بقلم / محمود كامل الكومى
فعلتها أدارة أوباما منذ تولي هذا المهرج الأسود المتشح بنصف أسلامى , حين جاء الى القاهره وصعد بخطابه على منبر  جامعتها الى العالم العربى والأسلامى ,مخدراً شعوبهما بالسلام والوئام والعمل الدؤوب لحل المشكله الفلسطينيه وخلق الأجواء التى تنشر الأستقرار والأمان فى الشرق الأوسط , وبدى أن نفر من العرب قد صدح مغردا مع أوباما يلعبون معه على وتر أنه الأسود فى تاريخ أمريكا الذى يحكمها وأن أبوه المسلم شفيع له أن يثق به العالمين العربى و الأسلامى – وسار حكم أوباما وقوة فعله  طيلة ثمانى سنوات وأدارته ومجلسى الشيوخ والنواب والبنتاجون والخارجية بل والC   I A , يعيثون فسادا وتقتيلا ودمارا وتفتيتا فى كل أرجاء أمتنا العربيه دمروا ليبيا ومازالت تعانى , وغرسوا شوكة فى ظهر العراق بأقليم كردستانى صار على العمالة لأسرائيل وبدى مسعود برزانى ظهيرا لأردوجان , سهل دخول قوات تركيه للموصل , وفى سوريا حدث ولاحرج عن سياسة أوباما ووزير خارجيته ومخابراته التى فعلت فى سوريا مالم تفعله الأنواء لولا عظمة الجيش السورى وصلابة قيادته وحلفائه ,وفى جنوب البحر الأحمر كانت أدارة أوباما مُخرج كاوبوى  تدمير اليمن والممول السخى بأسلحة الدمار والعون اللوجستى للتحالف السعودى الغاشم الذى مازال يحرق الزرع والحجر والأطفال والنساء فى اليمن ,لم تكن ايادى أوباما على مصر سوى سوداء جرداء  جرت قيادتها الى مهلكة الأقتصاد المتوحش الأمبريالى فغاصت مصر ومعها تونس فى خضم أزمات اقتصاديه عاتيه كانت بمثابة أرض خصبه للأرهاب , وحتى فى الأردن لم تشفع عمالة قادته للمخابرات الأمريكيه أن تكون شفيعا له  فى النجاة من الأزمات الأقتصاديه والأرهاب .

بين الفعل والكلام ... يتجلى الواقع ومن لم يعد يفرق بين هذا وذاك غدى أما عميل أو حمار وعلى مدار التاريخ الحديث بدى أن كلام رؤساء أمريكا شىء وأفعالهم شىء آخر , وتوج أوباما هذا المنطق ايما تطبيق , وصارت سياسته منذ توليه أنه قد جاء ليشعل النيران فى عالمنا العربى واعيا لدرس بوش فى العراق الذى ورط الجيش الأمريكى فيها , فسخر أندال البترودولار  والعملاء لتمويل الأرهاب ليشن حرباً بالوكالة عن الأمريكان تحقق مبتغى أمريكا وربيبتها أسرائيل ,يفرض طوق من الأمن حولها ويمهد لخلق شرق أوسط جديد تقوده أسرائيل من أجل دولتها اليهودية المزعومة وعلى المدى البعيد تتحقق أسرائيل الكبرى , ونفذ أوباما كل ماوعد به أسرائيل على مدار حكمه من أكبر معونه اقتصادية وصلت أسرائيل منذ اغتصبت فلسطين وأحدث ما أنتجته ترسانة السلاح الأمريكى , وظهير لها فى كل المنظمات الدوليه وأجهاض لكل القرارات التى كانت تطرح من اجل الحق الفلسطينى , وبدى فعل أوباما على أرض الواقع أنه صهيونى بأمتياز – فى حين صدقنا نحن العرب أن كلماته ترياق  وهى سموم ونفاق !!! لم يبق اِلا ايام معدودات ويغادر أوباما البيت الأبيض الحالك بسواد حكمه , فأراد كما بدأ أن ينهى بمعسول الكلام - مدركا أن ترامب قد جاء ليكمل المشوار بل ويعمق جراح العرب حين يشيح عن وجهه اليمينى السافر المعادى للعرب والمسلمين والمؤيد لأسرائيل , فقد أقسم على الأنجيل أن يهودية أسرائيل قد غدت قاب قوسين أو أدنى وأن القدس عاصمة أسرائيل – وهنا أدركت أدارة أوباما فجأة الصباح – وهى تراوح المكان ولم يبق لها من فعل ولاكيان , فصارت من الندمان والخصيان وأرادت  أن تموه على العميان من امتنا العربيه- فكلف أوباما وزير خارجيته "كيرى " بمعسول الكلام , الذى يفتقد الى قوة القرار بمغادرة البيت الأبيض والخارجية وليس له من أثر سوى الوقوف أمام حائط المبكى للبكاء على الأطلال .. وهنا أطلق كيرى بالونة الأختبار لعل لعاب العرب يسيل وراء الأوهام فقال :
دافع كيري عن موقف واشنطن السماح بصدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب
بوقف الاستيطان الإسرائيلي، قائلا إن الهدف كان للحفاظ على حل الدولتين
الذي بات في خطر.

