بقلم / منير العرامي
بعد متابعة الانقلاب في تركيا وحيثياته منذ أول وهلة حتى نهايته -إذا افترضنا أنه انتهى فعلا_ فقد مثلت طبيعة أحداثه وقدرات اردوغان على مواجهته وافشاله ؛ لغزا كبيرا لدى أكبر الكتاب والمحللين السياسيين ..
فبينما تفاخر إخوان العالم بحنكة اردوغان في افشاله ، وأعجب آخرون ليسوا إخوان بدهاء اردوغان وذكائه في التصرف تجاه الانقلاب واشادوا بمعارضة تركيا وشعبها على وعيهم الكبير وإدراك الخطر وأن اختلفوا مع نظام اردوغان .

إلا أن آخرون وأن كانوا وقفوا ضد الانقلاب ؛ ذهبوا مؤخرا إلى القول بأن ما حدث هو مسرحية من إخراج نظام الحكم بقيادة اردوغان ، قائلين أنه انتجها واخرجها لغرض تصفية الخصوم وقمعهم .

ومثلما آمن أنصار الإخوان بأنه انقلاب فعلا وأن اردوغان قائد عظيم ، معززين قناعتهم بنجاح وحكمة وثقة شعبية أسسها اردوغان وطنيا خلال مسيرته في الحكم منذ صعوده ..

فإنه وفي المقابل عزز أولئك الذين رأوا أنها مسرحية قناعتهم بسبب تصرف اوردغان المجحف بحق خصومه عقب ذلك ...

على كل فإن الخلاصة لردود الأفعال أجمع قد أقنعت الرأي الوسط ان ثمة لغز كبير صعب الحل خلف هذا الانقلاب ولا يمكن الاقتناع بأن تكون تلك مسرحية ولا يمكن أيضا أن يكن إجهاض هذا الانقلاب بهذه الصورة أمرا عاديا يمكن التصديق بأن عبقرية اردوغان ستكن بهذا المستوى ...

ومع هؤلاء حق فإذا كانت اثنا عشر دولة (التحالف العربي) ومعها الشرعية ومسنودة بقرار أممي قد عجزت ان تنهي انقلاب اليمن منذ سنتين فكيف لوحدات من الأمن والقوات الخاصة في تركيا أن تفعل ذلك ...

وإذا كان إخوان مصر الذين هم مركز ومعقل الحركة عجزوا ان يجهضوا انقلاب السيسي فكيف لإخوان تركيا أن يكونوا عباقرة إلى هذا المستوى ...

نعم كانت المسألة لغزا فعلا ولا زالت ؛ الأمر الذي أخذ البعض يسربون كتابات أخرى أحدها يقول ان أمريكا أنقذت اردوغان من انقلاب حقيقي خوفا من الانقلابيين لأنهم قادة وطنيون ولن يكونوا بأيديهم مثل هو بأيديهم اردوغان حد زعم اصحاب هذا الرأي...

حل اللغز وحقيقة الانقلاب للأسف :

الحقيقة التي يجهلها العالم حتى الأتراك أنفسهم ولا يعلمها إلا لوبي تدبيرها ؛. هي مؤسفة ومفزعة للأسف ..

وهذه هي الحقيقة :
ما حدث هو انقلابا فعلا وما قام به اردوغان لاجهاضه هو كذلك فعلا حقيقة ؛ ولكن :
هو انقلاب ليس لإسقاط نظام اردوغان أنما هو انقلاب لإسقاط استقرار تركيا وقوتها واقتصادها ...
وذلك بفتح بوابة جديدة للصراع والانقسام المسلح فيها ..

خططت المخابرات الأمريكية منذ فترة لهذه الحركة وبعناية بالغة وانفاق وقد استخدم فتح الله غولن صورة لقيادة وتنفيذ الخطة ليكن هناك ثقة لدى الانقلابيين بأنهم سيقومون بانقلاب وطني لأجل تركيا ...

ينفذ الانقلابيون الانقلاب وهم معتقدون إنهم سينفذون كامل الخطة التي طرحت عليهم لكنهم يجهلون خطة المخابرات الحقيقية التي يريدونها وهي تنفيذ نصف انقلاب ...

فما أن وصل الانقلابيون إلى نصف عملية الانقلاب إلى وانسحب غولون واضعفهم قائلا تراجعوا عن كذا ولا تعملوا كذا ولا تتحركوا نحو كذا واتركوا كذا ... وكأنه يدير الانقلاب بنجاح لينجح بينما هو في الحقيقة ينفذ خطة أسياده التي أرادت أن يستعيد نظام اردوغان أنفاسه هذه اللحظة ويستعيد السيطرة على الوضع شبه كليا ...

بعد ذلك سيظهر اللوبي الدولي المخابراتي ويمد اردوغان بمعلومات وتسريبات كان يجمعها خلال تنفيذه لنصف الانقلاب ليستخدمها لتهييج اردوغان ليبطش أكثر ويقصي أكثر ويوغل في العقاب بينما اللوبي المخابراتي في الوقت ذاته سيحرف بوصلة إعلامه ليؤجج عالميا أن اردوغان يبطش ويصير دكتاتورا ...

كانت الخطة قد تضمنت دفع خلايا في الأوساط الشعبية كمتضامنة ومتعاطفة مع اردوغان بينما هي دفعت لترتكب حماقات ارهابية متطرفة بحق جنود وعسكريين تقبض عليهم لتنسب هذه الأعمال المتطرفة إلى نظام اردوغان ...
سيقوم اللوبي أيضا بمحاولة لتسليم غولون كي يقوم اردوغان باعتقاله ومحاكمته والهدف هو خلق سخط شعبي وسياسي ضد النظام لأن فتح الله غولون أعلن براءته عن الانقلاب وادانه ...
سيدخل اللوبي إعلاميا الآن وسياسيا بممارسة ضغوط على اردوغان بأن ينكفي عن مواجهة الاتقلابيين بالقمع والبطش في وقت هم يغذون نواة شطروها عن الجيش التركي ولم يتمكن اردوغان من اخمادها ...
والتفاصيل أكثر وأكثر ف
هذا ما حدث للأسف !!!!!

نعم نصف انقلاب نفذته المخابرات الأمريكية باستخدام حركة يقودها فتح الله غولون وهدفها ليس إسقاط نظام اردوغان إنما هدفها هو تدشين عملية جراحية لشطر نواة عسكرية عن الجيش التركي لتستمر ويستمرون بتوريط اردوغان ليرتكب مزيدا من الحماقات المهم أن النهاية هي
الوصول إلى انقسام مسلح في تركيا كبداية لحروب طويلة قادمة تصل به إلى ما هي عليه الحال في اليمن وسوريا والعراق ...

خلايا نائمة الآن ستتشط في تركيا وجهاز اعلامي قذر سيبدأ بتصوير اردوغان دكتاتورا وقمعيا وقرارات دولية ستأتي لتعزز الوصول إلى الهدف ...
القادم أخطر وسوف لن تهدأ تركيا من الآن وتذكروا كلامي قادما ...

اللوبي الغربي واجنده في المنطقة وأدواته شغال على قدما وساق لتمزيق الشرق الأوسط وإعادة قوى الاحتلال الكبرى لتقاسم أراضيه ...

حول الموقع

سام برس