بقلم / حمدي دوبلة
لانريد لإيران وقد كان لها الموقف الإعلامي المشرف من العدوان على اليمن أن تكون تجسيدا للمثل الشعبي القائل "العاشق الكذاب يفرح بالتُهم" .

منذ بداية الحرب المجنونة قبل أكثر من عامين لم يكد يمضي يوم دون أن تلوك وسائل إعلام العدو السعودي ومن يدور في فلكها من المرتزقة والمتزلفين المحليين والإقليميين والدوليين اسم إيران ودعمها اللامحدود والمتواصل لليمن ومده بما لايُحصى من الأسلحة
والصواريخ العابرة للقارات والمخترقة لكل السياجات وإجراءات الحصار والحظر المفروض على الشعب اليمني بأحدث تقنيات الرصد والرقابة..

لم تتوقف الاتهامات لإيران لحظة واحدة رغم نفي السلطات المسؤولة في صنعاء وبشكل دائم تلقي أي نوع من الدعم العسكري أو الاقتصادي من إيران وأن دعمها المشكور مقتصر على الجانب الإعلامي ولايعدو كونه تعاطفا شعبيا جراء الجرائم البشعة التي يقترفها
تحالف العدوان بحق الأبرياء من أبناء الشعب اليمني ومرافق معيشته الأساسية..لكن ذلك النفي لا احد يلقي له بالا مع أن المنطق والعقل يؤكدان مصداقية هذا النفي القطعي إذ كيف يمكن لإيران أو غيرها أن تمد الجيش اليمني ولجانه الشعبية بالصواريخ البالستية وبكميات كبرى من الأسلحة في ظل الحظر الشامل على البلد وكيف سيصل مثل هذا الدعم الهائل والطائرات الحربية والتجسسية الحديثة تملأ الأجواء والبوارج والبواخر والقطع البحرية تجوب مياهنا الإقليمية وتتواجد في كل شبر فيه؟وأنى للقوارب التقليدية الصغيرة المتهمة الأولى من قبل التحالف نقل وتوريد هذا الكم الضخم أن تقطع آلاف الأميال في رحلتها الطويلة من إيران للساحل
اليمني الغربي؟ وهل يُعقل أن تتفوق مثل هذه القوارب الخشبية البطيئة والمتهالكة على التقنيات الحديثة للبوارج والزوارق الحربية المزودة بأحدث المحركات والتجهيزات؟

ملاحظات كثيرة ودلائل لاحصر لها تفند هذه الاتهامات وتثبت زيفها وبطلانها وكذب أصحابها لكن الغريب حقا أن إيران لاتزال حتى اللحظة تلتزم الصمت وتتحاشى التوضيح ولم تعمل حتى على إصدار بيان مقتضب ينفي أو حتى يؤكد ذلك وكأن الأمر قد راق لها وربما وجدت كما بات يعتقد كثير من المحللين السياسيين في مثل هذه التخرصات والأكاذيب أوراقاً إضافية لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية في المعارك والتجاذبات والأحداث التي باتت تعصف بالمنطقة وبلدانها.

ليس عيبا ولا بدعا أن تسعى البلدان والأنظمة لتحقيق مصالحها وان تقيم علاقات تعاون مع من شاءت من الدول والشعوب وليست علاقات اليمن مع إيران محرمة أو غير مشروعة لكن طهران اليوم مطالبةً وأكثر من أي وقت مضى بوضع حد لهذا الصمت المريب
فاليمن يتعرض لتدمير ممنهج وشعبه يُباد على مرأي مسمع من العالم تحت مبررات كاذبة وحجج أوهى من خيوط بيت العنكبوت وفي مقدمة كل ذلك الشماعة الإيرانية الصامتة.

* نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس