عبدالله الصعفاني

أتفق مع أمل الباشا بأن ما نحتاجه في مؤتمر الحوار لا يتجاور اللجان الثلاث.. لجنة للقضية الجنوبية واخرى لقضية صعدة وثالثة لصياغة الدستور.
مبعث الاتفاق الكامل مع هذه الفكرة أن مشكلتنا «الجديدة والقديمة» تبرز في الحاجة الدائمة إلى بناء دولة تقوم على دستور مهاب ومحترم.. وقوانين نافذة.
وبعد السلام والتحية على اليمن لابأس أن تواصل الفرق التسع عملها وفقا لمرجعيات التسوية.. والأهم أن تتم جلسات الحوار العامة والخاصة.. المعلنة والمغلقة دونما إنكار حقيقة أنه في صلاح النوايا تصلح الأعمال.
وأما لو أردتم الصدق وأبناء عمومته فإنه لو كان عندنا دستور نافذ وقوانين معمول بها ما كانت القضية الجنوبية ولاحروب صعدة ولا كل قضايا «الجبال والتهايم» ولا هذا السطو على المادي والمعنوي من حقوق جعلت الكل يشكو ليصل الأمر درجة تبجح حتى الذين مارسوا من السرقة ما يستحق قطع اليد.
وأبقى في المبادرة والحوار والقرار حيث شكلت قرارات الرئىس هادي الأخيرة والخاصة بالهيكلة وتوحيد الجيش نافذة كبيرة على الأمل في أن يكون اليمن سطور حب ملهمة لأبنائه جميعاً.
القرارات تأشيرة مرور إلى الغد، لكنها تبقى بحاجة لأن يرتقي الفرقاء إلى حالة ابن البلد الذي ينصاع للحق بحيث لا يستدعي المتحاورون نموذج أهل بيزنطة أو يجتروا حماقة الذين طلبوا من الله ان يباعد بين اسفارهم.
قرارات توحيد الجيش والتغلب على انقسامه حافظت على كرامة القوات المسلحة وسجلت البداية المضنية والشاقة التي تمهد لخروج البلد من عنق الزجاجة لكن مايزال أمام القافلة مراحل مهمة وتحديات خطيرة.
المرحلة الأولى حل القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة بتعاون الجنوبي والشمالي معاً.. والثانية رفع مظلومية الجنوب وصعدة عن حروب اشتركت في صناعتها قوائم طويلة ووضعتها في خانة المقدس فكان ما كان ويكون.
ثم أما بعد فإن كل القضايا تسبق بعضها في الأهمية في إطار القضية اليمنية المتمثلة في الحاجة إلى الانتصار للشعب وبالشعب على الظلم والخوف والفقر والمرض والجهل والقات والسلاح..!
إن الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية تقتضي مجهوداً وعملاً مخلصاً وشاقاً يفرض ان يأخذ الجميع في الاعتبار أن هذا البلد الطيب يشقى بتصرفات نافذين محليين وقوى خارجية تنال من كل قيمة يمنية محترمة.
محافظة مارب تعاني من تصرفات نفر يفرون من السيرة الحضارية الأولى لليمنيين الأوائل من خلال قطع الكهرباء وتفجير أنابيب النفط.
ومحافظة عدن تعيش تحت وطأة الصوت الأعلى المطالب بالتشظي رغم أنها الحاضن التاريخي لكل ما هو وحدوي.
وتعز لاتتوقف عن الشكوى من قوارح ودماء الانفلات الأمني نكاية باستحقاقها تدشين إعلانها عاصمة للثقافة بينما صنعاء قبلة اليمنيين إلى الفن والحضارة والصناعة تتحول إلى ملتقى مؤامرات الكسالى والعاطلين بالوراثة بصورة تدفع للترحم حتى على سوق «المحدادة».
ويا مؤتمر الحوار.. الكرة في ملعب ما تحتضنه من القوى السياسية والقبلية.. كونوا رجالاً ونساء في مستوى احترام حقيقة ان مؤتمر الحوار ليس مدرسة فاشلة تتكرر فيها الفوضى ومن يشاغب يتم استدعاء ولي أمره..!!

حول الموقع

سام برس