بقلم / محمود كامل الكومى
اِن الوحدة العربية الشاملة "كما قرر ميثاق العمل الوطنى الذى قدمه الزعيم جمال عبد الناصر" هى حقيقة الوجود العربى ذاته , اِنها ثمرة القومية العربية ,اِنها هدف يحتمه تطور الوعى العربى وكشف الشعب العربى لذاته , وأدراكه لمقتضيات عزته وأمنه وسلامه .انها غاية تهدى اليها تجاربه فى كفاحه الحديث , وهى ضرورة يحتمها تطور العالم المعاصر واِنقسامه الى كتل كبيرة .

اِنها "القومية العربية" – التى ناضل من أجلها جمال عبد الناصر وكل القوميين العرب – ووقفت ضدها الرجعية العربية تجهض كل عمل عربى وحدوى وقومى عربى وحكامها الموالين للأستعمار والصهيونية .

مع قيام الجمهورية العربية المتحدة كخطوة وحدويه بزعامة "جمال عبد الناصر" ,تآمر الملك سعود وأوشى ومول المتآمرين لقتل جمال عبد الناصر لولا المناضل عبد الحميد السورى السراج الذى كشف المؤامره وقدم الشيك الذى منحه سعود نظير القيام بالمؤامره الى جمال عبد الناصر كدليل .. ولم يهدأ لآل سعود بال حتى مولوا مؤامرة الأنفصال – وعلى طريق التآمر حث الملك السعودى فيصل اسرائيل على القيام بعدوان 1967 على مصر وسوريا حتى لايفكر قادتها القوميين فى الوحده وتفعيل القومية العربية – وتعاونت الرجعية العربية ممثله فى "حسين " ملك الاردن و "السنوسى" ملك ليبيا و "الحسن الثانى" ملك المغرب مع الصهاينة واسرائيل ضد كل القوميين العرب وجمال عبد الناصر لاجهاض حلم الوحدة العربية من أجل قوميتها.

أستشهد عبد الناصر وهو يناضل من أجل حقن دماء الشعب الفلسطينى ومن أجل تحرير فلسطين كخطوة لابد منها لأجل الوحده العربية وتبعاً القومية العربية .

وعلى أثر ذلك صارت الفرصة مواتية للرجعية العربية فشجعت كل الخطوات التى تؤدى الى الأنكفاء على الذات والأمتثال لحكام أسرائيل ومولتها . . فصارت كامب ديفيد ووادى عربة وأسلو للقضاء على فكرة القومية العربية .

وتبقى المؤامره الكونية لأجهاض القومية العربية والتى أشعلها حكام الخليج باِيعاز من الصهيونية العالمية والأمبريالية بأخراج العراق بعد تدمير جيشه من ساحة القومية العربية وأغراقه فى المذهبيه وفك عرى وحدة أراضيه ,شاهد على عدائِهم لعروبتهم , تلى ذلك تقسيم السودان الى شمال وجنوب بفعل العميل "عمر البشير"الخارج من عباءة الأخوان المسلمين - ثم مشاركة جامعة الحكومات العربية وحكام قطر والأمارات والسعوديه فى تدمير ليبيا, وعلى ذات النمط يمارس حكام آل سعود عمالتهم بتدمير اليمن .

ليتراجع المد القومى العربى الى مادون القطرية , وينطوى كل قطر على الأنكفاء على الذات , ليبقى الأمل فى وحدة القطر دون تقسيم وقد صار المبتغى , وتعدو فكرة القومية العربية درب من الخيال , لم يكن ذلك اِلا بفعل الرجعية العربية التى حذرنا منها عبد الناصر منذ خمسينات القرن الماضى , لكننا تقاعسنا ولم نأخذ تحذيره بمحمل الجد , ولا فى الحسبان – حتى غدى أنشاء مجلس التعاون الخليجى آليه صهيونية لتدمير الأمة العربية طالما حذرنا منه فى كل كتاباتنا على مدار الأيام .

على الساحة السوريه وعلى مدار قرابة الست سنوات يتجلى صراع القوميات ...... هناك القومية التركية والِايرانية والروسية وحتى الصينية ... وهناك الأمبرياليه العالميه متجلية فى القومية الأمريكية وبعض القوميات الغربية وأيضا الكيان الصهيونى , وبالطبع قوميتنا العربية ....

الكل يعمل من أجل قوميته ويزود عنها ويحاول تحقيق مصالحها وأهدافها أى كانت اِلا حكام الخليج وجامعة الحكام العربية التى باتت تدمر القومية العربية , حين سمحت أساساً أن يدور صراع القوميات على أرض عربية" سوريا" بغية تدمير جيشها وتقسيم أرضها لتحقيق مصالح الأمبرياليه والصهيونية لكنها عادة الرجعية العربية التى حذرنا منها جمال عبد الناصر منذ خمسينات القرن الماضى .

