حسين العواضي
كنت أنوي أن استريح مع القراء الأعزاء في محطات مسلية بعيداً عن عناء الأخبار الساخنة التي تهب علينا من أرجاء العالم.
ما حكاية الفاتنات الهولنديات اللاي يكرهن لعبة كرة القدم .. وهددن أزواجهن بالطلاق أن ظلوا مفتونين بهذه الساحرة المستديرة أكثر منهن؟

وما نوع الجائزة المذهلة التي تنافس عليها بشراسة عشرون امرأة من المكسيك للفوز بلقب العام أقبح امرأة في البلاد؟

غير أن الأخبار التي تحاصرنا في التلفاز والصحيفة والانترنت .. والشارع .. والراديو .. والمقهى . لم تتركنا في حالنا ولا حالكم أسعد الله أوقاتكم.

ولا مفر من الخضوع لسلطانها .. فالخبر سيد الفنون الصحفية وقد صار خبر اليوم ببلاش وخبر الغد أيضاً.

أخبار تحير الشطار بعضها سار وبعضها حار بعضها منصف وبعضها مقرف فيها الخبر البارد والخبر البليد .. ولكم الحكم والتقييم.

والمؤكد أن الدول العظيمة وحدها تصنع الأخبار والرجال العظام لا غيرهم يرفعون من قيمة الأخبار ويجعلونها الأكثر إطلاعاً على مدار الساعة.

أما أحصف الدول وأذكاها فإنه لا شأن لها بما ذكر أعلاه .. تعيش مترددة منزوية لا تحترم موقعها .. ولا أهلها .. ولا تاريخها أيضاً.

لا هي مع مرسي .. ولا ضد السيسي .. لا مع ضرب سوريا .. ولا تناصرها .. لا تحب - بوتين - ولا تكره أوباما.

دولة لا طعم لها .. ولا شم .. ولا رائحة .. صوت الأحزاب فيها عال .. وصراخ - الأعفاط - أعلى دولة اتحادية مدنية «ما تغثي مخلوق».

ما علينا الخبر المنصف أن واحدا من شياطين العصر أصيب بحروق قاتلة وهو ينفذ فعلته الشنعاء بتفجير أنبوب النفط في مارب فلم يجد عابرا يسفعه ولا مشفى يستقبله.

وإرهابي آخر تمزق إلى أشلاء متناثرة عندما انفجرت به عبوة ناسفة كان يحاول زرعها في سيارة أحد ضباط الأمن.

ولا عقاب عاجل ومنصف كعقاب الجبار العليم .. وبالمناسبة فإنه قريب جداً ستصبح اليمن أول دولة في العالم خالية من ضباط الأمن ومنتسبي القوات الجوية.

ولا أحد يرغب في حماية هذه - الفصيلة - الوطنية من الانقراض، خطط أمنية عقيمة .. وتواكل عجيب وكل حبه نفر - يرمي المسؤولية على - حبة نفر - آخر.

والأخبار ليست كلها - حوثي وإصلاح - وقتل بالجملة في العمشية .. والرضمة لكن من الأخبار ما يبدد هذا المناخ الدامي والمتوتر بين المذكورين أعلاه.

فوز البطل اليمني منصف الحميقاني ببطولة اليمن العالمية لملاكمة (الكيك بوكسنج) ويستحق الحميقاني .. لكن لا تضحكوا علينا هذه ملاكمة مختلفة عن تلك التي تروجون لها وتتغنون بمحاسنها.

ولو أن - البرنس - نسيم لم ينشغل بموديلات السيارات الفارهة .. وأسس مركزا وطنيا للملاكمة في وطنه لكنا أبطال القارة والعالم في مختلف الأعمار والأوزان.

فهي رياضة شجاعة واليمني ما معه غير هذه - الخصلة - التي يستخدمها في غير محلها في أوقات كثيرة ويستقوي بها على أهله .. وجيرانه والشواهد كثيرة ولا تحتاج إلى ثوابت وأدلة.

ودخول أكثر من 2000 زائز خليجي إلى اليمن في يوم واحد خبر سار، يدفعنا إلى تفكير جدي في دعم الشرطة السياحية .. وإصلاح البنية التحتية.

دول كثيرة أضحت السياحة مصدرها الاقتصادي الأول والسياحة ياحضرات - المتنطعين - ليست كباريه ومرقص إنها حالة راقية من متعة النظر .. وراحة النفس .. وصفاء العقول.

واطمئنوا في ظل ما نراه لا سياحة ولا يحزنون ولا سامح الله من ظلمها .. وظلم وزيرها الحالي .. الذي يستحق منصبا اكبر من وزارة لا يعرفها ولا تعرفه.

وتفرجوا على اليمنيين في الخارج يصنعون المعجزات وحين يصلون مطار صنعاء - الكسيح - يصابون بالكسل والتبلد.

الضباط اليمنيون العاملون في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ينتزعون إعجاب وثناء رئيس - هاييتي - مفخرة يمنية هناك في آخر المعمورة .. وبماذا نكافئهم، نجهز ضباط - الوساطة - ليحلوا مكانهم العام القادم.

المصدر:الثورة

حول الموقع

سام برس