بقلم/ طه العامري..
شكلت خلافة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بداية لصراع جدلي دامي على( الحاكمية)وبريقها وهو الصراع الذي أخذ المسلمين والعرب إلى مسارات واحداث أبعدتهم عن جوهر الدين ورسالته السمحاء لتتكرس على ضوء ذلك الصراع قيم ومفاهيم وتقاليد سلطوية عنونت هوية( الحاكمية الإسلامية) بطقوسات تسلطية لاعلاقة لها بالإسلام ولا بتعاليمه ولاعلاقة لها بالرسول عليه الصلاة والسلام ولا بسنته المحمدية القائمة على تعاليم سماوية جاءت بمجملها لتوحيد البشر على طاعة الله وترسيخ مكارم الإخلاق ونشر قيم المحبة والتسامح وإحقاق معيار العدل الاجتماعي بين البشر..!!

كان مقتل الخليفة عثمان بن عفان بمثابة طوق النجاة لمعاوية ولطموحه بالسلطة والحكم والنفوذ..وقد أتخذ الرجل ذو الدهاء والمكر من حادثة مقتل الخليفة عثمان وسيلة ليحقق من خلالها طموحه ويصل إلى أهدافه التي شيدها على دماء الخليفة بل جعل من دماء الخليفة جسرا يقله إلى حيث يطمح وقد تحقق هذا عبر( صيحة معاوية) التي اطلقها بدافع ظاهري وهو الثأر لمقتل الخليفة عثمان لدرجة إنه حرض أهل الشام وجعلهم يرفعون( قميص عثمان) ويدوروا حوله باكيين ومطالبين بالثار من القتلة..!!

ألتف الكثير من المسلمين حول( معاوية)رغبة منهم في إقامة الحد والقصاص من قتلة( عثمان) وإخماد الفتنة التي لن تخمد نارها سوى بالقصاص من القتلة..فيما واقعيا لم تكن( صيحة معاوية ) للثأر لدم الخليفة (عثمان) بل كانت الصيحة حيلة لارباك الإمام علي والوصول للسلطة..وهذا فعلا ما تم خاصة وهناك كانت النوايا متوفرة للصراع والاستحواذ على ( الحاكمية)..!!

بيد أن( صيحة معاوية) لاتختلف كثيرا عن( صرخة الحوثي) بل وتتسق ( الصرخة ..مع الصيحة ) على قاعدة أن التاريخ لايعيد نفسه إلا بصورة مآسة أو مهزلة.. بدليل أن ( معاوية)أتخذ من مقتل الخليفة( عثمان )جسرا حمله للسيطرة على( الحاكمية) بطريقة سلسة غير مثيرة سلم به الكثيرون بوعي أو بدون وعي المهم كانت الغالبية ترى عدالة منطقية في موقف( معاوية ) ولهذا صمتوا عن مخططه أو تغاضوا عن أفعاله ضنا منهم بسلامة الموقف وعدالته..تماما كما حدث مؤخرا في بلادنا وبعد قرون من واقعة( صيحة معاوية ) جاءتنا وبنفس الطريقة( صرخة الحوثي ) الذي طوق صنعاء بقبائله واحتشد على خط المطار وجمع الناس من كل المحافظات رافعا( قميص...إسقاط الجرعة.. إسقاط الحكومة.. تنفيذ مخرجات الحوار )..!!

ثلاثة مطالب كان كل أبناء اليمن من صعده للمهرة ومن سقطرى لكمران ، كل الشعب كان يطالب بهذه المطالب ، لكن الشعب لم يكن يعرف أن هذه المطالب التي يطالب بها والتي رفع( الحوثي) رايتها والجميع تضامن معه ، لم يكن الجميع يدركون أن مطالب( الحوثي) هذه ما هي إلا وسيلة تحمله للسلطة والسيطرة على الحكم ، مثله مثل طريقة( معاوية)التي مكنته من السيطرة وفرض إرادته على الحاكمية بل وتوريثها..من خلال نصب قميص الخليفة عثمان والثأر لمقتله..؟!!

إذا( صيحة معاوية) جاءت للثار لدم الخليفة عثمان فكانت طريق معاوية نحو السلطة والحكم والتوريث ، و( صرخة الحوثي)جاءت لاسقاط الجرعة والحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار ، وكانت طريق( الحوثي)نحو السيطرة والحكم واستعادة حقا الآهيا اغتصب ذات يوم من الشعب..!!
يتبع

حول الموقع

سام برس