بقلم / ماجد عبدالكريم غيلان.
رمضان محطة للتغيير فقد ميزه الله على سائر الشهور بميزات عديدة جعلته مميزا ومتغيرا عن بقية الشهور فما أن يأتي هذا الشهر الفضيل الا ونلاحظ كثيرا من التغيرات في الروتين اليومي الذي اعتدنا عليه طوال العام حيث يشعر المرء عند دخوله انه اصبح في عالم اخر وفي نهار وليالي وعادات وأمور مادية ومعنوية غير تلك التي اعتاد عليها طوال ايام وليالي العام وهو ما يعد بيئة خصبة وفرصة سانحة لنغير من انفسنا نحو الافضل حيث الاسباب مهيئة والابواب مشرعة فالشياطين مكبلة بالاصفاد والاجواء الروحانية تعم الارجاء ومعية الله ومعونته تتجلى بقرب العبد من ربه في هذا الشهر الفضيل اكثر من غيره.

رمضان محطة للتغيير وما احوجنا الى التغيير في كثير من جوانب حياتنا اليومية فأحوالنا الحالية كمجتمع ليست بالتي تجعلنا نتمسك بما نحن فيه او تدل على ان هناك اساس سليم نمشي عليه فكم تعج افكارنا بالمفاهيم والاتجاهات المغلوطة وكم لدينا من عادات وسلوكيات سيئة وكم نحن بحاجة الى مراجعة شاملة لذواتنا ومحيطنا الاسري والمجتمعي وفقا لمنهاج ديننا الاسلامي الرباني لا بناء على منهج جماعة ما او حزب فلاني، وبناء على العقل والمنطق لا وفقا للأهواء والنزوات الشخصية او التعبوات العصبوية والفئوية المهلكة.

رمضان محطة للتغيير وما احوجنا اليه بالعودة الصادقة الى الله واستغلال هذا الشهر الفضيل بطاعته والتقرب اليه والسعي الى رضاه والتطلع لما عنده فمن طلب الاخرة بصدق اتته الدنيا راغمة ونال بذلك نعيم الدارين ولنا في افضل القرون خير دليل وفي اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم افضل برهان حين غيروا من حالهم وتخلوا عن جاهليتهم وتبعاتها التي كانوا عليها واتبعوا رضوان ربهم فكان نتاج ذلك ان رضي الله عنهم وارضاهم في الدنيا حتى سادوا الامم وبالأخرة حتى بشروا بالجنة ونعيمها وهم لازالوا أحياء يمشون فوق الارض على اقدامهم.

رمضان محطة للتغيير والتغيير منهج رباني وانساني وسنة من سنن الحياة والعلم والعمل فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

حول الموقع

سام برس