وتبقى ساحة اللعب فى سوريا تقسم اللاعبين الى قسمين .. مدافعين .. ومهاجمين ..
فى خط الدفاع .. تقف اِيران وروسيا .. والصين كحارس مرمى من بعيد .. كل منها يحاول أن يَزُود عن قوميته الأرهاب والتمدد الغربى الأمريكى الذى يحاول حصار الدول سالفة البيان وخنقها ولذلك فهى تقاوم شرق أوسط جديد تقوده أسرائيل خشية أن يُصَدِر اليها الأرهاب الذى ترعاه أمريكا وأسرائيل وتموله قطر والسعودية.

فى ساحة الحرب والدفاع عن الأرض وحين تكون المؤامره كونيه بحجم التآمر على سوريا وجيشها فاِن تلاقى الأرادات بين سوريا – كدولة تريد أن تحافظ على وحدة أراضيها وقوة جيشها وصموده - وأرادة ايران وروسيا والصين كقوميات يهمها وحدة الأراضى السوريه وقوام جيشها الوطنى كحائط صد يَزُود عن أراضيها الحصار والأرهاب ,يكون فعل الصواب الذى يبيح للجميع التعاون وقتال المهاجمين – ويبقى لِايران وروسيا وحتى الصين أنهم لقوميتهم فاعلون جادون , وهم بذلك سواء عن قصد أو غير قصد يدافعون عن قوميتنا العربية فى سوريا .

فى الهجوم ... تركيا وأمريكا والناتو والكيان الصهيونى , وقطر والسعوديه "ممثلين لمجلس التعاون الخليجى"..

تهدف أمريكا وحلف الناتو الى تفتيت المفتت وتجزيىء المجزأ من أجل أن تسود الأمبرياليه العالم العربى ويتعاظم دورها فى التفرد بنهش أكباد الشعوب العربية .. من أجل قوميتها الأستعماريه ورخائها , ولترسيخ ذلك يبقى حلم الأستيطان الصهيونى كأمه دينيه هدفها من النيل للفرات .

أما المهاجم التركى ..فكان تدخله فى سوريا من أجل تفتيتها ,بأحتضانه لكل قوى الأرهاب لأقامة دولة سنيه تعيد الحلم العثمان للقوميه التركيه , لكن مع صمود الجيش السورى وقيادته وقوة خط دفاعه الأيرانى الروسى ,بدى أن ذلك صعب المنال , وحين ظهر اللاعب الكردى الأنتهازى المشمول بعناية أمريكا وأسرائيل لأقامة دولة كرديه خصماً من القومية العربية , بدى أن ذلك يهدد القومية التركية وينذر بدولة كرديه مستقبليه تكون خصماً من الأرض التركيه وقوميتها , فصار الغزو التركى لجرابلس الذى قد يطيح ب"منبج وتطهير الأكراد منها , ومن نافلة القول أن أدانة الغزو التركى واجبة ومقاومته مشروعه , لكن مانريد أن نظهره أن الأتراك عن قوميتهم يمدون البصر الى أبعد الحدود .. وحتى الأكراد فرغم أنتهازيتهم اِلا أن قوميتهم دائما بين جوانحهم .

وعلى ذلك فاِن دول خط الهجوم فى الملعب السورى ,لاتبغى اِلا تحقيق أهدافها ومصالحها على حساب أمتنا العربيه ولو أقتضى الأمر تدميرها بالكامل .

أما بالنسيه لدولة قطر والمملكة السعوديه ..فهما دولتين عربيتين , من المفترض أن يكونا للجسم العربى حائط صد وداعم أصيل , وكما باقى اللاعبين فى خطى الدفاع والهجوم لقوميتهم فاعلون – لكنهما على العمالة درجا ومن أجل الخيانة فعلا على مدار التاريخ , ويبقى تاريخ نشأة حكامهما شاهداً على أنهم الملوك والأمراء الأكثر موالاة للصهيونية والأمبريالية العالمية , لذا كان تدخلهم فى سوريا من أجل القضاء على الأمة العربية يتفق وحقيقة ذواتهم.

ويبقى فى الأخير
أن جيشنا العربى السورى وشعبنا السورى الصامد , هما حائط الصد الأخير عن القومية العربية ..
فياجماهير شعبنا العربى من المحيط الى الخليج . . كونوا للشعب السورى وجيشه المقدام عونا ومدداً وزخراً , وفَعِلوا النضال ضد الرجعية العربية وأزيلوا حكامها العملاء من على الأرض العربية , وأعيدوا السفارات السورية الى العواصم العربية التى أغلقتها حكومات الرجعية , وأرفعوا راية سوريا ذات الألوان الأحمر والأبيض والأسود ذات النجوم الخضراء التى ستعدد بعدد الدول العربية لتكون راية القومية العربية .
كاتب ومحامى – مصرى

حول الموقع

سام برس