بقلم/ محمود كامل الكومى

الجمعة 24112017 والصلاة جامعة , والسجود لرب الكون فى مسجد الروضه بمنطفة بئر العبد بالعريش شمال شبه جزيرة سيناء المصرية , والجريمة نكراء مروعة غير مسبوقة على أرض مصر الكنانة حين يتعرض بيت الله لهجمات تكفى لقتل قرية بأكملها - روِعَ الساجدون فى صحن المسجد بأنفجار فلاذوا الى الأبواب حيث استقبلتهم الكتيوشا والصواريخ تحصد الأرواح الطاهره لتصعد 235 روح الى بارئها وتسيل دماء العشرات تروى عطش سيناء للبطولة من جديد ولمقاومة الأرهاب الصهيونى الذى لفها منذ العام 1948 مرورا 1956 ثم 1967 ومن هذا التاريخ الأخير الى 1973 , كانت الروح تهون فى كل هذه الحروب من اجل مقاومة عدو الله أسرائيل , لكن ومنذ اتفاقيات الكامب التى بدأها السادات مع اسرائيل مروراً بوادى عربة ثم أسلو , سالت الدماء عبر الوكيل الصهيونى ,حيث توارت اسرائيل خلف الكواليس تحرك مسرح الأرهاب , وتُسعر دول الخليج لتمويله بالبترودولار , لتغيير الديموجرافيا فى سيناء , بعد أن فاقت أعداد شهداء مابعد السلام المزعوم مع أسرائيل , أعداد الشهداء فى كل الحروب معها .

شجع التغلغل الصهيوني داخل المجتمعات الأوربيه والأمريكيه وبعد احتلال فلسطين , أسرائيل أن يكون هدفها الإستراتيجى هو إسرائيل الكبرى من النيل للفرات وتصدرت خريطتها مبنى الكنيست من اجل دولة دينية يهودية عاصمتها القدس , تعيد بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين , من اجل ذلك نخرت الصهيونية العالمية في الجسد العربى , ومدت الجسور من خلال العملاء المتمثلين في كل الملوك العرب وبعض الحكام , وعلى أثر ذلك بعث الملك فيصل رسالته الى الرئيس جونسون يستحثه على أن تقوم اسرائيل باحتلال سيناء ليبتعد عبد الناصر عن فكره القوميه العربية وجزاءا له على مساعدته ثوره اليمن في ستينات القرن الماضى , وكان التواطؤ مع الملك حسين , فصار العدوان في يونيو (حزيران)1967 وخرجت الطائرات الصهيونيه من القواعد الأمريكيه والبريطانيه في ليبيا خلال حكم الملك السنوسى تضرب الاراضى المصريه , واحتلت اراضى ثلاث دول عربية وتوسعت اسرائيل بفعل ارهابها , وجراثيمها التى باتت تنخر في الجسد العربى , ووقف ملك المغرب يتماهى مع الصهيونيه مخاطبا اليهود المغاربة , ومن قبل كان بورقيبه ينادى بقبول اسرائيل كأمر واقع , من اجل أن يثبت لفرنسا وأمريكا أنه القادر على اجهاض حركة جمال عبد الناصر الوحدوية , وصار العميل النائم "أنور السادات يدشن لكارثة معاهده السلام مع الشيطان الصهيوني .

صارت دول الخليج (خاصه قطر ) مكان آمن للمخابرات الصهيونيه من خلال غطاء مكاتب تجارية او سياحية , وتكونت بفعل السموم الصهيونية حركات الارهاب التى تتخذ من الاسلام اسما , والهدف تدمير الأوطان والاسلام من خلال وصمه بالارهاب وتلك تعاليم التلمود .


وأحتضنت السعوديه جماعه الأخوان( التى طردها عبد الناصر من مصر)وترعرت فيها نكاية بجمال عبد الناصر وبقوميته العربية, منذ الستينات بتمويل خليجى واشراف صهيونى ثم غدت تتمدد بفعل التمويل القطرى وخرجت من عبائتها – الجهاد والجماعه الاسلاميه ثم القاعده وداعش والنصره , وصار الشرق الاوسط الجديد يتفق في هدفه مع تلك الجماعات , حيث الهدف الصهيوني الأمريكى إنتشار الفوضى الخلاقه لتفيت الدول الوطنيه ليسود أمن اسرائيل ويجعلها القادره على قيادة المنطقه .

كان الهدف الأستراتيجى الصهيونى هو أعتراف العرب بأسرائيل كأمرواقع فى قلب العالم العربى والقضاء على قضية الشعب الفلسطينى

وقد بدأ بالصلح مع السادات وزيارته للقدس التى توجت بأتفاقية كامب ديفيد , حيث فرضت على سيناء شروط قاسيه قسمتها الى 3 مناطق أغلبها منزوع السلاح ,وخضعت شبه الجزيره لمراقبه أسرائيلية , وبدت طريق صهيونى لتحقيق الغايات ومنها مرور اليهود "الفلاشا ", وبدى الموساد رقيب .

أيادى أسرائيل تلعب فى سيناء , وكما فضحت المقاومة اللبنانيه جواسيس أسرائيل فى الجنوب اللبنانى , فأن الجواسيس أتباع الموساد يعبثون فى سيناء, وكم تغاضينا عن ذلك , بخلق الأوهام عن حماس وغزه ومحاولة وصمهم بالأرهاب ,فكنا ندفس الرؤوس فى الرمال عن الأرهاب الذى يحركه الموساد , خاصة والمخابرات المصرية قد عقدت الأتفاقات مع شيوخ القبائل وحماس لمقاومة الأرهاب , فَأَجلت الحقيقه وازاحت الغبار عن حماس وشعبنا السيناوى ومشايخة الوطنيين , لينكشف دور تنظيم بيت المقدس الذى يحركه الموساد , ويموله البترودولار الوهابى , وهو مايتضح من الأعتداء على مسجد لأتباع أحدى الطرق الصوفية التى تعمل الوهابية على أبادتها من عالم الوجود .


