سام برس
بدأت في الايام الاخيرة ظاهرة خطيرة تتمثل في تسرب الطلاب اليمنيين من المدارس الحكومية ، لاسيما بعد ان فرض مكتب التربية والتعليم بالعاصمة صنعاء مبالغ مالية تتراوح بين 500 و1000 و1500 ريال على طلبة المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية تحت مبرر مواصلات ومساعدة المدرسين ، ونظراً لعدم وفاء حكومة بن حبتور والمجلس السياسي الاعلى بصرف مرتبات الموظفين وفي مقدمتهم المعلمين كل ذلك أدى السخط الكبير وعدم قيام المعلم بواجبه على أكمل وجه.
هذا القرار الصاعق والمجحف والغير منطقي الذي حشر مجلس الاباء في الواجهة يدعو الى اكثر من علامة تعجب واستفهام كما ان الغياب الملفت لوزير التربية والتعليم يحي الحوثي ، زاد من نقمة المدرسين وآباء الطلبة ومعاناتهم وسخطهم ، لاسيما بعد مطالبة المدرسين ومدراء المدارس الطلبة بدفع المبالغ المالية المقرره وتهديدهم بالطرد من المدارس في حالة عدم الدفع .
وأكثر مالفت نظرنا في موقع" سام برس" في جولة استطلاعية هو ظاهرة غياب أطفال في عمر الزهور يرتدون الزي المدرسي والشنيط على أكتافهم ويلعبون في سائلة صنعاء بين التراب والاشجار ، من بينهم الطفل أمير وأخية عبدالرحمن فيصل العماري الذي يدرسا في مدرسة " الوزير " الحكومية بإمانة العاصمة ، وعند سؤولهم عن سبب عدم دراستهم ، أكدوا طردهم من المدرسة بسبب عدم دفع مبلغ 500 ريال ، رغم ان والدهم كما يقولون في " الجبهة" يحارب...
كما لوحظ عدد كبير من الطلاب في الشوارع يترددون على الحدائق والاسواق ومحلات البلياردو والانترنت ، ما يجعلهم عرضة للابتزاز والاغواء والانحراف، بينما بعض الاسر تعتقد بأن اولادهم في المدارس.
في حين أكد بعض الاباء بإن المدرسين المتذمرين لايقومون بواجباتهم الاخلاقية من تحضير بل ان اغلبهم يدخل الحصة ويشرح ثلاثة دروس أو أكثر مايتنافى مع الاساليب التربوية والعلمية وقدرة الطلاب ، مؤكدين على ان المبالغ المقررة في زمن الفقر المدقع أصبحت ثقيلة ، وان المدرس حتى لوحصل على جزء من ريع تلك المبالغ لن يؤدي واجبة بإمانة، طالما يعيل اسرة وعليه التزامات.
وحفاظاً على فلذات أكبادنا نطالب المجلس السياسي وحكومة بن حبتور ووزير التربية والمنظمات الدولية صرف مرتبات المدرسين والزامهم بالتدريس ووضع حد لعملية التهديد والوعيد بدفع المبالغ المالية التي أدت الى تسرب الطلاب ، أو إيقاف التدريس والاكتفاء بنتائج نصف السنة طالما فشل المجلس والحكومة في ادارة العملية التعليمية حتى لايتشرد الطلبة.
