بقلم / محمود كامل الكومى
أمجاد ياعرب أمجاد فى بلادنا كرام أسياد

كانت الأخبار فى زمن العزة ,تموج بالأسماء وتتصدر غايات النبلاء , وتشنف الآذان بحلو الكلام , وتسقى المستمع عبر أثيرها الفياض سُلافة الروح مما يفيض به عطور الكُتاب والفنانين والمثقفين والموسيقين والعلماء ,والسياسين , وكانت النشرات الأخبارية تتنوع مابين أخبار الفن والأدب والعلم والأجتماع والأقتصاد والسياسة , وكان وراء كل خبر شخصية توزن بميزان حساس بقدر مايفوح من ثغرها من قيمة فى مجالها العلمى أو الأدبى أوالفنى أو الأقتصادى  أو الأجتماعى أو السياسى , وبقدر المقدره على التفاعل مع الجمهور , الذى كانت لديه القدره على فرز الغث من السمين , وبقدر مايمكن لتك الشخصية أن تتفاعل مع المستمع أو المشاهد لتؤثر فيه وكلها تأثيرات أيجابية لكن بدرجات متفاوته , تملى على صاحب الدرجات الأعلى أن يكون أثير الخبر ليرتفع أسمه فى الفضاء عاليا , فى تقدير هو الأعلى لقيمة الفكر والرقى والتأثير من اجل رفعة الوطن وتقدمه.

فى خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضى , كانت الأخبار بكافة ألوانها تُجلى من ورائها شخصيات تتعالى وتسمو فى المجتمع بحسها الراقى وأسلوبها الرصين وفكرها المبين وشفافيتها التى صارت من اجل حوار مع المجتمع يبعد كل البعد عن السفسطه والرغى ولايبغى الأضواء , لكنه للموضوعية عنوان يتفق على الثوابت ويدير الحوار فيما هو قابل للنقاش والأختلاف وأبداء وجهات النظر التى تتقارب فيما بينها لتضع معايير تهدى الى الصراط المستقيم فيما بدر من خلاف .

أفرخت الأذاعة والتليفزيون المصرى منذ نشأتهما وحتى منتصف السبعينات , من وراء أخبارهما أسماء وشخصيات لها وزنها فى عوالم الحياة المختلفة , لاتبغى الشهرة ولا المال وأنما من اجل أن تبوح بما فى جعبتها من دُرر كامنه تجليها الأذاعة والتليفزيون لتفوح  فى المجتمع  وترتقى به وتحقق أقصى فائدة ممكنه , وصار عنوان تلك المرحلة الأعلامى والأخبارى " أمجاد ياعرب أمجاد فى بلادنا كرام أسياد ".

بعد تلك المرحلة صار التدنى والابتزال وغدت معظم الأسماء التى تأتى من وراء الأخبار لاقيمة لها لكنها تريد أن تقود , وهى على الجهل فى كل شىء تربت  , لكنها على العِمالة تجلت وبدأ السلطان لايبغى من وراء الأخبار اِلا شيطنة الشعوب العربية , وفى مصر كانت الفاجعة الكبرى .

وصل الأمر الى حد السقوط الأكبر هذا مانعيشة الآن , وصارت عناوين الأخبار تصِم من يتغنى بمجد العروبة ويتمنى أن يعيش فى بلده من الأسياد بأنه لايتماشى مع العصر وهو من دمر البلاد فيهال علية التراب , وتبدل العنوان الى " من خاف سَلِم" , فصار الخطاب نحن الأندال لانعيش فى بلادنا اِلا فى كنف أسرائيل والأمريكان , وصارت كل الشخصيات والأسماء وراء كافة أنواع الأخبار تعبر عن هذا المفهوم والعنوان , وأنتشرت كالطوفان تسفه الرأى العام وتدنيه وتقتل فيه القيمة والنخوة والشجاعة والأقدام والروح القتالية للأعداء , وأنقلبت الآية وصار العدو صديقاً وصار الصديق عدوا , وتنازلنا عن المقدسات وعن شرف البنت وشرف الحياة نفسها , وبدت الأخبار تنضح بشخصيات هى الأقذر فى المجتمعات , وبدى ضيوف الأخبار هم الساقطون فى الفن وراقصات الحانات ,فظهر أصحاب السح أدح أمبو وتجار المخدرات فنشروا النشاز فى المجتمع والرذيلة, وفى الرياضة غدى المسعور رئيس لأكبر أندية مصر , هو نجم الشباك الأول تجليه كل برامج الأخبار وتزيح عن صفاقته ودنائته وتهديده ووعيده وهتكة لأعراض الناس الستار وتبث سمومه فى المجتمع حتى غدت النخوة فى خبر كان , وبدت خطة ممنهجة ازاحت عنها الأخبار الرياضة لتدمير الروح الرياضية فى مصر من خلال أسماء وراء الأخبار مِن مَن تسموا نقاد أو معلقين رياضين أو مذيعين أغلبهم مرتزقه لمافيا رجال الأعمال , وفى النشرات الأقتصادية ظهرت أسماء لاتعبر اِلا عن تجار للعملة هدفهم تدمير الأقتصاد وبارونات المخدرات ومافيا رجال الأعمال والهدف هو الجشع وتفضيل رأس المال على الآيمان بل وأستغلال الدين لتحقيق أرياح مادية شخصية , وتبدو النشرات الأخبارية السياسية هى العار بنفسة وصار ورائها من هم يروجون للعدو الصهيونى ويمدون الجسور معه ليحقق أماله فى دولته المزعومة من النيل للفرات فأنعكس خطاب هؤلاء على الشعب أملا فى أن يضحى أسير الأستسلام , وبقى أن السائد الآن من خلال الشخصيات التى تبث من وراء الأخبار السياسية أنها تروج لبيع الأرض ( تيران وصنافير)لتنتهك العِرض , فهل من بعد أنتهاك الأعراض كلام ؟.

أنهم يصنعون من السفسطة أحاديث من خلال شخصياتهم الهلامية من وراء الأخبار ويتدنون فى أنتهاك حرمات الثوابت فيشككون فى القيم والمبادىء والبطولة والأمجاد , فقد عقدوا العزم على أن يصنعوا من حواراتهم فيلم للتمويه على شعبنا و بروباجندا تعمق الخلاف بين أفراده وتجعل كل فصيل يتصدى للأخر بعيداً عن الهدف الأصلى وهو التصدى لفساد الحكومة والحكام فيرتع الحكم الفاسد وهو ما يؤدى لأفراغ  الشخنة لمعنوية للشعب  من مضمونها ليضخوا فى قلبة روح اليأس ,فى خط ممنهج تصنعه الحكومات والحكام ليستدام حكمها ضد أرادة الشعب , وأرادة الحياة .
لكن يبقى أنه-  اِذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر .
 لأنه هو القائد وهو المعلم وهو الخالد أبداً
كما علمنا "جمال عبد الناصر".

*كاتب ومحامى – مصرى

حول الموقع

سام برس