بقلم / عبدالله الصعفاني
وما نزال أمام لعبة لا تهتم بمعاناة عشرات الأطباء والطبيبات غير القادرين على مجرد أخذ شهاداتهم بعد عامين من مغادرتهم قاعات الدراسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، حيث ترد الجامعة عليهم: اشتي فلوسي من الوزارة، ويرد مسؤولو وزارة التعليم العالي: الزائد عند الجامعة لتستمر معاناة الخريجين وكأن المكون النفسي لمسؤولي جامعة العلوم ووزارة التعليم العالي قائم على تعذيب الشباب .

* المؤسف أن مأساة هؤلاء الشباب والبنات مستمرة في وجود قائمين بأعمال حكومة افتراضية وفي وجود منظمات حقوقية ووسائل إعلامية والآلاف من القضاة وأعضاء النيابة فيما لا أحد يهتم بعشرات الضحايا المترددين على أبواب مغلقة أمامهم بصورة تصدم الضمير والوجدان .

* ما علاقة الأطباء الخريجين مع وقف التنفيذ بخلافات مادية بين الثنائي التعليم العالي الدكتور الشامي والدكتور الروضي وثنائي جامعة العلوم دكتور عقلان ودكتور عبدالغني حميد ؟ وأي فساد في الإدارة والمال يصل بهم حد الخلاف في الحساب على عشرات الملايين حيث تقول الجامعة بأن عند الوزارة مئتي مليون وترد الوزارة بأن عند الجامعة أكثر من هذا المبلغ إلا إذا كان هناك إرادة لوضع الخريجين الأبرياء تحت ضغوط نفسية هائلة لاختبار الأعصاب على مواجهة الإتلاف .

* الشباب الخريجون المتعايشون مع منع شهاداتهم منذ عامين أطباء وطبيبات مؤدبون في أحزانهم حامدون في دمعاتهم، ومع ذلك لم يرف لمسؤولي وزارة التعليم العالي وجامعة العلوم أي جفن ما يثير السؤال .. إذا كان هؤلاء قد فقدوا

العدل أو العقل فكيف للعيون أن لا ترى وكيف للآذان أن لا تسمع صرخات الخريجين المظلومين ؟
* لا تقولوا بأننا في زمن تعليمي صار أرضية لزجة تطيح بمن يقف عليها ولكن .. اسألوا كيف تنام قيادتا وزارة التعليم العالي وجامعة العلوم مرتاحتي الضمير ؟ وكيف لمثل هذا الفساد أن يخرج للضحايا لسان السخرية في زمن الحرب والحصار؟ وكيف للتعليم في جانبه الجامعي” العالي ” أن يظهر لعشرات الضحايا هذا التعاطي ” الواطي “.

* هل أذكر مسؤولي التعليم العالي والبحث العلمي أن الشباب المتعلمين المتفوقين كائنات انسانية جميلة لا تستحق أن تسقط عليهم وزارة التعليم العالي ما بداخلها من الفشل وبيروقراطية غلق الأبواب والأسماع والهروب ؟ ثم كيف لجامعة العلوم والتكنولوجيا أن تأخذ من الوطن تبابا وروابي كاملة ثم تنشغل بالتكسب والأرباح عن أي دور اجتماعي وإنساني يحل مشكلة الجامعة مع الوزارة بعيداً عن عامين من مهرجانات التعذيب لخريجين درسوا بقرار ابتعاث من التعليم العالي وموافقة من الجامعة حتى أكملوا دراستهم ثم اكتشفوا تماهي الخيط الفاصل بين مفهوم التربية والتعليم والرعاية وبين القرصنة المتبادلة بين مسؤولي وزارة وجامعة !

* صحيح أن الأطماع وحالات التسيب والانفلات وخطأ الحسابات في زمن الحاسوب قد تحولت إلى خيال يختلق كل هذه الأنواع من الظلم الملفوف بالأكاذيب غير أنه حان الوقت للمهازل الماشية على أقدام أن تتوقف، وأن يرفع كل هذا الركام من علامات الاستفهام المعذبة .
* عشرات الطبيبات والأطباء يستجدون وثائق تفوقهم وتميزهم، وحان الوقت لإيقاف مهرجان قرصنة وعبث وتعذيب بين وزارة وجامعة .

نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس