بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
رحب المجلس السياسي الأعلى بمقترحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، رغم ان المبادرة لا تحمل الصفة الدولية ، وتنطلق إيجابية المجلس السياسي مع الأفكار التي حملها كيري من نوايا صادقة للمضي نحو عجلة ” السلام ” التي تجرها عربة الخمسة الكبار في مجلس الامن الدولي ، تارة نحو تسعير الحرب في اليمن ودول في الشرق الأوسط واخرى بعقد الصفقات وممارسة الابتزاز ، وثالثة بدعم العدوان السعودي ورفده بآلة الدمار التي حصدت آلاف الأرواح وأحدثت مجازر منظمة ودمرت عشرات المصانع والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الخاصة والعامة للقضاء على أي تنمية اقتصادية ، وإنسانية الانسان.

ورغم ان كيري كان واضحاً في طرحه في رباعية ” جدة” واعلانه عن خارطة طريق أكد فيها على حكومة الوحدة الوطنية والانسحاب من صنعاء وتعز والحديدة وغيرها من المدن ، وتسليم الأسلحة الباليستية الى طرف ” ثالث ” لم يسمه بعد ، إلا ان الطرف الثالث ” المجهول” يثير أكثر من علامة تعجب واستفهام لدى القيادة السياسية والشارع اليمني ، كون الولايات المتحدة الامريكية داعم أساسي في قمع إرادة الشعب اليمني وشريك ” الرياض ” في عدوانها الوحشي على اليمن ، فالوسيط الأمريكي يفتقد الى ” النزاهة ” و” الحياد” ومجروح ” العدالة”.

ولذلك فإن خارطة ” كيري ” يراها السواد الأعظم من اليمنيين انقاذاً لنظام الرياض والتفافاً على الحل الاممي المتمثل في الخمسة الكبار وفي مقدمتهم الدب الروسي ، ومحاولة للسيطرة على الصواريخ الباليستية التي ارقت السعودية ودبت الرعب في صفوف قواتها والمرتزقة ، حتى غدت ” خارطة بلاطريق ” ، رغم حديث كيري عن الإنسانية وآلاف القتلى والجرحى الذي كان للترسانة الامريكية نصيب الأسد في مجازر الإبادة المنظمة ضد اليمنيين .

ورغم ان المبادرة قد استوعبت جزء من الواقع بعد الكثير من المغالطات الأممية والشروط التعجيزية والضغوط بلاحدود والمسودات والقوالب الجاهزة وأساليب الترهيب والترغيب منذ اليوم الأول لانطلاق عاصفة الحزم الإرهابية ، مروراً بمشاورات سلطنة عمان وجنيف وانتهاء بالكويت التي أدى توقفها الى قتل عملية السلام ، مما شكل صداعاً وتحدياً للسلم العالمي ، لاسيما بعد ان بات الوضع الإنساني أكثر مأساة وصادماً للرأي العام الدولي الذي بدأ يشعر بتظليل حكوماته وحجب المعلومات الحقيقية عن عدوان وجرائم السعودية والامارات والعم سام بعد ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال والنساء والشباب والمهجرين والنازحين والفقر والبطالة ، وانتقادات أطباء بلاحدود ، وهيومن رايتس وغيرها من المنظمات الحقوقية والانسانية الشريفة ، مما سبب احراجاً كبيراً للإدارة الامريكية التي تتخوف من معرفة الشعب الأمريكي للحقائق الصادمة وتورط قياداتها ومقاضاتها عبر المحاكم الدولية بعد ان نصبت تمثال الحرية على جثث واشلاء ودماء وثروات الشعوب المستضعفة .

وأخيراً فإن مبادرة كيري قد تكون حفاظاً على ماء الوجه بعد 18 شهراً من الصمود الأسطوري والانتصار العظيم وافشال مخططات العدوان ، وخطوة اولى نحو عملية السلام اذا صدقت النوايا بعد شفافية تحديد الطرف الثالث والمدة الزمنية والتزام الحياد التام والمحافظة على جميع أسلحة الدولة اليمنية التي بيد القوات المتحاربة وايدي المليشيات ، وعدم اختزال الحل في نزع الأسلحة الباليستية الرادعة للعدوان الجامح ، وأياً كانت المبادرة من كيري أو تبناها ولد الشيخ لإضافة صبغة أممية فإن اليمنيون يتطلعون نحو السلام والامن والاستقرار، مالم فإن المبادرة غير ملزمة ومتى ما صدقت إرادة الخمسة الكبار بمجلس الامن حل السلام؟.
Shawish22@gmail.com
*نقلاً عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس