سام برس
ترامب يبدأ التصعيد ضد ايران والذريعة اطلاقها صاروخا باليستيا.. موسكو تعتبره حقا مشروعا.. وواشنطن ترى فيه اختراقا لقرارات الأمم المتحدة وتدعو مجلس الامن للانعقاد.. اين الخطأ.. وأين الصواب؟ وما هو موقف العرب من هذا الصدام؟

نحن الآن نقف على اعتاب ازمة عالمية جديدة محورها ايران مرة أخرى، والذريعة الامريكية تتمثل في اجرائها تجربة لإطلاق صاروخ باليستي جديد تقول انه يشكل انتهاكا لقرار الأمم المتحدة والاتفاق النووي.

الإدارة الامريكية، مدعومة بدول أوروبية، طلبت عقد اجتماع لمجلس الامن الدولي لبحث هذا “الانتهاك”، واتخاذ قرار بفرض عقوبات اقتصادية على ايران، فرد الروس على لسان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية، بان “ما تردد عن اجراء ايران تجربة صاروخية لا يعني انها انتهكت قرارات الأمم المتحدة المتعلق ببرنامجها النووي”، وهذا ما يعني عمليا ان “الفيتو” الروسي، وربما “شقيقه” الصيني جاهزا للاستخدام اذا لزم الامر.

الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب كشف عن نواياه السلبية ضد ايران مبكرا عندما هدد اثناء حملاته الانتخابية بإلغاء الاتفاق النووي مع ايران، وفرض عقوبات اقتصادية ضدها، واتهم إدارة أوباما الديمقراطية بأنها أخطأت بتوقيعه، ولذلك ليس غريبا ان يتذرع بالتجربة الصاروخية هذه “لاثارة توترات جديدة”.

الرئيس ترامب هاتف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يوم الاحد الماضي، وقال بيان صحافي صادر عن البيت الأبيض ان الرجلين اتفقا على التصدي لمحاولات ايران زعزعة استقرار المنطقة، وهذا يعني ان الرئيس الأمريكي يريد حشد دول الخليج مجددا في “حرب باردة” جديدة ضد ايران، على غرار تلك التي سبقت الاتفاق النووي.

لا نستبعد ان تكون ايران تسير على خطى كوريا الشمالية، وتطور سلاحها الصاروخي، لعدم وجود سلاح طيران قوي لديها بسبب الخطر العسكري الغربي، ولكن لماذا تواجه هذه الخطوة المشروعة في رأينا كل هذا القلق الغربي، بينما تخصص الولايات المتحدة مليارات الدولارات لدعم البرامج الصاروخية الباليستية الإسرائيلية، وتقدم لتل ابيب احدث التكنولوجيا العسكرية لبناء القبب الحديدية.

حق ايران، واي دولة عربية وإسلامية أخرى، في الدفاع عن النفس في مواجهة التهديدات الإسرائيلية لامنها حق مشروع، تكفله كل المعاهدات الدولية، وعندما تعترض الولايات المتحدة، والدول الغربية الأخرى، على الاعتداءات الإسرائيلية المتعددة، وتفرض الرقابة على البرامج النووية الإسرائيلية، سنكون في هذه الصحيفة “راي اليوم” اول المطالبين، ليس فقط بوقف التجارب الصاروخية الإيرانية، وانما أيضا بنزع كل الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

*نقلاً عن “راي اليوم”

حول الموقع

سام برس