أذا اردت أن تعرف الجانى فأبحث عن المستفيد

1-والمستفيد أسرائيل بالدرجة الأولى , التى تريد سيناء غير مستقره ومشتعلة بالنار,من أجل أن تعيش مصر فى عدم أستقرار على الدوام ,تُسيل لعابها الصفقة الكبرى التى يحضر لها ترامب , والتى تخير المصريين بين بترأجزاء من سيناء من الجسد المصرى كمخرج وحيد لأستئصال الأرهاب ,وبين عدم أستقرار البنية المصرية كلها ,وفى الحالتين يدرك الصهاينة أن هذا وذاك لن يحيد عن عبث الموساد حتى تتحقق اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات

2-عشقى " رجل المخابرات السعودى " وتركى" الأمير السعودى , يمثلان رأس الحربة التى توجه الى قلب الأمة العربية والتى يشعل نارها الموساد ,جسر تقيمة المملكه مع العدو الصهيونى لفرض أرادته على العرب ومصر بالذات , ويبدو أستقبال العاهل السعودي لرئيس وزراء اثيوبيا هايلي ماريام ديستالين فى العام السابق ، وهو الاستقبال الذي فسرته الأوساط الرسمية المصرية على انه جاء من قبيل "الكيد لمصر" بالنظر الى الخلاف المصري الاثيوبي حول سد النهضة , والكيد بمصر هنا كان لتعطيش شعبها لترضخ لأرادة المملكه فى تعاونها مع اسرائيل التى تمول سد النهضة بالتكنولوجيا , وفى التنازل عن تيران وصنافير التابعتين لسيناء, والهدف تراجع مصر وعدم التفكير فى ريادة الأمة العربية من جديد والشرق الأوسط كما كانت بزعامة جمال عبد الناصر , وصعود المملكه كقوه أقليميه لايمكن منافستها .

المملكة تخوض حرب اليمن مع أمريكا من اجل سيطرة أمريكا على مضيق باب المندب جنوباً , وقد استحوذت على "تيران وصنافير شمالاً ,ودخلت بذلك ضمن كامب ديفيد ,وصارت مضايق تيران فى استحواذ صهيونى فِعلى , وبدى كل منهما يشعل الأرهاب فى سيناء من اجل أن يظل يستنفذ قوة مصر العسكرية - والأقتصادية ( المتمثله فى السياحة , حين اشارت التسريبات تدبيرهما اسقاط الطائرة الروسية بماعليها من سواح روس فى العريش من العام قبل السابق), خاصة وأن مشروع البحر الأحمر الذى دشنه محمد بن سلمان على 50 جزيره يتطلب القضاء على السياحة فى سيناء شمالا وجنوبا ليستحوذ على كل الأجواء وهو المشروع الذى اثنى عليه حكام تل ابيب .

جريمة نكراء دبرتها القوى الأرهابية التى يدربها الموساد ويمولها البترودولار , راح ضحيتها 235 مصرى وعشرات الشهداء وهم ساجدين لله فى مسجد الروضه فى سيناء المصرية , تلك الجريمة لابد أن تعيد نظرتنا للأرهاب ,وأن تجعل حكومتنا تندم على أنها سايرت المنطق الصهيونى الخليجى الذى سخر الجامعة العربية فى أن تصدر بيانا يعتبر حزب الله والمقاومة اللبنانية لأسرائيل أرهاب , فتعامى عن الأرهاب الصهيونى الوهابى الممول بالبترودولار فى سيناء .

يد أسرائيل ساطعة مع داعش والنصرة وكافة المنظمات الأرهابية فى سوريا , فأسرائيل عبر الجولان وعبر الحدود مع سوريا تمد الأرهاب بكل التكنولوجيا والعتاد ومداواة الجرحى وفتح المستشفيات الأسرائيلية لعلاج الأرهابيين الذين يمارسون ارهابهم على الأرض السورية وكانت المملكة السعوديه وقطر يمولان هذا الأرهاب بأعترافهما ( وما الخلاف بين الأخيرين اِلا لِذَرِ الرماد فى العيون) , وفى ذلك دليل واضح على أن الأرهاب فى سيناء وبالقياس على الحالة السورية , يأتى متخفيا عبر الحدود مع الكيان الصهيونى,وتمويله أثير البترودولار الوهابى الخليجى .

لابد لنا أن ندرك حقيقة الأرهاب وحقيقة مصدره وتمويله ولاندفس رؤوسنا فى الرمال ونتعامى عن تلك الحقائق حتى يمكن لنا التعامل معه والقضاء عليه وتجفيف منابعه .

وحين يكون الشهداء ساجدين لله ,فليس احقر من الشيطان الصهيونى , حين ينبرى لأهدار دم الساجدين الذين تحيط ارواحهم الملائكة ,فترفرف محلقة فى سماء المقاومة ضد الأرهاب الصهيونى تستعيدها من جديد ,أملا فى أقتلاع الأرهاب وكيل الصهيونية والممول ببتردولار الرجعية العربية لتمحو الصهيونية والرجعية العربية ثأرا لكل الشهداء فى مسجد الروضه على أرض سيناءوكل شهداء المقاومة الذين سالت دمائهم على الطريق لتحرير فلسطين .

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس