بقلم / حمدي دوبلة
ايام قليلة ونطوي العام 2016 ونبدا عاما آخر يعلم الله وحده كيف ستجري ايامه ولياليه وهل سيكون امتداد للدموع والالام والمعاناة ولنزيف انهار الدماء التي بدات منذ نحو عامين في هذه البلاد على يد اخوة لنا في الدين والعروبة وتابى ان تتوقف.
عام مضى بكل جراحاته والامه وآخر يطل ولاشئ تغير على صعيد ممارسات العدوان السعودي وجرائمه النكراء المتواصلة بحق ابناء هذا الصابر المحتسب.

كان العام الذي نعيش اخر لحظاته حافلا بانواع لاتحصى من الانتهاكات والمجازر المريعة بحق اليمنيين كما كانت ايامه شاهدة على فداحة الظلم العربي والعالمي باليمن واهله ومقومات وجوده لكن سجل في صفحاته ايضا صمودا يمنيا مذهلا واصرارا كبيرا على الحق في الحياة ومجابهة التحديات بروح واثقة بنصر الله وتاييده ذلك الاصرار الذي انهارت وتنهار امامه قوى الارض قاطبة ممن جرى تحشيدها وجمعها بالاموال المدنسة من كل اصقاع المعمورة.

لايزال الشعب اليمني بعد قرابة العامين ورغم الوحشية غير المسبوقة التي يبديها العدو المسعور واستهدافه المجنون لمنازل الناس ومزارعهم وازهاق الارواح وتدمير الممتلكات العامة والخاصة لايزال هذا الشعب العظيم يسطر اروع الملاحم البطولية في التصدي للطغيان والجبروت ومافتئ يلقن الطغاة ابلغ الدروس في التضحية والفداء من اجل الاوطان وفي سبيل الحرية والكرامة.
عام آخر من الحصار ومن الجرائم السعودية وكذلك من الصمود اليمني يضاف الى العام الذي سبقه والذي لم يكن بافضل حال منه غير ان الشعب اليمني استطاع خلاله ان يتاقلم مع العدوان ويبتكر الوسائل المثلى والاكثر نجاعة في التعاطي مع الصعوبات والتداعيات الناجمة عن هذا العدوان البربري وحصاره الجائر.

لقد حفلت الاسابيع القليلة الماضية بتشكيل حكومة الانقاذ الوطني والتي كانت بمثابة الرسالة الواضحة للعدو بانه لن يستطيع تركيع الشعب اليمني وكسر وارادته حتى وان حشد الانس والجن وبالغ في صرف ثرواته على المرتزقة حول العالم ولن يكون امامه الا الفشل والخسران المبين وان مراهناته على اطالة امد معاناة الناس لن تفلح ابدا فهذا الشعب لاتزيده المحن والشدائد الا مزيدا من الايمان والثبات والاصرار على بلوغ الانتصار.

امام الحكومة اليوم وهي تدلف الى العام الجديد مهام كبرى وتحديات اكبر للتغلب على اثار وتداعيات العدوان وايجاد المعالجات المناسبة لمشاكل جمة وفي مقدمتها صرف مرتبات الموظفين وتوفير السيولة النقدية وتعزيز جبهات الصمود والتحدي ولامجال امامها غير النجاح ولجم افواه الحاقدين والمتربصين واثبات جدارتها بالثقة العظيمة الممنوحة من جماهير الشعب في هذه الظروف الاستثنائية والمرحلة الحساسة والحرجة من تاريخ الوطن.

ويبقى الامل رغم كل العقبات والتحديات الجسام ان يحمل العام الجديد انباء سعيدة لابناء السعيدة وان يحل السلام والاستقرار في كل ربوع الوطن وان تتوحد فيه كلمة اليمنيين وتزول اسباب الفرقة والخلاف فيما بينهم وماذلك على الله بعزيز.
*نقلا عن الثورة

حول الموقع

سام برس