بقلم / عبدالله الحضرمي
 يذهب مرة من كل أسبوع إلى رئيس الجمهورية للتأشير على بعض الأوراق والملفات المتعلقة بالفرقة الأولى مدرع، وفي كل مرة، يحمل طي الملفات الرسمية أوراقاً أخرى بمطالب شخصية (قروش) كما يسميها، والرئيس يعطيه دائماً، ولكن عطاء المقل المقتر..

 ثم حدثت المفاجأة، أصبح علي محسن الأحمر زاهداً في حوالات الرئيس علي عبدالله صالح، الذي أصابه قدر كبير من العَجَب أمام ما حل بحصّالة القروش. - لم تعد تطلب (قروش)؟ سأله الرئيس صالح. - حصلت على مصادر أفضل وهي تغنيني عن بخلك! - ضحك الرئيس وسأل: ما هي؟ - تحكيم في نزاعات أراضي، قسمة مواريث، وأحصل على تكاليف وأُجر.

هذه محطة فاصلة في حياته، شكلت بداية دخوله إلى قِدر اللحم العظيم، ومنه إلى بقية القدور، صار التاجر مهرباً والسمسار وقسّام الأراضي نهاباً لها، والحكم والخصم -في آن واحد- في شجاراتها، موجود في كل طبخة ومطبخ، ودون أن يسمح لقدمه بالدخول إلى مطبخ السياسة، ودون أن يسمح لنفسه بالانشغال عن طبخ القروش في تعلم إعداد القدور السياسية، وكفى نفسه عناء ومشقة السياسة بوظيفة نادل في مطبخ الإخوان المسلمين.

الأسبوع الماضي ومن موقعه الجديد، نائب رئيس، تحدث قسَّام المواريث الشرعي عن الدولة الاتحادية، وأبدى حماسه الشديد مع اتجاه تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، وقد كاد أن يغرق في لعابه وهو يتخيل كم من (القروش) ستتناثر عليه كتكاليف وأجر لقاء قسمة كبيرة كهذه لو حظي بثقة المتشاجرين وحكّموه على تقسيم الفرائض بينهم، وكم سيتقاضى عن كل إقليم من الأقاليم الستة.. غير هذا يعسر علينا هضم أن علي محسن قد تمكن من فهم ما هي الدولة الاتحادية، وما هي الأقاليم، وما هي السياسة، وما هو الوطن، وما هي قضيته أصلاً، عدا فهمه -كسمسار- أن اليمن قطعة أرض، مجرد "عرصة" على شارعين، أو تبة على البحر، ويسعى لإزاحة رئيسه من الواجهة، ليكون السمسار الحصري لها.. تلك أقصى درجة في سلَّم طموحاته وخططه السياسية.

*نقلاً عن اليمن اليوم

حول الموقع

سام برس