقاذ “حل الدولتين من التلاشي”، وتأكيده ان “امن اسرائيل شرط مسبق، ولكن لا يمكن ان يتحقق السلام دون عدل”، فهو ينطلق من حرصه على الدولة الاسرائيلية نفسها، وحمايتها من سياساتها، وليس من منطلق الحرص على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

كما ان امين عام الامم المتحدة بحديثه عن الطبيعة البشرية بمقاومة الاحتلال لم يخترع البارود، فايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق، ومجرم الحرب الذي قتل المئات من اطفال غزة، وجنوب لبنان بقيادته اكثر من عدوان ضدهما كوزير للدفاع ايضا، قال قبل سنوات انه لو كان فلسطينيا لتحول الى فدائي لمقاومة الاحتلال.

لا يمكن ان يستمر الاسرائيليون في التصرف كما لو انهم نسيج لوحدة، ينتهكون القوانين الدولية، ويرتكبون المجزرة تلو الاخرى، والعدوان تلو الآخر، ودون اي محاسبة دولية، وينطلقون مثل الكلاب المسعورة، ينهشون كل من يحاول انقاذهم من شرور انفسهم.

اشخاص مقل فابيوس وبان كي مون، يدركون جيدا ان حالة الفوضى الدموية التي تسود “الشرق الاوسط” في تواز مع صعود جماعات اسلامية متشددة مثل “الدولة الاسلامية”، وتحشد اكثر من مئة دولة لمواجهتها، سنصل “يوما ما”، وربما في القريب العاجل، الى العمق الفلسطيني المحتل، والطرق الاقصر لمنعها وتطويق آثارها، هو السلام القائم على العدل.

السلطة الفلسطينية التي توفر الامن والحماية لاسرائيل ومستوطنيها من خلال التنسيق الامني، وتواطؤ القوات الفلسطينية في هذا المضمار تترنح، ورئيسها يترنخ معها، وبات السقوط وشيكا جدا، ولهذا يحاول بعض المسؤولين الاوروبيين لفت انظار القادة الاسرائيليين الى الاخطار الزاحفة باتجاههم، ولكن هؤلاء لا يريدون ان يسمعوا، وينهالون بالنقد والتجريح في حق هؤلاء في المقابل.

لا نعتقد ان جهود الوزير فابيوس في انقاذ حل الدولتين ستنجح، كما ان اعتراف بلاده بدولة فلسطينية مجرد لفتة معنوية، وورقة ضغط لن تعطي مفعولها، والسنوات الاسرائيلية السمان تقترب من نهايتها، والايام بيننا.

حول الموقع

سام برس