بقلم / محمود كامل الكومى
المتتبع لهوس ترامب وهوجائه منذ حملته الأنتخابية , لابد وأن يتوقع مغامراته الشيطانية , فهو أحد مافيا رجال المال والأعمال , مكيافيلى بالطبع " الغاية تبرر الوسيله , وغايتة والمافيا أقرانه ,حب المال حبا جما , لذا لابد لشركاتهم ومصانعهم أن تدار ليل نهار , وأن يفتح لها الأسواق , خاصة شركات ومصانع السلاح , والوسيلة لذلك هى أشعال الحروب واستدامة وقودها  بالأبرياء من بنى البشر فتزداد مبيعات السلاح وتستدام , وتلك نظرية كل من جلس على كرسى المكتب البيضاوى فى البيت الأبيض , لكن مايميز ترامب هو عفويته فى أستدامة الحروب والضحك على الدقون وصهيونيته التى فاقت بنى صهيون  وأبتزاز كل من نصبته أمريكا حاكما على بلاده  فى أن يدفع لها ثمن تنصيبه وحمايته ( ومثال ذلك حكام الخليج),وصار تغليف أستراتيجيته بالأكاذيب والأوهام التى أنطلت على الحكام العرب فسارعوا اليه يقدمون فرائض الولاء والطاعه , بعد أن عقدوا له قمة فى عمان سميت "قمة ترامب "بُغيت تحقيق مايرمى اليه من حلف سنى على غرار حلف الناتو تشارك فيه اسرائيل ويهدف الى ضرب ايران , الى أن ينتهى بتصفية القضية الفلسطينية  .

قبل التنصيب ضغط على حكومة مصر حتى لاتُقدم على تقديم قرار يدين الأستيطان الصهيونى على الاراضى الفلسطينيه وقد كان له ما أراد ,وضرب عرض الحائط بحل الدولتين وأعتبر القدس موحدة عاصمة الكيان الصهيونى ففاقت صهيونيته كل الحدود , وطالب بنقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس, لكن الأهم هو محاولة التملص من الأتفاق الأيرانى الأوروبى الأمريكى من اجل عيون أسرائيل ومن هنا تجلى عدائه لأيران .

لحظة تنصيبه كان قرارة بضرب سورٍيا بهدف ضرب الوجود الأيرانى من جهه وتدمير كل فرص السلام التى باتت تلوح فى الأفق لحل الأزمة السورية, وهنا تتجلى شخصيته فى ميكيافيليته وصهيونيته ومن أجل ذلك كانت كذبته الكبرى بأن الأرهاب فى سوريا هو هدفه الأول وأن فكرة تخلى الأسد عن الحكم باتت بعيدة ، وهلل السذج وفهم أعداء سوريا وخضعوا لأبتزازه وقدمت دول الخليج المليارات طواعية أتقاءاَ لتنفيذها بقانون "جاساتا".

الخلفيه لضرب سوريا جسدها مؤتمر البحر الميت للقمة العربية فى الأردن, الكل حضر ملوك ورؤساء  فيما عدا "عُمان" مثلت بالممثل الخاص للسلطان قابوس
ويبدو انها أرادت أَلا تنزلق قدميها وهى التى تحافظ على علاقات وسطيه بين الجميع ,وغابت المغرب كلية ,بسبب  انحدار دورها كجسر للعلاقات العربية الأسرائيلية وصعود مصر والأردن ودول الخليج لتبنى هذا الدور , وبالطبع فسوريا فى غياب وللاِيهام بشىء ما  دارت حوارات تمثيلية  لحضور الأسد  وتمثيلها لكن اكتفى بعلمها الرسمى للتعتيم على مايضمر لها , المهم أنطلقت أعمال القمة العربية  (28)  بحضور معظم القادة العرب ومشاركة ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، على خلاف  القمة السابقة التى عقدت فى "نواكشوط"

لماذا؟ لأن قمة البحر الميت هى "قمة ترامب"بأمتياز , وصدر عن القمة قرارات ككل قمه تلك التى أعلنها أبو الغيط التى سارت الجامعة العربية مع وجوده امينا عاما لها صهيونية ... لكن فى ملفات الملوك والرؤساء كانت هناك قرارات مهمة هذه المره فجدول الأعمال صاغته أدارة " ترامب "وصارت القمة من اجل وضع اللمسات , فالحلف السنى على غرار الناتو لمواجهة ايران ولايكون ذلك اِلا بضرب سوريا -  لتضحى أسرائيل من مصاف الأعداء الى الحلفاء بل والقائد الهُمام, وفى ذلك مايقضى على الحق الفلسطينى , وذلك منطق الصهاينه والأمريكان فى السلام ومنطق القادة العرب قى الاستسلام , وعلى ذلك هرول ثلة من الحكام العرب الى واشنطن لأخبار ترامب بالتمام .

قبل أن يغادر الرئيس المصرى واشنطن وفى حضرة الملك الأردنى وفى أنتظار  أن يصل الرئيس الفلسطينى , وفى حضور وهمى لحكام السعودية وقطر والأمارات والبحرين والكويت بدت صهيونية ترامب مع نتنياهو تتجلى , حينما قامت مدمرات أمريكيه بأطلاق 59 صاروخ توما هوك على قاعدة الشعيرات الجويه قرب حمص السورية.

