علي البخيتي
فيما الكثير منخرطون في الحوار الوطني, على اعتبار أنه المدخل لبناء الدولة, ينظر الإخوان في اليمن الى الحوار على أنه الوسيلة المُثلى لإلهاء بقية القوى لاستكمال السيطرة على أجهزة الدولة, فبعد تجنيد عشرات الآلاف في الفرقة الاولى مدرع ومثلهم في وزارة الداخلية والعملية مستمرة الى الآن دون سقف محدود, تم السيطرة على مفاصل وزارة التربية والتعليم عبر مئات التعيينات وفي مختلف المحافظات, بل ووصل الأمر الى تغيير الكثير من مدراء المدارس, وإذا ما انتقلنا الى وزارة العدل وكيف يتم الاستحواذ عليها فإننا سنلمس ما يحدث في بقية الوزارات التي بيد المشترك.
الجميع ينظر الى الحوار ومخرجاته, وعين الاخوان على الانتخابات ومدخلاتها, نفرح كثيراً بالنصر الذي حققته القوى الجديدة والقوى المدنية في أروقة مؤتمر الحوار, عبر وصولها الى رئاسة أغلب فرق العمل, فيما الاخوان لديهم نجاحات أخرى أكثر أهمية.
خبرة الاخوان في مجال الانتخابات كبيرة, ويعرفون حق المعرفة أن سر النجاح في الانتخابات البرلمانية اليمنية, لا يكمن في الدعاية الانتخابية والبرامج والرؤى والمشاريع الطموحة للإصلاح والتغيير, لكنه يُحسب بعدد الجنود الذين عسكرتَهم وعدد الأشخاص الذين وظفتهم في الجهاز الاداري للدولة, فكل جندي وموظف جديد يجلب لهم على الأقل 6 أصوات انتخابية من اسرته اضافة الى عدد كبير من أقربائه من الدرجة الثانية والثالثة, وبعملية حسابية بسيطة يمكن أن نعرف عدد الاصوات التي سيحصدها الاصلاح من عملية التجنيد والتوظيف التي يمارسها وبكثافة منذ أن تشكلت حكومة ما يسمى بالوفاق.
كما أن تعيين بعض الأشخاص ذوي النفوذ القبلي أو الجهوي أو الحضور الجماهيري في مناصب رفيعة, يكسبهم ولاء كل محبين وموالين تلك الشخصيات, وهذا بدوره يكسبهم مئات الآلاف من الأصوات, خصوصاً اذا عرفنا أن التعيينات في تلك المناصب المنحصرة بين نائب وزير وصولاً الى المدير العام وصلت حتى الآن الى أكثر من ثمان مائة وظيفة في مختلف الوزارات والمدن والمديريات.
القوى الجيدة وبعض القديمة كالحزب الاشتراكي وزملائه ومنظمات المجتمع المدني والشباب والنساء نائمون في عسل الحوار ينتظرون وقت الحصاد بعد ستة أشهر, فيما الجماعة يحصدون كل شيء متاح الآن.
لم تسلم منهم حتى كليات جامعة صنعاء وبقية الجامعات, فقد نقلوا الثورة- حسب تعريفهم لها- الى داخل تلك القلاع, وكل من يعارضهم فتهمة " بقايا النظام " جاهزة يتم إخراجها من" الثلاجة " وهي بطبيعتها كفيلة بعمل احتجاجات عليه بل ومحاصرته داخل مقر عمله كما يحصل هذه الأيام في جامعة صنعاء تحديداً.
صرخة تحذير اُطلقها عبر هذا المقال, مفادها أنه ما لم تتنبه بقية القوى بما فيهم الرئيس هادي الى ذلك السيناريو, فان الاخوان بأجنحتهم الأربعة " القبلي والسلفي والعسكري والاخواني" سيلتهمون كل أجهزة الدولة, وبالتالي فنتائج الانتخابات القادمة محسومة من الآن وبطريقة شرعية, ودون تزوير, لأنهم لن يكونوا في حاجة اليه وقتها, فالتزوير يتم هذه الأيام مستغلين الفترة الانتقالية التي حولوها الى فترة " انتقامية"ومن الجميع

حول الموقع

سام برس