بقلم / حمدي دوبلة

اذا كنت تمتلك المال ولديك الكثير من عملات الريال والدولار فانت انسان تتمتع بكل الحقوق ويتداعى العالم لاجلك اذا ماتعرضت لخطر او حتى شبه خطر قد يتهدد حياتك اويؤثر على معيشتك اما اذا كنت فقيرا ومعدما فانت كائن دخيل على البشرية وربما مخلوق غريب لم يصل منظرو انسانية اليوم الى توصيف دقيق يشخًص كنهه وماهيته لذلك فليس لك ايها الفقير اي حظ او نصيب ولو بمقدار ذرة من كل مايقال عن الحقوق الانسانية ..

هذا هو المعيار الذي بات معتمدا لدى المجتمع الدولي ومؤسساته الانسانية والحقوقية الكبرى في هذا العصر وهذه هي احدى الحقائق الكارثية التي كشفتها الحرب العدوانية على الشعب اليمني الفقير من قبل اشقائه الا ثرياء طيلة الاعوام الثلاثة الماضية.

اجمع العالم كله الا مارحم ربي على التنديد والاستنكار الشديدين لحادثة اطلاق الصاروخ اليمني الذي قيل بانه تم اعتراضه في سماء الرياض قبل ايام ولايزال القلق الدولي على أشدًه ازاء التهديدات التي تنطوي عليها اي استهدافات من هذا النوع للمدن الآهلة بالسكان لكن في المقابل فان احدا في هذا العالم لم يتحرك ضميره الانساني للمجازر الوحشية والانتهاكات الصارخة التي اقترفتها وتقترفها آلة القتل السعودية بحق ملايين الابرياء من ابناء الشعب اليمني الذي تحولت مدنه وقراه ومنازله الى اهداف عسكرية مشروعة ومعلنة على رؤس الاشهاد.

مايجري في العاصمة صنعاء اليوم وفي مختلف مدن ومناطق اليمن بسبب اغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية مع التصعيد الجنوني لغارات الطيران الحربي السعودي واستهدافه الهستيري لمنازل المدنيين والمنشئات العامة والخاصة كارثة انسانية غير مسبوقة في تاريخ البشرية وحرب ابادة جماعية لم يشهد لها الزمن مثيلا ووصمة عار ستظل ملازمة لجبين الانسانية حتى يرث الله الارض ومن عليها.

باستثناء بعض الدعوات والمطالبات الخجولة التي سمعناها ونسمعها من هنا وهناك منذ قرار بن سلمان الغاضب من صاروخ "مطار الملك خالد"بالرياض فانً هذا العالم الغارق في وحل الانحطاط الاخلاقي قد اعطى على مايبدو هذا المراهق الطائش والخبيث حق ابادة شعب كامل قتلا وحصارا من اجل فقط ان تسكن نوبة غضبه وان يندمل جرح "الصاروخ"الذي اصاب كبرياءه بسرعة قياسية ولعله يجد في عقابه الجماعي لليمنيين ما يُشبع غروره وعظمته ولوعلى حساب ارواح واقوات الملايين.

لقد اعطى مرتزقة العالم فرعون العصر الجديد بن سلمان رقاب الفقراء في بلاد الايمان والحكمة مقابل الحصول على قسم كبير من ثروات اجداده واسلافه ملوك وامراء اسرة سعود لكنهم غفلوا جميعا عن حقيقة وجود وبطش ملك الملوك ومن بيده خزائن السماوات والارض وباذنه وقدرته جل ً في علاه سيرأف بعباده المؤمنين وسياخذ الطغاة والمتكبرين اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد.

"يوميات صحيفة الثورة الثلاثاء 14/11/2017"

حول الموقع

سام برس