سام برس/ متابعات
نظمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع الجامعة اللبنانية بصنعاء اليوم ورشة عمل حول" الخطة الدراسية ومخرجات التعلم لمقرر مادة ، الصراع العربي الإسرائيلي وتجربة الجامعة اللبنانية في تدريسها " وإثراءها بالمقترحات والنقاشات من اجل اعتماد تدريسها في كافة الجامعات الحكومية والأهلية.

وفي الورشة التي حضرها نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور خالد الحوالي ونائب وزير التربية عبدالله الحامدي، ورئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي، ووكلاء والوكلاء المساعدون في وزارات التعليم العالي ، والتعليم الفني ، والتربية والتعليم ، ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية.. اشاد نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبدالله الشامي بجهود الجامعة وتجربتها الرائدة في تدريس مادة الصراع العربي الإسرائيلي.

وأكد الشامي أننا اليوم نضع اقدامنا في بداية الطريق الصحيح لإستعادة دور الجامعات والمؤسسات التربوية في معركتنا الوجودية مع الكيان الصهيوني الغاصب ، خصوصاً وأن اختيار موضوع الورشة وزمان انعقادها يأتي في ظل الظروف الاستثنائية العصيبة والحرب العالمية المتوحشة التي تشن ظلما وعدوانا على اليمن، والتي لم تنسي اليمنيين العدو الحقيقي او تنجح في صرف الأنظار عن القضايا الرئيسية للأمة مها كانت الاسباب والتحديات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع العربي- الصهيوني.

وأشار إلى أن الوعي بالأبعاد الفكرية والحضارية للصراع العربي الصهيوني وامتلاك المعرفة التاريخية والإستراتيجية في تقاطعاتها الاجتماعية والدينية والسياسية هو الضامن الوحيد لإبقاء الصراع في مساره الطبيعي ودعم ثقافة المقاومة والممانعة واستمرار النضال من أجل القضية الفلسطينية وجعلها البوصلة الوطنية الانسانية والأخلاقية للأمة الاسلامية ولكل احرار العالم.

ولفت نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى الخطاب السياسي الجديد الذي اصبح يروج على لسان وفي كتابات السياسيين ويتماها مع خطاب اسرائيل وواشطن من حيث تشخيص الصراع في المنطقة ومفاده أن هناك قضايا ومشاكل في المنطقة اهم من القضية الفلسطينية.

وبين أن المحاولات اليائسة والأساليب والوسائل الاستعمارية المكشوفة لم تعد تنطلي على الأمة فقد عملت امريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة على تزييف الوعي واختلاق صراعات ومعارك جانبية لحرف مسار الصراع العربي الصهيوني وخدمة اهدافه الاستعمارية من خلال لفت انظار العرب بعيداً عن الصراع "العربي- الاسرائيلي" بعد ان تم استبداله بالصراع " السني – الشيعي" وذلك من خلال إشعال ازمات وصراعات في العديد من البلدان العربية وبحيث يتم التركيز على التهديد الايراني للمنطقة ، فيما الصراع العربي الاسرائيلي يشكل أولوية ثانية.

وأكد الدكتور الشامي أهمية معركة التوعية واستعادة زمام المبادرة خصوصاً في الوقت الذي كان الجميع يعيش تحت طائلة هزائم الجيل السابق وهاجس هزيمة محتملة جاءت الانتصارات التي راكمتها المقاومة طوال السنوات الماضية لتؤكد القدرة على اختراق الوعي الاسرائيلي وإعادة بنائه على قاعدة جديدة.. موضحاً أن المقاومة باتت ثقافة تزرع الايمان بحاملها لهزيمة العدو من خلال توسيع قاعدة هذه الثقافة وتحصينها من كل ما يتهددها وما ينبغي ان يصاحبها في مسار الصراع مع الصهيونية وتياراتها .

وشدد على ضرورة استئناف البناء الاستراتيجي والتفكير المستقبلي والتنشئة الاجتماعية والسياسية والتربية الفكرية بهدف تحويل المقاومة إلى فعل وطني مستمر مناهض لتيارات الصهينة والتطبيع والاختراق وبحيث يبقى وهج القضية مشرقاً لتوريثها للاجيال من مختلف الاعمار وحماية ذاكرتها من التزييف والتهويد والنسيان السريع.

من جانبه اشار رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور رضا هزيمة إلى اهمية تدريس مادة الصراع العربي –الاسرائيلي في الوقت الراهن وتعميمها على الجامعات الحكومية والأهلية في اليمن لتعريف الاجيال الصاعدة بتاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي وتوضيح العدو الحقيقي للأمة العربية والإسلامية وأهدافه ومخططاته على مر التاريخ، ودور هذه المادة في ايقاظ الضمير العربي وشحذ الهمم الفكرية والقومية والعربية لتحرير فلسطين المغتصبة .

فيما استعرض مدرس مادة الصراع العربي – الاسرائيلي بالجامعة اللبنانية بصنعاء الدكتور هلال الخيواني الاهداف العامة للمادة والمتمثلة في تقديم رؤية مبسطة للطلاب عن تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي وتاريخ فلسطين وصولاً إلى الوضع الحالي وإعطاء الطلاب خلفية تاريخية عن المعاناة السياسية والعسكرية في فلسطين بشكل خاص و الشرق الاوسط بشكل عام، بالإضافة إلى محاولة تقييم اعتبارات الوضع القومي والسياسي استناداً إلى معاهدات السلام المبرمة بين بعض الدول العربية وإسرائيل والعواقب التي قد تنتج في حال حدوث خروقات.

وتطرق الخيواني إلى الخطة الدراسية، ومفرادتها منذ بدء الصراع وطبيعته وتكويناته، وتاريخ فلسطين والسكان الأوائل وحتى فترة السبي وإعادة كتابة التوراة ومجيء المسيح عليه السلام ونهاية الدولة اليهودية ومن ثم الفتح ، وفلسطين والعصر الاسلامي ، والاحتلال الصليبي ، والدولة العثمانية وسقوط الاندلس ويهود الدونمة، وبداية المأساة في سقوط الخلافة والهجرة اليهودية إلى فلسطين، إلى عصر الانتداب والنكبة، والحروب ، ومفاوضات السلام حتى الوقت الحاضر.

وأثريت الورشة بالملاحظات والمقترحات والاستفسارات التي قدمها نخبة من قادة الفكر والرأي والتاريخ حول مفاهيم المنطلقات العقيدية والفكرية للاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، ومعاني الصراع العربي الاسرائيلي، من عدة جوانب مختلفة، وتوضيح بعض المصطلحات التي استخدمها العدو لتزييف وعي المجتمع العربي وفي مقدمتها مصطلح الشرق الاوسط وإعادة تسميته بالوطن العربي.

إلى ذلك افتتح نائب وزير التعليم العالي، ونائب وزير التعليم الفني، ونائب وزير التربية والتعليم والمشاركون في الورشة معرض الصور الفوتوغرافية والكاريكاتورية التي اقيمت على هامش الورشة والتي ابرزت المواقف العربية من القضية الفلسطينية والحروب العربية الاسرائيلية، ومراحل تزايد اعداد اليهود في فلسطين وتاريخ خريطة فلسطين وجذور القضية الفلسطينية ، وفلسطين واسرائيل منذ 1946-2010م.

حول الموقع

سام برس