بقلم/ فادى عيد
يبقى الاهم فى عدوان اسرائيل (الذى جاء عبر صواريخ وليس مقاتلات جوية كتغيير فى استراتيجية العدو) على سوريا ليس تعجيز قدرات الجيش السوري او قطع الطريق على اسلحة متجهة لحزب الله بقدر التوقيتات التى تبعث فيها تل أبيب رسائلها، فالعدوان على مستودعات قرب مطار دمشق أمس، جاء بعد اعلان البيت الابيض للتحضير لجولة شرق أوسطية لترامب بعد جولة وزير دفاعه، وهنا يأتى فى ذهني تصريح وزير الدفاع الامريكي ماتيس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره أفيغدور ليبرمان بتل أبيب أثتاء جولته الاخيرة بالشرق الاوسط (السعودية، مصر، قطر، اسرائيل، جيبوتي) قائلا: "أنّ تحالفنا مع إسرائيل هو حجر الزاوية في هيكلية أمنية إقليمية واسعة جدًا، تضم التعاون مع مصر والأردن والسعودية وشركائنا في دول الخليج".

فالمشهد بسوريا يتطور بسرعة غير طبيعية وللاسف ما يحدث بالميدان السوري شمالا وجنوبا وشرقا أسرع وأبشع بكثير من قوة وخطورة التصريحات فى شاشات الاعلام، فقبل أن ننشغل بالضربة الصاروخية الاسرائيلية لسوريا، كانت دبابات اسرائيل تتوغل فى ريف القنيطرة بعمق 250كم، وبنفس الوتيرة تسير اسرائيل الامور بفلسطين.

وبموسكو كان العرب يحلو بها كمندوبي بريد من واشنطن، فبعد تصريحات الجبير بجوار لافروف فى موسكو وعودة تنديده للنغمة المعتادة "يجب أن يرحل الاسد" حل رئيس الاركان الاردني ضيف على موسكو خلال تنظيم مؤتمر الامن الدولي، حتى دافع عن التنظيمات الارهابية والتكفيريين بحجة أنهم تعرضو للتهميش والإقصاء وعدم شعورهم بالعدالة الاجتماعية، وهنا يجب أن نرى جيدا حجم العروض التى قدمت للرئيس الروسي بالإونة الاخيرة للتخلي عن الاسد، سواء من لندن وواشنطن نفسها، أو من وسطاء عرب عدة، وليس من الذكاء أن نتسأل ما سيكون رد فعل بوتين، ولكن ما هو شكل المرحلة القادمة، بعد أن تنتهي مرحلة المساومة؟ فحتى لو سلمت بريطانيا وامريكا بروسية القرم، فبوتين يعلم أن العواصف فى الشرق لن تكتفي بالاسد وستتجه نحو حليفه الاقوى بطهران.

مشهد أخر مرتبط بما يدور ولكن لم يتطرق له الاعلام السعودي، وهو اللقاء الذى جمع الملك سلمان وامير قطر الاب حمد بن خليفة بقصر "عرفة" بالرياض أمس، فكما قلت سابقا الامير الاب عاد لعمله بتكليف جديد، وقت أن سلطنا الضوء على لقائه بالرئيس بوتفليقة بالجزائر، ولعل تأتى فرصة قريبة كي نحكي الكثير.

ملحوظة لضعفاء الإيمان بمصر، موقف مصر من ما يحاك ضد شعوبنا بـ العراق، سوريا، ليبيا، اليمن ثابتا فى كل المراحل ولن يتغير، فالامن القومي العربي سيظل هو معادلة مصر الاولى تجاه اي قضية، ونذكركم بفترة المشير حسين طنطاوي أثناء تولى المجلس العسكري زمام الأمور بالبلاد بعد تنحي مبارك (وقت أن كسر كلا من المشير والرئيس السوري حالة الجمود بين القاهرة ودمشق بمارس2011).
أذا دعونا نرى ما ستخبئه لنا شمس الغد، وماذا سيفعل الليل بالأخرون.

الباحث السياسي و المحلل الاستراتيجي
fady.world86@gmail.com

حول الموقع

سام برس