". وهاجم كيري إسرائيل قائلا إنها لا تؤمن كما يبدو سوى بـ "إسرائيل العظمى" وترفض حل الدولتين، مؤكدا وقوف واشنطن مع حقها في "الدفاع عن نفسها". وقال "خلال ولايتي (الرئيس باراك) أوباما التزمت الإدارة الأميركية بأمن إسرائيل".

وأضاف أن غالبية الأراضي التي يجب أن تكون تحت سيطرة الفلسطينيين حسب اتفاقية أوسلو أصبحت تحت السيطرة الإسرائيلية، مشددا على أن المستوطنات في الضفة الغربية تهدد أمل الفلسطينيين بإقامة دولتهم ومستقبل إسرائيل في آن واحد.

ودعا الجانبين إلى القبول بحل الدولتين وفقا لحدود عام 1967 مع إمكانية تبادل الأراضي وتعويض الفلسطينيين المتضررين. ورأى أن "القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية"، مكررا دعوته للفلسطينيين إلى الاعتراف بإسرائيل "كدولة يهودية".

ووصف الحكومة الإسرائيلية بأنها "الأكثر يمينية" في التاريخ، مشددا على أن إسرائيل لا يمكن أن تكون "ديمقراطية ويهودية" في حال استمر الوضع على حاله.


ويبقى السؤال من صنع الغطرسة الأسرائيلية ومن وقف وراء نتنياهو ومن دمر الدول العربية وفتتها من اجل أمن اسرائيل ومن اجل ان تحكم اسرائيل المنطقه ؟ سوى أوباما وأدارة أوباما !! جائنا أوباما بمعسول الكلام لينفذ استراتيجيته الأستعمارية فى عالمنا
العربى ويشق الصف ويثير غبار الأرهاب الذى مازال يعبق ارجاء أمتنا من اجل دولة أسرائيل الاستيطانية اليهوديه .

وهاهو يغادر بنفس المنطق " معسول الكلام" من اجل أن يمهد الأجواء لترامب لمتشح برداء اليمينية والعداء للعرب والمسلمين والمؤمن بكل كلمة صاغتها العصابات الصهيونية فى التلمود بهدم المسجد الأقصى وعودة الهيكل المزعوم ولتصير القدس عاصمة بنى صهيون فيضحى ذلك واقعا أشد حلكة وسوادا .

وأذا كان هذا هدف أوباما والأدارة الأمريكيه , فأنه يجب علينا أن نفرق بين معسول الكلام والفعل على أرض الواقع .
 والسؤال الآن كيف يمكن لنا نحن العرب أن نجعل من كلام الأدارة الأمريكيه حجه عليهم وأن نحذر فى نفس الوقت من  تخدير الكلام المعسول علينا , وأن نعى فى جميع الأحوال أَلا نكون ضحية هذا الكلام بما يمهد له من واقع مرير يجسد أسرائيل كخنجر حامى فى قلب أمتنا  ويقطع أوصالها لينهى حلمها الوحدوى ؟.

أرى المقاومة  المسلحة والسياسية والأعلاميه  وشبكات التواصل الأجتماعى والقوى الناعة هى الطريق ومحور روسيا الصين أيران هو الصديق , والثورة على حكام الخنوع وحكام البترودولا وعهر أعلامهم هدف تكتيكى لتحقيق الهدف لأستراتيجى لعودة فلسطين الى حضن أمتنا العربية الواحدة أنشاء الله .

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس