بقلم/ عبدالكريم المدي
مهما كانت مآخذ السعودية وحلفائها على قطروفلسفتها التي تتبعها على المستويات السياسية والاقتصادية والإعلامية والرياضية،وحتى الأيديولوجية ،فهذا لا يعني أن تتم شيطنتها لوحدها والتباري السعودي / الإماراتي في إختراع المفردات التي تُكرّسها كجسم غريب في الخليج وراعية أولى للتطرف والفوضى ،بينما خصومها يُوزّعون الحلوى والورود ويصدرون المخترعين وعلماء الفيزياء وقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان للعالم عامة ،والسلام والتعاييش ومبادىء الوحدة لليمن وليبيا والبحرين وسورياوالعراق ولبنان خاصة .

إن الذي نعرفه عن السعودية منذُ زمن هو توظيفها للمال بطريقة همجية لا تخدم أي قضية عربية أو إنسانية.

والذي نعرفه عن السعودية، أيضا، هو أنها لا تتردد في إستخدام وإقحام أي شيء بأسلوب إستعلائي من أجل تحقيق نفوذها ووصايتهاعلى جيرانها وأشقائها .

والذي نعرفه عن السعودية هو أنها سبقت قطر بعقود في توظيف الإعلام وتأسيس إمبراطورياته المرئية والمسموعة والمقروءة وهذا الكلام لا يحتاج إلى شرح.

والذي نعرفه عن السعودية هو أنها ربطت الفتوى الدينية بالمصلحة السياسية، قبل تأسيس حركة حماس وحزب الله وعلاقة قطر بهما وبغيرهما بسنوات طويلة .

قطر ليست حملا وديعا ولسنا هنا بصدد المرافعة عنها،لكننا من جهة نحاول التوضيح بأننا لسنا مغفلين إلى ذلك الحد الذي يتصوره أشقاؤنا في الرياض وأخواتها، ومن جهة ثانية تسليط الضوء على وقائع وحقائق ، كما أننا صراحة - وهذا مبدأ ثابت - ننحازللشعب القطري الذي نعتقد بأن محاصريه يُريدون جعله كبش فداء.

خاصموا قطر كدولة كيفما شئتم، عاتبوها كيفما شئتم، عاقبوها كيفما شئتم ، لكن عاملوها بشرف أولا: وكدولة  ثانيا: ولا تجعلوا منها قربانا لترمب ثالثا:، ولا تكون خلافاتكم معها على حساب ما تبقى من قيم وجدار مائل لعروبة تريدون إسقاط ما تبقى لها من أركان فوق هيكل عظمي لشيء اسمه أمن قومي وإستقرار إقليمي إذاما وقع كاملا فلن يقف ويُبعثُ ثانية ، لأنه لا ينفخ في صور الموتى غير الله، وذلك لن يحدث إلا في يوم عظيم " يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون" .

لا يُعقل أن يصل بكم الأمر إلى مستوى اختلاق المبررات والتشكيك من أجل سحب حق قطر في  (تنظيم وإستضافة بطولة  كأس العالم لكرة القدم للعام 2022).

كما لا يُعقل أن تُحمّل الدوحة  لوحدها وزر دعم تيارات سياسية أو دينية وحركات مقاومة،فيما هناك تركة ثقيلة من التربية الدينية والمناهج والخطابات والمفاهيم الملغومة التي عبأتم بها عقول أجيال كثيرة منذُ ما يزيد عن قرن .

ولا يُعقل أن تكون قطر وحدها هي من تُتّهم مثلا بإقامة علاقات بطرف سياسي ما في ليبيا ، فيما دول أخرى تدّعي النزاهة والعفّة وهي التي سخرت أضخم الإمكانيات لدعم أبطال الشرق الليبي  والجنوب اليمني وغيرهما سواء في مصر أو البحرين أو جنوب السودان أو فلسطين وووالخ.

قولوا عن قطر إنها مشكلة ومصدر صُداع وقلق لكم ولنا، لكن لا تفجروا في الخصومة معها، أوتجعلون منها شماعة لإخفاقاتكم وتآمراتكم وجهلكم وحساباتكم الخاطئة .

كونوا شجعانا وقولوا عن قطر - أيضا- بإنها تدعم جماعة " حماس " في فلسطين وأنتم تدعمون جماعة " حُرّاس الهيكل " في إسرائيل، وهذا الأمر يزعجكم .

وقولوا عنها بإنها تستثمرغربا وشرقا في شراء الأندية الرياضية وأسهم الشركات الكبرى وحتى المواقف السياسية ، وأنتم تشترون الأسلحة واللوبيات والولاءات وتوقعون العقود مع شركات العلاقات العامة.

وقولوا عن قطر بإنها تأوي متهمين وشخصيات من جماعة (الإخوان المسلمون ) وقيادات من المقاومة ،وأنتم تأوون فاسدين وإنفصالين ومطرودين من رحمة الله ومخاليقه .

وقولوا عن قطر بإنها تُموّل قناة الجزيرة التي دعمت فوضى ( الربيع)، وأنتم تمولون عشرات القنوات والوسائل الإعلامية التي تدعم الشتات العربي والطائفية والتدخّلات السياسية والعسكرية في الدول الأخرى.
وقولوا عن قطر بإنها تحتضن الشيخ القرضاوي ، وأنتم تحتضنون ألف ألف قرضاوي وألف ألف بغدادي ، وألف ألف زرقاوي وألف ألف شرقاوي وألف ألف إرهابي .

وقولوا عن قطر بإنها تُقيم علاقات دبلوماسية جيدة مع إيران، بينما أنتم تُقيمون معهاعلاقات دبلوماسية واقتصادية استثنائية وتحتضنون (400) ألف إيراني تزيد إستثمارتهم عن(300) مليار دولار، أما ثروات هوءلاء" المجوس " في الحالة القطرية ، والشركاء/ الأشقاء في الحالة الإماراتية / السعودية ، فتتراوح ما بين 20 - 30% من حجم ثروة الأصول المادية في دولة خليجية واحدة من دول الحصار الجديد، وخلوا في بالكم إن هذا كان حتى العام (2012) فقط.

almedi2009@hotmail.com

حول الموقع

سام برس