فى الحرب على العراق فبركت أمريكا أسلحة الدمار الشامل كمبرر لأحتلال العراق وثبت كذبها--- وعلى سوريا الآن أوعزت أمريكا لشياطينها من المنظمات الأرهابية بتسريب غاز السارين لحظة مروق الطيران السورى لاِلصاق التهمة ب الجيش السورى  , ولم تنتظر أمريكا نتائج التحقيقات لأنها تعلم أن نتيجتها كشف المستور الأمريكى فشنت الحرب على سوريا بعشرات الصواريخ التوما هوك, وهللت السعودية وتركيا والأمارات والبحرين وقطر الكويت وفى الاردن أعلن المتحدث باسم الحكومة أن "الأردن يعتبر هذه الضربة رد فعل ضروري ومناسب على استمرار استهداف المدنيين بأسلحة الدمار الشامل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية". وفى مصر صدر بيان من الخارجية ينم عن الميوعه والتخاذل أفاد بأن مصر "تتابع بقلق بالغ تداعيات أزمة خان شيخون"، دون أن يذكر البيان بوضوح الضربة الأمريكية. وقال البيان إن "مصر تؤكد أهمية تجنيب سوريا ومنطقة الشرق الأوسط مخاطر تصعيد الأزمة حفاظا علي سلامة شعوبها". ودعت مصر أمريكا وروسيا إلى "التحرك الفعال علي أساس مقررات الشرعية الدولية، وما تتحلي به الدولتان من قدرات، لاحتواء أوجه الصراع والتوصل إلى حل شامل ونهائي للأزمة السوريه... ويتلاحظ أن كافة البيانات العربية كلها صيغت مما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "بالأقوال وبالأفعال بعث ترامب رسالة قوية وواضحة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيماوية ونشرها لا يطاقان"، مؤكدا أن إسرائيل "تدعم دعما كاملا" قرار ترامب.

من هنا كانت الضربة الأمريكيه على سوريا نتاج قمة البحر الميت وبلقاءات عربية مع ترامب تبدأ بضرب سوريا وأجهاض أى فرصه تلوح فى الأفق من أجل السلام لتغرق سوريا فى الدم وتتفتت الى دويلات منها يمكن النفوذ الى محاصرة أيران والألتفاف حول حزب الله وتطويقه .

والملاحظ أنه أبتداء من القمة العربية 1990 " التى عقدت بالقاهرة  والتى شرعنت لأحتلال أمريكا للعراق " صارت القمم العربية  تتخذ قرارات على عكس ميثاقها أو بالأحرى انتهاك لميثاقها - الذى ينص على الحفاظ على أمن وأستقلال الدول الأعضاء – الى تدمير الدول الأعضاء بأستدعاء قوى الناتو والأستعمار لتدميرها وقد تجلى ذلك فى اجتماع مجلس الجامعة فى 2011 بالقاهره لتفويض مجلس الأمن وأستدعاء الناتو لتدمير ليبيا ثم قمة شرم الشيخ
2015 التى أعطت المبرر للسعودية لتكوين تحالف لتدمير اليمن وأخيراً قمة البحر الميت بالأردن التى أعطت ترامب صك الحرب على سوريا لحصار أيران بأعتبارها بديلا للعدو الصهيونى الذى صار حليف وبالتالى أنهاء القضية الفلسطينية .

على صعيد الفعل نفذت الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات بحمص , وأستُوعِبت الضربه بالقليل من الشهداء العظماء والخرده من الطائرات المتهالكه ، وبرغم العدوان تحدى الطيران السورى الواقع والعدوان الأمريكى وخرجت من على أرض المطار المدمر فى تقس يوم العدوان  طائرتان هاجمتا داعش والأرهاب وأثبتت أن الجيش العربى السورى لايهاب , وأن الأمل فى الشعب العربى ليحافظ على قوميته العربية التى سيحيها أنتصار سوريا وجيشها وشعبها ضد الأمبريالية الأمريكية وأسرائيل وتركيا والسعودية والبحرين والأمارات وقطر بل وضد جامعة الحكومات العربية ,بل أنه من بين 59 صاروخ توما هوك لم ينفذ اِلا 23 صاروخ بتكلفة صارت مليارات الدولارات المدفوعة خليجيا وهى كلفة فاقت حد الخسائر السوريه بكثير , وبالحساب فأن صواريخ ترامب تكون حققت 44%وفشلت 56%منها أى أن ترامب قد خسر فى أول عدوان مباشر له على الأرض السوزرية الطاهرة .

 وأخيراً ..هذا ليس وقت الكلام وأنما وقت الفرز بين من يقف في خندق العدوان، ومن يقف في خندق مقاومة العدوان .. خيارنا واضح ، نحن مع سورية، ومع شعبها وجيشها ، وضد االعدوان الأمريكى الصهيونى السعودى القطرى التركى .. تماما مثلما وقفنا ضد العدوان على العراق وليبيا واليمن،موقفنا ثابت ويزداد صلابة , والحياة مواقف ورجوله واِلا فالموت أهون .

عاشت سوريا الأقليم الشمالى للجمهورية العربية المتحده
وعاش شعبها الصامد وجيشها المغوار.

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس